الفصل التاسع: الوعد

7.3K 377 1.5K
                                    

ملاحظة: هذا الشابتر سوف يحتوي على مشاهد انتهاك جنسي لذا في حال الشعور بالانزعاج، فالرجاء عمل تجاوز للمشهد.
**

"أنا أريد الانسحاب".

خرجت تلك الكلمات من فم جونغكوك وقد اشتد فكه بينما يحكم قبضة يده.. كانت عينيه الثاقبتين مثبتتين على ظهر جيمين الذي بقي واقفاً في مكانه دون أن يستدير نحوه.. كلاهما كانا يتعاملان مع العواصف الهوجاء التي هبت بداخلهما مقتلعة لهما من جذور وجدانهما دون أن يعرف أحدهما السبيل للنجاة منها.

جونغكوك كان مضطرباً، مصدوماً، منهكاً من ثقل ما حدث في سهرتهما ليلة الأمس.. أجل، ربما يكون عيد الميلاد قد انتهى بشكل لطيف بينهما وأصبح جيمين أكثر تجاوباً معه وحتى إنه قد قبل هديته، لكن الألفا لم يكن قادراً على تجاوز عمق ذهوله ودهشته من ردة فعل جيمين الحادة الكارهة العدائية في البداية.

ردة الفعل تلك التي اضطرته بدوره لاتخاذ إجراء قاس ومتطرف حين قرر الانفتاح له عن طريق إعادة إحياء كل تلك الذكريات المؤلمة البشعة والتي لم تُمحى يوماً من كيانه وذاكرة قلبه بالمقام الأول.

لكن كل تلك المشاعر المتأججة التي استفحلت ببواطنه لم تعادل في أثرها ما حدث اليوم مع جيمين في مقطورته الخاصة ومن ثم بعدها في تصوير مشهده اللعين ذاك.. كل شيء كان أكبر من طاقة الألفا على مواكبته وتحمله.. ذلك المشهد حين قام الأوميغا بتقبيل ألفا آخر قد فجر بركاناً من الغضب الذي أنصهر بنيرانه المحترقة بأحشائه بالفعل.

في تلك الدقائق القاتلة لم يكن جونغكوك قادراً على استيعاب أي شيء آخر عدا عن أن هناك شفتان تقبلان حبيبه.. لم يعد يأبه بالتفكير بمنطقية.. لم يعد يهتم بأن هذا مجرد تمثيل.. بأن هذا مجرد كذب صادق لعين!

كل خلية في جسده، كل ذرة من روحه، ذلك الذئب القابع في أعماقه كان يزمجر ويعوي ويصارعه ويصرخ بوجهه كي ينقض على ذلك الألفا الوغد المنافس له وأن يقتلع حنجرته بأنيابه.. أن ينتزع قلبه بيديه.. أن يمزق لحمه عن عظامه كي لا يتجرأ هو أو أي دنيء وضيع آخر على الاقتراب من الأوميغا خاصته.

لكن جيمين لم يكن خاصته في المقام الأول، أليس كذلك؟ جيمين لم يكن صديقه، هو لم يكن مقرباً منه.. اللعنة هو بالكاد كان حتى زميل عمل له لأن الطريقة الجافة الحادة النافرة التي يعامله بها هي أبعد ما تكون عن الزمالة الطبيعية!

جيمين أوميغا يكرهه ويمقته وهو لم يتوان عن تكرار ذلك له ومنذ لقائهما الأول وفي كل فرصة تسنح له بأن لا شيء سيتغير بينهما مهما طال الزمن.. تلك الحدود اللعينة.. ذلك الازدراء لجنس الألفاز.. ذلك الغضب الناطق بعينيه تجاه أدنى سلوك يقوم به.

لازوردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن