الاختيار

7 4 0
                                    

إلهي لقد أردت شيئاً ولا أعلم إن كان ذلك الشيء خير أم شر..... لا أعلم أن كانت مشيئتي تتوافق مع مشيئتك أم أن لي مشيئة حرة واختيار حر ، فإنا  لا أشاء إلا ما تشاء أنت.... ولا اختيار إلا ما اخترت أنت.. وأنت الذي تختار لي وكل اختيار من عندك خير.. وأنت الذي تحكم ونحن لا نحكم وأنت الوجود كله ونحن الفناء والعدم.

إلهي أن كان ذلك الشيء الذي اردته خير  ولا يغضبك سوف تعيده إلى وترحمني .. لأني إنسان ضعيف وعبد لما تعودت فقد تعودت عليه.. وإن كان ليس لي نصيب في ذلك سوف تعيده إلى بشكل آخر وهو الشكل الذي تحبه أنت... بالشكل الذي تريده أنت.. وإن كان شكله في الظاهر شر .. لأن الشر من عندك خير ، والخير من عندي شر.

إلهي إني اخاف أن تخالف مشيئتي مشيئتك وإن يخالف اختياري اختيارك وأخشى أن اكون حر واستغني عنك وأنفرد واصدر الأحكام  بمفردي.. لأني ضعيف ولا أرى الأشياء على حقيقتها وقد خلقت من عجل فكيف لي أن اختار وأصدر احكام بمفردي..نظري لا يتعدى المحدود الذي أمامي
وما أراه بعيني المحدودة ليس هو الحقيقة الكاملة... وأخشى من أن أنظر إلى الأشياء ولا أبصر إليها... واصدر احكام تغضبك... فالبصر يحتاج ادراك..وأنت الذي تدُركني ولا ادركك.... وأنت الذي تعلم ما بنفسي ولا أعلم ما بنفسك.

إلهي إني أخشى من علم زائف يجعلني استحي من ذكر اسمك ويجعلني استحي من أن ادعوك واجاهر بالملاء باني احبك وبانك ﷲ ربي الذي اؤمن به والذي اخشاه... من علم   يجعلني اقرأ في الشرق والغرب وانسى كتابك  الذي بين ايدينا والذي اتخذناه مهجورا.

إلهي أنت الذي طلبت منهم أن يعلموا... وإن يقرأوا ويتدبروا... ويتفكروا ويسيروا في الأرض وينظروا ويتأملوا كيف بدأ الخلق.

فلماذا ينكرون ذلك.؟

وأنت القائل(( قل انظروا ماذا في السماوات والأرض)) يونس 111

والقائل ((وقل رب زدني علما)) طه 114

فزدني علمآ يآرب من عندك وليس من عندهم... من علمك وليس من علمهم... فأنت الذي تعلم وهم لا يعلمون.


في الفكر والحياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن