"هل ستخبرني الآن بما يحدث معك؟". سأل سونغ هيون بينما يستقر بالجلوس على الأريكة في غرفة جيمين عندما عادا إلى الفندق بعد انتهاء تصويره.
أخرج الاوميغا تنهيدة صغيرة مع علمه بأنه لن يستطيع تفادي هذا الحديث بعد الآن.. في الواقع هو لم يكن واثقاً حتى بما الذي سيقوله لمدير أعماله أو من أين سيبدأ؟
هناك الكثير من الأمور المبهمة التي حدثت له خلال وقت قصير لتجعل مشاعره في حالة من الفوضى العبثية، لكنها وبطريقة ما لم تقترب حتى من العاصفة الهوجاء التي هزت كيانه اليوم.لم يكن تمثيل مشاهد التقبيل بأمر غريب على ممثل شهير مثله، لكن ما حدث مع جونغكوك نسف من ذاكرته أي مشهد قام بتأديته خلال مسيرته.. احتواء ومنافسة.. هاتين هما الكلمتين اللتين شعر جيمين بأنهما الأقرب لوصف مشاعره خلال تلك اللحظات المحمومة.
الألفا كان محتوياً له ومتنافساً معه مهما فكر بالأمر.. جسد جونغكوك كان يبتلع جسده بالكامل ويغلفه بدفء.. ذراعيه كانتا تحتضنانه بلهفة وأمان ومحبة لم يشعر بهم بين ذراعيّ أي شريك له من قبل.. عينيه كانتا تنطقان بالكثير الذي صمت فمه عنه، لكن شفتيه كانتا تلتهمانه بشغف، بهيام، بتنافس عنيد وكأنهما قد دخلا في صراع ضد بعضهما لإظهار عشقهما وجنونهما.
في تلك الدقائق الأبدية وحتى مع علم جيمين بأن كل ما بينهما مجرد تمثيل بحت وبأن هذه المشاعر التي أغرقتهما كانت كاذبة حد الصدق، لكنه لم يستطع تجاهل شعوره بأن جونغكوك كان بحق ألفا مختلف وحقيقي.
وربما أغرب ما في تلك اللحظات السريعة التي استوطنت بها هذه الفكرة في وجدانه هو شعوره بأنه لم يعد غاضباً من نفسه ولا من جونغكوك ولا من والده ولا من كانغ جون ولا من أي ألفا وغد قد أذاه في حياته.في تلك اللحظة السماوية كل ما كان يشعر به هو الطمأنينة والأمان.. الحماية والوصال.. القنوع والابتهاج.. في تلك اللحظة الأبدية كان يشعر بأنه أصبح أخيراً قادراً بل وحتى راغباً على أن يفتح قلبه من جديد وأن يرحب معانقاً استيطان هذا الألفا في عالمه.
لكن ذلك المشهد انتهى وهو قد ابتعد عن حضن جونغكوك لتقرع طبول الحرب معلنة عن بدء معركة جديدة مستعرة في بواطنه.. كان فقط يحاول أن يفهم.. يحاول أن يخرج بسبب منطقي ينهي به فيضان الارتباك الذي أغرقه.
كلاهما كانا فقط يمثلان عمق العشق المتأصل في شخصيتيهما بذلك المشهد.. كلاهما قاما بتأدية أدوارهما بكل حماس واحترافية.. تلك المشاعر المتقدة بأحشائه كانت فقط فورة متفجرة في مشاعر جيمين التاريخي للألفا خاصته.
تبرير خلف تبرير خلف تبرير، لكنه وحتى الآن بينما هو يجلس مع مدير أعماله كانت شفتيه المتورمتين تسترجعان ذكرى قبلات جونغكوك كي تتركه في حالة من الاختلال والتخبط دون أن يكون لديه الوسيلة على التعامل معها.
أنت تقرأ
لازورد
Fanfictionما بين التاريخ المبهم والحاضر المربك.. ما بين ألم الواقع وأمل الخيال.. ما بين متاهات العقل الرافض العنيد ورغبات القلب اليائس الوحيد.. ما بين صمت الوعي وصراخ اللاوعي يخوض الأوميغا فوضوية اضطرابه وعبثية تلاشي ذاته في جحيم صراعه الخاص للبحث عن الأنا ال...