اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
كان جيمين يراقب الأشجارَ الطويلة على جوانب الطريق بصمت و يستنشق الهواءَ الصباحي المنعش بنكهة الغابَة, لأن سيّارة التيسلا المسرعة كانت خالية من أي صوت ما عدا صوتِ المحرك.
قضم جيمين لحم شفته السفلية داخلياً من التوترِ الشديد و الهالة الغريبة التي حلت فجأة بينه و بين العميل الدولِي المشغول بالقيادة. في الواقع, كان أزرق الخصيلات محرجاً من ما حدث سابقاً في شُقته... و لِذلك ، لم يجد كلاهما ما يقولانه لبعضهما البعض بعد الموقف.
لم يتحدّث الرجل الغرابي بالكثير بعد إنهياره العصبي داخل الشُّقة.. بعد إكتشافه أن حبيب جيمين المزعوم كان طوالَ الوقت مجرد فرخ صغير ، كانت تعابير وجهه تبدوا غبية للغاية و هو يحدقُ بعدم تصديق تارة نحو الفتى الأقصر و تارَة أخرى نحو العصفور داخِل القفص.
و لحُسن الحظ.. لقد تلقى مكالمَة مفاجئة في تلك اللحظة من شخص كان جيمين يجهله.. مما قطع الصمت المحرج الناتج عن إدراك سوء الفهم العقيم ، و بعد أن أنهى العميل سريعاً مكالمتهُ المهمة خارج الشقة ، عاد للتصرف بجديّة تامة و غادروا بإستعجال ذون أي فرصة للتحدث حول الأمر.
و لهذا ، قرر الأصغر أنه لن يبادر بالتّحدث.. لأن ملامح العميل الجادّة و هو يقودُ الآن نحو وجهته كانت باردة و جادة بشكل يجعلُ جيمين يشك في أنه نفسُ الشخص الوديع قبل لحظات.
" ستبقى عند أخي ريتما أعود.. "
أخيراً و بعد دقائق طويلة ، تم كسرُ الصمت بواسطة صوت العميل ليبتلع جيمين ريقه قبل أن ينظر نحو العميل بِترقب موسعاً عيناه الجرائية.
" لا تُكثر الحديث.. و سيكون من الأفضل إن تصرفت كما لو أنك لا تعلم شيءاً "
أومئ جيمين برأسه و إبتلع من جدية غرابي الشعر, ملاحظاً التنهيدة الثقيلة التي صدرت عن العميل الدولِي و هو يواصل القيادة ببعض الإحباط الظاهر على وجهه الوسيم.
