الفصل العاشر: اتحاد مقدس

9.5K 379 1.6K
                                    

ترجل الألفا عن حصانه حين وصل أطراف آخر قرية تفصله عن الصحراء الميتة حيث من المفترض بأن أسبوعاً كاملاً قد مضى منذ رحلة سعيه خلف حبيبه.. هذه الرحلة الشاقة قد ظهرت آثارها على جسده المنهك عندما جلس على سطح حجر كبير أسفل شجرة أبية ومتكئاً على جذعها من خلفه بينما يفتح قربة الماء مجترعاً منها.

اللهفة للقاء جيمين كادت أن تنسيه حقيقة أنه وفي نهاية المطاف قد يصل إلى طريق مسدود.. تلك الغابة المخفية عن الأعين بسحرها الأسود كيف سيكون شخص مثله قادراً على اكتشافها ناهيك عن معرفة الكيفية لدخولها؟

أفكاره المتذبذبة جعلته يتساءل من جهة هل ربما عليه أن يأخذ بكلام نارا ويحاول التقصي بين عشائر الجنوب فربما يكون أحد حكمائهم قادراً حقاً على مساعدته بطريقة ما؟ لكن ومن جهة أخرى ماذا لو كانت الأوميغا مخطئة بكلامها وبدلاً عن ذلك وجد نفسه في موقف أشد خطورة حين يغرقوه بفيض تساؤلاتهم المستغربة المشككة وربما حتى العدائية المستنفرة لأنه سيسألهم عن أمر محرم كسحرة الغابة؟!

وحتى إن حاول التغاضي عن تلك الأسئلة المتأرجحة التي لا يملك إجابة لها، لكن ما كان ينشر الذعر حقاً في كيانه بأنه إن حدثت له معجزة ما واستطاع رؤية حبيبه مرة أخرى فما الذي سيفعله إن رفض العودة معه؟

هل سيكون قادراً على أن يرحل بدونـ.. لا.. مستحيل.. رفض الألفا مجرد الترفيه عن تلك الأفكار البشعة التي لن يتركها تصبح واقعاً يعيش جحيمه مجدداً.. بقائه مع جيمين هو أمر حتمي ونهائي ولن يسمح له بأن يبتعد عن ناظريه لثانية واحدة بعد الآن.

"لقد كنت بانتظارك!". ظهر صوت رقيق فجأة ليدير الألفا على الفور رأسه جفلاً وقد تأهبت حواسه قبل أن يقف مواجهاً للأوميغا الجميلة الوقورة التي كانت تقف على بعد خطوات منه.

"من تكونين؟". كان أول ما سألها قبل أن يمسح بعينيه الثاقبتين تعابيرها المبتسمة الدافئة ويشعر بالسكينة من سماحتها وحكمتها ليرتخي جسده بحضرتها.

"نحن لم نتقابل سوى بضع مرات على الرغم من أن هيئتي كانت تبدو مختلفة لك". قالت بصوتها الهادئ المطمئن. "أنا سورا والدة جيمين يا عزيزي".

توسعت عيني جونغكوك بذهول بينما يرمش في وجهها قبل أن يتدارك تحديقه ويسرع بتقديم انحناءة رسمية لها. "أنا سعيد بلقائك عمتي".

"وأنا أيضاً جونغكوكاه". أخبرته وهي تمشي بخطوات بطيئة مقتربة منه أكثر وحينها بدا الوهن والمرض واضحين عليها.. قطب الألفا حاجبيه عندما رأى شحوب جلدها وأنفاسها المتكسرة اللاهثة، لذا سارع بالاقتراب منها كي يمسك بيدها ويعينها بالجلوس على الصخرة.

لازوردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن