الفصل السابع عشر: نهاية وبداية

6.1K 311 1.1K
                                    

كان قد مضى ما يقرب من أسبوع آخر منهك بجدول العمل حيث قاموا بتصوير سلسلة من المشاهد المتتابعة الصامتة والتي سيتولى فريق المؤثرات الصوتية في مرحلة المونتاج إضافة الموسيقى الخلفية لها.

كان الفريق بالطبع قد اتفقوا مع المخرج الذي طلب منهم بحسب رؤيته الفنية التي يرغب بإظهارها على الشاشة الفضية أن يستعينوا بالأوركسترا ليتم عزف المقطوعة اللحنية حيث بهذه الطريقة ستكون الموسيقى ملحمية أكثر وتناسب مهابة وضخامة تلك اللقطات السينمائية الأسطورية.

أولى تلك المشاهد قد ابتدأت بجلوس جيمين مع غايا في المعبد وهما يعقدان طقوس حماية للعشيرة بأكملها متضرعين لآلهة غابتهم المجيدة بأن تحفظ أرواحهم وترعاهم بعنايتها وتكون يداً قوية تساعدهم في هذه الحرب الحاسمة.

قوتهما المشتركة قد ضاعفت من متانة وصلابة تعويذتهما ومع ذلك، فلقاء ساحرة مثل نارا يجري سحر كيانات العالم السفلي بمجرى دمائها سيكون اختباراً حقيقياً وصعباً لهما.

ثم بعد ذلك بدأوا بتصوير المشاهد التي ستُظهر تأهبهم واستعداداتهم لتجهيز حملتهم العسكرية حيث رماحهم وسيوفهم وسهامهم التي لم يتم استخدامها منذ عقود طويلة قد أعيد صقلها والتأكد من حدة نصولها ومتانة قبضاتها.

ومن ثم مشاهد بداية مسيرتهم بالخروج من غابتهم نحو المعركة حيث جسدت الأوميغا الساحر مع حبيبه الألفا المحارب وجدته غايا بينما هم على ظهور خيولهم متقدمين الصفوف الأمامية وجيش الغابة من خلفهم.

تلك المشاهد التي أظهرت السحرة بهالتهم الفاتنة حيث شعورهم الفضية الطويلة التي أصبحت تتمايل برقة بسبب هبوب نسائم الصحراء الميتة بينما أعينهم اللازوردية تمسح رمالها الممتدة ورائهم حين خرجوا أخيراً من غابتهم المخفية.

تلك المشاهد الملحمية التي أظهرت البعض منهم وهم يمتطون خيولهم بينما البعض الآخر على ظهور أفيالهم.. هذه هي ثورتهم الثانية، لكنها ستكون حربهم الأولى والأخيرة التي سيشاركون بها، لذا فهي لم تقتصر عليهم فقط، بل وحتى حيوانات الغابة قد هبوا للحرب معهم.

الكلاب والذئاب كانوا يكشرون عن أنيابهم ويركضون بجوارهم بينما تحلق النسور والصقور الجارحة بأجنحتها من فوقهم.

تلك المشاهد التي أظهرت الرهبة والغرابة المرتسمين على وجوه السحرة بينما يرون العالم لأول مرة ومنذ عقود أزلية من خارج غابتهم المقدسة.. تلك المشاهد التي صورت خطواتهم الشجاعة والجريئة للانفصال عن دائرة أمانهم وملاذ راحتهم.. ليس ذلك فحسب، بل أن تكون تلك الخطوات الأولى نحو حرب دموية طاحنة قد تحمل في طياتها نهايتهم.

لازوردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن