الفصل السادس عشر: المسيرة الأخيرة

7.1K 295 594
                                    

كانت ظهيرة صامتة على الحبيبين الذين لا يزالا مستلقيين على السرير.. لم يكن الألفا قد غمض له جفن ولو حتى لدقيقة واحدة حيث بقي محتضناً للاوميغا ويضخ فيرموناته المسكنة ليجعل نوم حبيبه مسالماً.

لم يكن قادراً على مواكبة ما حدث مع جيمين وقد قام بمراجعة المشهد في عقله مرة بعد مرة بعد مرة.. حبيبه كان منهكاً بشدة حين عادا بوقت متأخر جداً من تصويرهما لذا ارتمى على السرير لينجرف نحو النوم على الفور.

لكن ما حدث له بعدها جعل الألفا يشعر بنوع جديد من الرعب لم يعشه في حياته.. عينيّ جيمين كانتا مفتوحتين على وسعهما أو ربما بمعنى أكثر دقة لم يكن هناك سوى البياض بهما حيث اختفى بؤبؤيه خلف جفنيه بينما دموعه الغزيرة تتدفق بكثافة على وجنتيه.

الاوميغا كان متصلباً جداً وكأنه لوح خشبي قاسٍ.. هو لم يكن يرتجف، بل أشبه بشخص مصاب بالشلل الكامل.. جسده بارداً حد الصقيع.. كان بالكاد يتنفس وصدره يتحرك ببطء شديد وكأنه ينازع لأخذ جرعة هواء واحدة.

حينها شعر الألفا بالهلع يستوطن في أحشائه.. نبضات قلبه المذعور كانت تتسارع بجنون وذهنه المضطرب كان يحاول استيعاب ما الذي حدث له.. جميع محاولاته اليائسة لإيقاظه باءت بالفشل.

جمين لم يستجب له.. حبيبه لم يعد إليه لذا تصرفت غريزته وقام بحمله على الفور بينما يحث خطواته الفزعة نحو الباب كي يتجه به إلى المشفى، لكن أذنيه رفرفتا حين سمعه فجأة.. كان صوت حبيبه ضعيفاً.. هشاً.. باكياً.. هامساً لكنه استطاع سماعه.

"جونغكوك.. أريد أن استيقظ من هذا الكابوس.. أرجوك حبي.. دعني استيقظ..". تلك الكلمات المتوسلة من بين الدموع الساخنة المنسابة من عينيه البيضاء جعلت ساقيّ جونغكوك ترتخيان ليهبط على الأرض بينما يحتضنه بقوة على صدره.

كان يربت على وجنته ويحاول بيأس هلع ايقاظه للحظات كانت كجحيم الأبدية حتى عادت فجأة عينيّ الأوميغا لطبيعتهما ويسأله بعدها إن كان متواجداً حقاً؟ هنا والآن؟! هذا السؤال كان مباغتاً، صادماً، مربكاً لكن حاجة الألفا الصارخة لطمأنته وتهدئته جعلته يؤكد له وجوده كي يبدأ بالغناء بعدها دون أن يكون قادراً على الاسترسال بسؤاله عن أي شيء آخر.

والآن بينما كان جيمين صامتاً على صدره منذ أن فتح عينيه لم يعرف جونغكوك ما الذي عليه قوله أو فعله كي يعيد السكينة إليه.. حبيبه كان عالقاً بين عالمين.. الأوميغا خاصته كان هنا وهناك.. لقد كان في منطقة رمادية حيث جسده المادي معه، لكن عقله متأرجح بين عالميّ النوم واليقظة.

والأسوأ من كل ذلك، بأن أياً كان الكابوس الذي حلم به فلا بد بأنه بطريقة ما كان حسياً ومادياً جداً وأقرب لواقع بشع مرير بالنظر إلى الحالة التي كان عليها ولايزال بها، وهذا جعل الوجع يطعن في قلب جونغكوك والغضب ينهش بخلايا روحه لعدم قدرته على فعل أي شيء لحبيبه.

لازوردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن