وقف الممثلان في منتصف الكهف الاصطناعي والكاميرات مثبته عليهما من كل زاوية.. كانا مرتديان لأزيائهما التي سوف يتم خلعها خلال دقائق قليلة لتكشف من خلفها عن أجسادهما العارية.. كلاهما متخشبان متصلبان ويتململان على أقدامهما بحرج، بتوتر، بأنفاس ثقيلة دون أن يكونا قادران حتى إلى النظر لأعين بعضهما.
الهواء من حولهما كان غريباً، مشحوناً، خانقاً وأبعد ما يكون عن الراحة أو حلم الهدوء والاطمئنان.
"في البدء أود الاعتذار مجدداً على مفاجأتكما بهذا المشهد اليوم لكن وكما سمعتما فإن وقتنا المتاح للإبقاء على الكهف الاصطناعي قد تم استنفاذه بسبب العطل المفاجئ الذي حدث به وتأخر التصليحات". بدأ المخرج كيم حديثه بنبرة مذنبة قليلاً.
بالطبع ولكونه مخرج خبير في هذه الصناعة فمثل هذه المشاهد الحساسة لم تكن جديدة عليه.. لقد خاضها مسبقاً في أعماله الماضية وإن كان هناك أمر واحد قد تعلمه وحرص على تطبيقه كلما مر عليه فيلم يتضمن مثل هذه المشاهد الحميمية فهو أن عليه دائماً إخبار الممثلين بمواعيد تصويرها مسبقاً كي يترك لهم الوقت والمساحة الكافيين للتعامل مع مشاعرهم وتهيئة أنفسهم لها بالكامل كي تسير عملية التصوير بسلاسة ودون عقبات وذلك لأن رهبة مثل هذه اللقطات أكثر من كافية لجعل التوتر والضغط يستوطنان بأبطاله.
مشاهد محاكاة الجنس تحديداً تتطلب قدراً كبيراً من الاسترخاء والشعور بالاحترام والأمان وهذا لن يحدث إن ألقيت بالممثلين أمام الأمر الواقع لعدسة الكاميرات وأجبرتهم على خوض ذلك المشهد وتمثيله فجأة.
مثل هذه المشاهد الخاصة تتطلب أيضاً درجة عالية من الثقة العمياء والكيمياء المتناغمة بين الممثلين كي تخرج اللقطة بالنتيجة النهائية المطلوبة والمرضية، ولحدوث هذا يجب عليه كمخرج أن يقودهم أثناء عملية التصوير خطوة بخطوة بكل حذر وعناية ووضوح أثناء إعطائهم توجيهاته.
يجب عليه أيضاً أن يُشعرهم بالتقدير وعدم الانتهاك والأهم من كل ذلك بالحماية التامة لهما عن طريق توفير بيئة تصوير آمنة."لإعطائكم ملخص سريع على مجريات الأحداث فكما تعلمان هناك سلسة من المشاهد الممهدة لممارسة البطلين للحب في الكهف، حيث إنه في البدء سيكون هناك مشهد ذهاب جونغكوك لجيمين في حقل الورود ومواجهته له بأنه يعرف سره حين رأى تحوله في نوبته الحرارية.
ومن ثم مجيئهما معاً للكهف حيث سيعترف الأوميغا أخيراً بكل شيء له وسيعلن الألفا عن حبه وتقبله ووعده بحمايته، وبعدها سيكون هناك مشهداً لقبلتهما الناعمة أولاً قبل أن يتحول جيمين لشعره الفضي وعينيه الزرقاوين لأنه وكما قال يرغب بأن يراه جونغكوك على حقيقته بالكامل.
أنت تقرأ
لازورد
Fanfictionما بين التاريخ المبهم والحاضر المربك.. ما بين ألم الواقع وأمل الخيال.. ما بين متاهات العقل الرافض العنيد ورغبات القلب اليائس الوحيد.. ما بين صمت الوعي وصراخ اللاوعي يخوض الأوميغا فوضوية اضطرابه وعبثية تلاشي ذاته في جحيم صراعه الخاص للبحث عن الأنا ال...