Chapter 29

146 16 7
                                    

#نايل

لم اعد للغرفه بل شعرت برغبه في السير و بالفعل اخذت اقدامي تخطو دون امري و اصبحت في عالم اخر قادتني اليه افكاري المشوشه و عقلي المشتت.. انا لا افهمني..

لم اعتذرت لها؟ و لم لم اقبل اعتذارها مسبقاً؟... لماذا لم اتصدى لحديثها بكلمات جافه كما فعلت امس و من قبل أيضا؟ لم كنت غاضب طوال تلك الفتره؟.. هل كان ذلك فقط بسبب حديثها لي؟ لم يكن كأنه لا شئ, انا بالفعل كنت حزين و غاضب منها و اشعرتني انني أيضاً لست مهما و قد ذكرني ذلك بالكثير من لورين.. اظنني كنت مخطأ, كل إنسان يخطأ و هذا طبيعي.. و ليس لأنها فعلت ما يذكرني ب لورين أي أنها مثلها او حتى قريبه منها... كارين لا تمت ل لورين بأي صله!

كارين مختلفه تماماً و... فقط بها كل شئ جميل قد يتمناه أحد, أيضاً جميله و... صوتها نقي و عذب, احب الاستماع إليها عندما تتحدث و اكره عندما تبكي, احب ان احملق بزرقاوتيها و استمتع بهما.. هي دائماً جميله و أود حقا ان استطيع محو كل شئ سيئ حدث بحياتها.. اريدها ان تشعر انها شخص جيد, اريدها ان ترى نفسها كما اراها انا.. أريدها ان تشعر بأنها تستحق كل شيء جيد و ان تكف عن كره نفسها و محاولة الاضرار بذاتها...

توقفت عند مقعد خشبي و جلست عليه و تذكرت أول أيامي هنا, عندما قابلت كارين أول مره.. و عندما كنت اشعر بخير و لا اريد البكاء كل ثانيه.. عندما كانت الينور تزورني دائماً و لوي كذلك.. كل شئ كان جيد قبل ان آتي إلى هنا, باستثناء لورين و ما فعلته, كان يمكنني تخطي ذلك..

لم انا؟ لم اصابني ذلك المرض اللعين؟! لم لا اعيش حياتي كأي فتى بعمري؟ لماذا انا محجوز هنا!.. اريد ان يتوقف هذا حتى و ان كانت ستتوقف حياتي معه.

انتهى بي الأمر ممدد على فراشي كجثه هامده لا أتحرك و عيناي شاردتان في السقف و عقلي كالعاده, هو الشيئ الوحيد الذي يذكرني بانني على قيد الحياه..

لماذا تركتها و ذهبت قبل ان اخبرها بكل شئ!...

على من اضحك؟ اللعنه! لقد تبعثرت كلامتي و لم استطع ايجادها و اظنها شعرت بذلك لذا اخبرتني بان أستريح و ألا اقول شيئاً قد اندم عليه... ألهذه الدرجه فقدت الأمل بي؟.. ماذا قد أندم على قوله.. انا لا اندم الآن سوى على ما قلته مسبقاً.. علي تجهيز شيئاً لأقوله لها لكي لا ينتهي بي الامر هنا مجدداً دون اخبارها اي شيء..

وقعت عيناي على النافذه بالصدفه لأرى السماء الداكنه الخاليه من النجوم.. نظرت إلى الساعه و قد كانت الحادية عشر و النصف, رائع

قمت متجهاً للحمام و غسلت وجهي لأستفيق, لا اريد النوم.. لم افعل شيء اليوم لأنام!

رفعت وجهي و قابلت عيناي انعكاسي بالمرآه, الهالات الداكنه تحيط بكلا عيناي و عيناي الزرقاوتان محاطتان بخطوط حمراء و تبدوان مرهقتان تماماً كجسدي و عقلي أيضاً..

A Friendship Couldn't Lastحيث تعيش القصص. اكتشف الآن