خاتمة ورسائل

3.9K 269 272
                                    

مرحباً بالجميع معكم مها🤗

ها قد وصلنا مع الأسف إلى نهاية رحلتنا في لازورد.. هذه الرواية التي أبحرنا في طياتها بين عالميّ النوم واليقظة.. بين ما هو حقيقي وما هو خيال.. بين واقع قاسي وأمنية حالمة.. بين رسائل القلب التواق للحب والسلام وصراع العقل المزدحم بفوضوية التشكيك والرفض.

هذه الرواية التي كانت تحمل بين سطورها ألغازاً مبهمة وأسئلة فلسفية وحوارات جدلية حول الذات والحياة والحب.. حول الآمال والآلام والأوهام.. حول صراع الغضب والغفران.. حول انقشاع الغمام عن جوهر الأنا الحقيقية لتجد أخيراً حجرك اللازوردي المقدس.

هذه الرواية التي كانت بمثابة تحدي جديد جعلني أغوص من خلاله في أعماق محيطات عقلي الناقد المحلل وبواطن أفكاري المتشابكة وضجيج خيالي الصاخب لأكتب عن حياة كاملة لأبطالي وأقدم لكم هذا العالم الساحر الموصوف من خلال أعينهم وأعماق كينوناتهم ونزاع قراراتهم وتناقض مشاعرهم وأفكارهم.

في الواقع، رحلتي مع لازورد وأبطالها كانت مختلفة، شائكة، أكثر مشقة وارهاقاً وأشد تعقيداً عن كل رواياتي السابقة.. هذه الرحلة التي استغرقت مني ما يقرب من ثمانية أشهر متواصلة كنت أصحو وأنام دون أن أكف عن التفكير بالطريقة المثلى لكتابة رواية مميزة تبقى خالدة في أذهان القراء وتغرس جذورها القوية في قلوبهم.

في البدء عليّ الاعتراف بأن تصوري عن لازورد كان محصوراً في نطاق القصة التاريخية فقط.. تلك العاصفة التي رأيت من خلالها هروب شخصين للنجاة بحبهما وأرواحهما كان أول مشهد تدفق على ذهني.. كان بإمكاني رؤيتهما حتى بعينيّ المغمضتين وقد شعرت بخوفهما وهلعهما وإصرارهما على اللجوء لشاطئ الأمان حرصاُ على سلامة جروهما والذي أيقنت بقلبي بأنه سيكون جيمين بطل قصتنا.

ذلك المشهد المؤلم والذي كان مقدمة لسلسة طويلة من المشاهد التي استهلكت دموعي وأنهكت مشاعري أردت أن أظهره لكم بصورة استثنائية أكثر تميزاً من أن يكون في رواية تحت تصنيف العصر التاريخي فقط، لذا قررت حينها إضافة تصنيف جديد كان بمثابة تحدي آخر لي بالنظر إلى أنني لم أكتب عنه في رواياتي السابقة.

عالم الأوميغافيرس

هذا التصنيف بحد ذاته ومع كل التأرجح بين تلك القواعد الأساسية الثابتة وبين المتغيرة المفتوحة بحسب وجهة نظر المؤلفات كان مربكاً وغامراً لمشاعري، لكني أيضاً كنت متلهفة على استخدامه في كتابة رواية غير تقليدية وطرحه عليكم بطريقة أكثر تفرداً عن الصورة النمطية المعتادة لهذا العالم.

تلك الصورة المتحيزة التي تحدد هذا التصنيف في قالب الجنس ونوبات الحرارة والشبق فقط وكأن ذلك هو محور أيامهم والهدف الوحيد لحيواتهم ومنتهى غاياتهم.. تلك الصورة التي تُظهر الأوميغاز على أنهم الجنس الأضعف الهش الخانع.

لازوردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن