الحقيقة الكاملة الناجزة

12 12 0
                                    

محلي محل الباحث عن الحقيقة لا اتقيد بطائفة ولا بعصبية ضيقة ولا اكبس وجهي في الرمال كالنعامة خوفاً من سماع أراء الآخرين ، بل على العكس تماماً ، وافتح أذُني لسماع مختلف التوجهات والاراد بعقلية ناقدة واعية ليدخل إليها الفكر النقي الذي ينفع.... وهو الفكر الذي يمكث في الأرض َ.... أما زيد الوهم وشذوذ الفكر فيذهب جفاء.

ولا ادعي أني أمتلك الحقيقة الكاملة الناجزة ومن يدعي ذلك فقد وقع بالجهل الشديد.

ومن الصعب جداً علينا حصر الحقيقة في فئة معينة أو جماعة محددة.

والحقيقة اشبه بزجاجة قد وقعت علينا من السماء وكل فريق قد أخذ قطعة منها واعتقد بأنه قد امتلك الحقيقة بكامل محيطها ومساحتها وهو في الحقيقة لا يمتلك سوى جزء منها.

لذلك بدأت الصراعات وتوهم الجميع بأنه يمتلك الحقيقة الكاملة الناجزة ودخلنا بالصراعات والحروب وتوهم الكثيرين بامتلاك الحق المطلق منهم من غرق بمقدار 15 مل ومنهم من غرق بمقدار 10 ملِ وهذا لا يغرق كثيراً فجميعهم في الآخير غارق وواهم.

أما الأفكار فهي تتبدل وتتغير والجماعات والأحزاب تجدها تنتقل بين حق وباطل.

والحقيقة في الأرض متغيرة ؛ لكنها ثابته في السماء وهي حق واحد لا يتجزأ.

في الأرض تتبدل وتتغير باختلاف الناس وتبدل وجوههم.

ومن كانوا على حق وهم مستضعفين..

أصبحوا على باطل عندما كثروا وزادت قوتهم وتوسع نفوذهم.

ومن كانوا على حق وهم في المعارضة..

أصبحوا على باطل عندما وصلوا إلى السُلطة وانكشفت أقنعتهم.

ونحن في الغالب لا نكاد نجد الحقيقة مع الأكثرية.

قال تعالى (( ولكن اكثركم للحق كارهون)) الزخرف 78

وقال تعالى ((واكثرهم لا يؤمنون)) ((واكثرهم كاذبون))

وقال تعالى ((وإن تتبع اكثر من في الأرض يضلوك)) الانعام 116

إذن الحقيقة ليست بالكثرة والكثرة ليست دليل على الحقيقة... بل على العكس تماماً قد يحدث.

قال تعالى ((قليل من عبادي الشكور)) سبأ 13

أنواع الحقائق ، أحياناً تبدو لنا الحقيقة كمجموعة من الخدع البصرية ما إن تبصر الشيء وتظن بأنه الحق الكامل حتى يتضح عكسه تماماً.

في الفكر والحياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن