إلانسان ما هو

45 18 0
                                    

أن الإنسان في الغالب كلما كبر وبدأ يتحمل مسؤولية ازداد خطورة  ويبدأ النضال وقول الحق الذي لطالما كان يتشدق به في شبابه ينقص من حياته تدريجياً كلما كبر وتقدم في السن حتى يختفي تماماً في الأربعين من عمره تقريباً عندما تزداد متطلبات الزوجة والأولاد ولا يجد حل إلا بإتباع ما كان يذم  الآخرين على عمله..

وعندما يقع بنفس موقف من سبقه يقوم بعمل ما كان ينهي الناس عنه ويتصرف بنفس تصرفهم ، لم يكن يعلم لماذا كان الجميع يتصرف بهذه الوحشية حتى أصبح وحش مثلهم ، ولم يدرك بعد بأنه نفس الإنسان الذي كان يرفض الغش والمال الحرام وكأن يناضل من أجل الحرية وكلمة الحق هو نفسه اليوم الذي يبرر كل الأعمال السيئة وأصبح همه هو الوصول إلى المال مهما كانت تلك التجاوزات..

أنت أيها إلانسان والذي تمتاز عن الكائنات الحية بأنك حر ولديك حق الإختيار..

أخبرني.... لماذا حينما تكبر مخالبك تقوم بإيذاء الآخرين؟

لماذا.... لا تخجل من نشر الكراهية.. وتستحي من نشر الحب والتسامح بين الناس؟

تمتلك عدة طرق في إيذاء الغير وتتفن بالإيذاء.. تتباهى بما تملك من المال أمام الفقراء لتزيد من حسرتهم ومع ذلك ترجوا لقاء ﷲ وتطيب في الصلوات رياء الناس ، كف عن النفاق يا هذا.

الإنسان الكادح هو الذي يعيش في الأرض وهو المحتاج للمساعدة والرحمة وليس الإله من يحتاج المساعدة.

لا أعلم لماذا يصر الإنسان على إيذاء غيره؟

لماذا يتلذذون في مثل هذه الأعمال؟

حتى أن الكلمات تخرج جارحة دون أي مراعاة لشعور الآخر.

لا أعلم إن كان ذلك يحدث بقصد أو بدون قصد؟ وقد يحدث احياناً بغباء.

والمشكلة بأن الإنسان الغبي يكون ضميره غبي مثلهْ حتى أنه يؤذينا وهو لا يشعر بشيء وكأنُ حديثه طبيعي ولا يعلم بأن حديثه جارح.

الإنسان الطيب والمغرور  والجبان. ، هناك فرق كبير بين الإنسان الطيب بإرادته واختياره والذي يعلم متى يكون طيب مع الطيبين ومتى يكون شرير مع الأشرار الذين لا ينفع معهم الطيبة وبين الإنسان الآخر الضعيف الذي لا يقدر على القول لا ... وتفرض عليه الطيبة فرض وطيبته نابعة من ضعف وجبن وليست طيبة حقيقة ولو أتيحت له لحظة اختيار  حر لظهر على حقيقته وخرج وصرخ بأعلى صوته... أنا لست طيب... أنا جبان.... اخشى الناس لذالك...أوافق على كل شيء من ضعفي.. وليس من طيبتي.

والشخص الجبان تجده لا يتوقف عن الحديث عن شجاعته لأنه يعلم بأنه جبان ويحاول تغطية جبنه بكثرة الحديث عن الشجاعة.

كذلك هم معظم البشر والذين لا يتوقفون عن ذكر ما ينقصهم وكأنها محاسنهم والتحدث حولها باستمرار مما يجعلك تشك أن كان ذلك هو الشيء الذي ينقصهم فعلاً ، باستثناء أصحاب التخصصات والذين يتحدثون في مواضيع محددة باستمرار وفقاً لطبيعة أعمالهم.

والإنسان بطبعه مغرور ويعتقد بأن لأحد أذكى منه على الإطلاق وأنه أفضل من غيره في كل شيء.

حتى ينصدم بواقع الحياة ويجد نفسه شخص عادي بشر ممن خلق.

لكنه لا يقتنع بذلك ويقوم بتقليد الآخرين ويفشل.

وقد يجتهد من أجل الوصول إلى هدفه لكنه لا ينجح ، لأن ارادته وحدها من تحركه والإرادة وحدها لا تكفي وينبغي أن تصاحبها المعرفة ،وأن يتحرك بواقع الإرادة والمعرفة معاً.

نعم لكل شخص ما يميزه عن الآخرين لكنه يحتاج إلى رحلة لاكتشاف ما يميزه  ولا يحتاج لتقليد نجاحات الآخرين.

إنها رحلة صعبة وتحتاج إلى الغوص في أعماق النفس لمعرفة ما يميزها فعلاً.

في الفكر والحياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن