الفصل الأول: تحت الأضواء من جديد.

14.8K 586 1.8K
                                    

احتشدت الأجساد في القاعة الكبيرة حين سارع الحاضرون بلهفة على أخذ أماكنهم المخصصة لهم كل واحد بحسب المقعد الذي قام بحجزه، بينما تبعثر أفراد الطاقم في كل مكان حيث عاملي الإضاءات يقومون بضبطها واختبار درجات سطوعها، بالوقت الذي بدأ به المصورين بتثبيت زوايا الكاميرات وتركيز عدساتها على المنصة البيضاء الصغيرة التي توسطت الاستوديو.

كان هناك مقعدان من الجلد الأسود الفاخر يستقران فوقها مع طاولة زجاجية أنيقة تم تزيينها بأصيص شفاف يحمل باقة منعشة لوردة الأوركيد المتناسقة بألوانها البهية وعطرها المنعش الفواح.

وقفت المذيعة الجميلة وقد تدلت خصلات شعرها الأشقر برقة على كتفيها بينما فستانها الخمري القصير يحتضن قوامها الممشوق ويُظهر نعومة ساقيها اللذان زينتهما بحذاء أسود أنيق.

كانت تراجع الأسئلة للمرة الأخيرة مع معد البرنامج وعينيها الثاقبتين تظهران تركيزها الهادئ الواثق.. وعلى الرغم من أن التوتر والترقب كانا عابقان بالهواء من سير هذه المقابلة الخاصة لكن الحماس كان أيضاً متزامناً معهما حيث أصبح ظاهراً وبوضوح شديد من تصاعد هتافات المعجبين والتي يمكن سماعها عبر ردهات المبنى الفخم للقناة التلفزيونية الأشهر في كوريا.

جميعهم هنا كانوا متلهفين للقائه أخيراً من بعد سنوات غيابه الطويلة عن الأضواء حتى وإن كانت أسبابهم لرؤيته مختلفة.. كان هذا هو الحدث الأهم الذي تدفقت به تقارير وسائل الإعلام والصحافة منذ إعلان خبر عودته الصادم.. هذا الخبر الذي لم تتوقف بسببه التعليقات والنقاشات وحتى الحروب بين مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي.

فمن جهة تدفقت الآراء المرحبة به والداعمة لعودته من قبل معجبيه المخلصين والذين عبروا من خلالها عن مدى حماسهم وسعادتهم لأنه سوف يُطل عليهم أخيراً بدور جديد كي يُثبت مرة أخرى سبب استحقاقه لأن يكون من نجوم الصف الأول بكوريا.

لكن من جهة ثانية فقد تفجرت رسائل الكراهية والمتق والسخرية من أولئك الكارهين له والذين غمرهم الاستياء من مدى وقاحته المتمردة وسلوكه القذر واللا أخلاقي لأنه قد تجرأ على العودة إلى الساحة الفنية بلا حياء أو خجل.

ومع ذلك، وحتى مع الانقسام الحاد للجمهور ما بين مؤيدين ومعارضين، لكن هذا لم يمنع فضولهم الذي علق بهواء هذه الليلة المهمة حيث سيعقد الممثل أول مقابلة حصرية له وفي أحد أنجح البرامج الحوارية على مستوى المشاهدة في البلد بأكملها.

خلف الكواليس وقف الشاب بانتظار سماع اسمه كي يأخذ أولى خطواته تحت بقعة الضوء من جديد.. كان يرتدي ملابس سوداء بالكامل حيث بنطاله الجينز الأسود ينساب على ساقيه ليحدد معه عضلات فخذيه السميكين، بينما قميصه الصوفي ذو قبة عالية أخفت رقبته كي تعطيه شعوراً بالدفء من لسعات البرد في هذه الليلة الخريفية.
كان قد اختار إكمال مظهره بارتدائه لسترة جلدية كي يبدو بهيئة أقل رسمية بينما تزين الأقراط الفضية أذنيه والخواتم الجميلة أصابع يديه الناعمتين.

لازوردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن