الكتابة

14 13 0
                                    

ويحدث بأن ينتهي فكرك ، ويجف قلمك ، ولا تستطيع أن تكتب شيئاً يستحق عليه القراءة ، والسبب ببساطة ، هو لأنك لا تقرأ ، ويحدث بأن تبدأ بكثرة كتابة  الخواطر اليومية ، ذهب فلان ، ومات علان ، وانقلب حافلة ،  وتكتب فقط باليوميات والشخصيات ، وتفتقد إلى الحكمة والفكرة وعمق الموضوع ، وهي كتابة تلقى قبول في البداية ؛ لكنها لا تدوم ولا تمكث في الأرض ، وسرعان ما تنتهي بانتهاء ورحيل كاتبها ، ولا يبقى ولا يمكث  في الأرض إلا ما ينفع الناس.

قال تعالى ((فأما الزٌبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)) الرعد 17.

ولا طريق ولا مفر لكل كاتب سوى القراءة والمداومة عليها ، وأن يقرأ أكثر بكثير مما يكتب ، حتى يجد الكلمات تتدفق وتتبلور وتخرج من تلقاء نفسها ، ولا يعلم من أي كتاب قد قرأها وتصبح من صميم أفكاره.

أن يكون عقله كالخزانات التي تحتفظ بالمياه لتقوم بالاحتفاظ بالأفكار بالعقل ، وعند البدء بكتابتها سوف تعود عليه تلك الأفكار بشكل آخر ، بعد أن تفاعلت وخزنت وتبلورت وتخمرت بعقله الباطن ، ثم خرجت بأسلوبه وفق التجارب المختلفة التي يعيشها.

ومهما كانت تلك الأفكار التي تقرأها حتى وإن كانت قليلة فيجب عليك أن تخزنها بعقلك إذا كنت قادر على ذلك وإذا لم تستطع فدونها قبل أن تفقدها.

والأفكار تتبدل وتتغير بتغير مستوى ثقافتك وبزيادة مستوى معرفتك فلا تناقض ولا خوف في كتابتها مهما كان حجمها ومهما كانت درجة صعوبة أقناع الآخرين بصحتها.

إذا أردت أن تكتب وتلامس قلوب القراء وتكتب شيئاً يستحق عليه القراءة فينبغي عليك أن تحب ما تعمل وإن تقرأ بعقليه ناقدة واعية في جميع المجلات  الأدب ، الفلسفة ،  الدين ، علم الاجتماع ، السياسة ، التاريخ ، الشعر ، والروايات التاريخية التي تجسد حضارات وتاريخ الشعوب.

أن تقرأ كل ما يقع على يدك بحيث تصبح عاشق للمعرفة ، بشرط أن تحمل معك غربال واسع لغربلة الأفكار وأخد منها ما ينفع.

فالقراءة بدون غربلة قد تزيدك عمى حصوصاً إذا كنت ممن يستحب العمى وممن يبحث عن  الضلالات في الغرف المعتمة التي لا نور فيها ولا هدى.

ويجب أيضاً أن لا تنسى القرآن عند الكتابة فمن القرآن تستمد الثقة والقوة والنور والاعتزاز بالنفس وتستمد قوة الكلمة والعبارة... كما أنني استمد معاني يعجز التعبير عن وصفها.

في الفكر والحياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن