توقفت السيارة أمام استوديو التصوير ليُخرج جيمين مرآته من حقيبته ويلقي نظرة أخيرة على نفسه... رفع يده مهذباً بضع خصلات مبعثرة من شعره قبل أن يرتدي نظارته الشمسية ويحكم اغلاق معطفه وحين شعر بالرضى عن مظهره فتح الباب لينزل مع مدير أعماله.
كانت إحدى الموظفات بانتظارهما حيث سارعت بالانحناء لهما قبل أن ترشدهما للطريق نحو قاعة التصوير الرئيسية.. دخل الأوميغا لتمسح عينيه المكان الواسع بكل تلك الإضاءات والخلفيات والأجساد المتزاحمة حيث كل واحد منكب على عمله، فمنهم من يقومون بتوصيل أسلاك الإنارة ومنهم من يعملون على التأكد من تثبيت الخلفية المناسبة لأول جلسة ومنهم من يقومون بهندمة الأزياء قبل أن تؤخذ لحجرات الملابس كي يقوم بارتدائها لاحقاً، ومنهم من يقف بجوار المصور الفوتوغرافي الذي كان يعطيهم إرشادات سير العمل بجدية.
لم تلتقط نظرات جيمين شريكه الألفا لذا خمن بأنه لم يصل بعد.. كان تنسيق جداول العمل ينص على أن الأوميغا سيحضر أولاً كي يستعد مبكراً ويلتقط بضع صوراً فردية للغلاف بالوقت الذي سيحضر به جونغكوك كي يبدأ استعداده ليقوما كلاهما بتصوير الغلاف المشترك لهما وبعدها سوف يغادر جيمين ليبقى الألفا من أجل تصوير غلافه المنفرد.
كان ذلك من ضمن المطالب التي حرص جيمين على مناقشتها مع مدير أعماله كي توضع بشروط العقد مع شركة الإنتاج حيث اتفقوا على أن ينتهي جدول عمله مبكراً قدر الإمكان على الرغم من علمه بأن هذا الأمر يتعلق بالمقام الأول بسلاسة تصوير مشاهده وبأنه قد يضطر أحياناً للتأخر.
كانت هذه أيضاً إحدى تلك الأشياء التي تغيرت بالاوميغا حيث لم يكن بالماضي يمانع بتأخير تصويره وإعطاء الأولوية لشركائه.. لا.. تلك لم تكن الحقيقة الكاملة لأنه إن أراد أن يكون صادقاً مع نفسه فهو لطالما كان يشعر بعدم الارتياح حين يقوم المخرجين بتأجيل مشاهده وإعطاء الأهمية لمشاهد الأبطال الألفاز.
لقد كان يشعر بالاستياء ومع ذلك فهو يبتلع رفضه لهذا التحيز لأنه كان أكثر تسامحاً ومراعاة، أما الآن وحتى إن كان عائداً من بعد فضيحة مشينة، لكنه سيقوم بالأمور على طريقته الخاصة وبحسب شروطه.
ربما أيضاً كان إصرار السيد كيم على أن يأخذ هذا الدور إلى الحد الذي جعله يقف بصرامة أمام شركة الإنتاج ويطالب بتوظيف جيمين تحديداً قد كان سلاحاً للأوميغا وفرصته المثالية كي يطرح طلباته وبكل ثقة.
أحد تلك الشروط المهمة في عقده هي أن يكون لديه مقطورة خاصة متنقلة في كل مواقع التصوير المختلفة لأنه لم يعد يشعر بالراحة في تواجده حول أي أحد حتى وإن كانوا زملائه بالتمثيل، أو ربما على وجه التحديد شريكه البطل المباشر خاصة الآن وبعد أن قابل الألفا الأحمق.
أنت تقرأ
لازورد
Fanfictionما بين التاريخ المبهم والحاضر المربك.. ما بين ألم الواقع وأمل الخيال.. ما بين متاهات العقل الرافض العنيد ورغبات القلب اليائس الوحيد.. ما بين صمت الوعي وصراخ اللاوعي يخوض الأوميغا فوضوية اضطرابه وعبثية تلاشي ذاته في جحيم صراعه الخاص للبحث عن الأنا ال...