Chapter 39

52 6 1
                                    

#لوي

مر يوم على وفاة كارين

و يوم على آخر مرة ارى من نايل انفعال اخر غير البكاء

و يوم على فقد نايل جزء منه.. لا اعلم ما هو ولا اعتقد انه يعلم.. لكنه يبدو فارغ، كم اكره شعوري بالعجز و عدم القدره على المساعده.. كم اكره ان ارى نايل كذلك و اقف مكتوف اليدين

استيقظ نايل و ذهب لغرفة كارين التي مازالت خاليه و مليئه بأغراضها التي بدأ ينقلها لغرفته الآن

عندما استيقظت اتجهت لغرفة كارين و دخلت لأراه ممددا على فراشها

دخلت الغرفه و جلست على حافة السرير فرفع وجهه و نظر لي

"نايل.. نايل ارجوك توقف" قلت له

"لم تكن ستسعد ابداً برؤيتك كذلك.. عليك التوقف عن فعل ذلك بنفسك" قلت و منعت نفسي بصعوبه من البكاء

"اتعتقد الامر ممكناً؟" قال مستنكراً فهززت رأسي بلا

"لكنه ليس مستحيلا"

"لا اعلم ان خطر ذلك ببالك.. لكنك كل من املك و كل من تبقى لي، انت تعلم كيف تُشعرني رؤيتك كذلك.. و تعلم انك ان ذهبت فسأعيش وحيدا و ربما اموت وحيداً ايضاً.. ارجوك نايل فقط حاول من اجلي، لقد ارادتك كارين ان تستمر بالمحاوله وألا تتوقف.. نايل ارجوك" قلت و امتلأت عيني بالدموع و هو لم يتوقف

"الا تريد العوده معي للمنزل.. وان نتسكع سوياً مجددا، وان تكمل دراستك بالجامعه.. وان نطلب البيتزا بعد منتصف الليل، الا تريد الخروج من هنا؟"

"لوي لقد اصبح الامر مستحيلا! لم يعد يُجدي العلاج شيئا ولم اعد اتحسن حتى وان كان الطبيب يقول ذلك فأنا فقط اشعر بالأسوأ! اصبح العلاج غير محتمل.. اصبحت آلامي غير محتمله! انا اعاني هنا بينما فقط يستمر الجميع في طلب المحاوله مني! ماذا افعل! انا اخسر كل شئ! و من يعلم ربما الحق بها قريباً!" صرخ نايل بوجهي و بدأت الآن ف البكاء معه

"لا لن تفعل! لن ادعك ترحل! لا يمكنك ذلك! ستأخذ ما تبقا من علاج و ستريد التحسن و ستتحسن و ستعود معي للمنزل قريباً!" صِحت به في شيء من الغضب ثم عانقته و عاد للبكاء

مرت العديد من الايام و لم اعد ارى اي انفعال على وجهه، لم يعد يبكي حتى انني بدأت اشعر بالقلق، اصبح هادئا لا يتكلم كثيرا و لا يتذمر أيضاً

اليوم طلب مني الطبيب التحدث فرافقته لمكتبه

"لوي.. نايل يضعف وحسب، انا لا اخبرك ذلك لتفعل شيء انا فقط اعلمك بذلك لانك المسؤل عنه حالياً، لقد انخفضت مقاومته و جسده لم يعد يتقبل العلاج كما يجب، فقط ما يمكنك فعله لاجله الان هو ان تحاول ان تحعله سعيدا"

لقد كنت ارى ذلك بوضوح لكن لا اعلم لم انقبض قلبي بعد تأكيد ذلك.. لا اعلم ما يمكنني ان افعل، اشعر انني اضعف انا الآخر

عدت لغرفة نايل وجدته جالساً امام التلفاز و وجهه خالي من التعابير

"الا تريد التحدث؟" قلت آملا في ان اجد حوارا بيننا

"عن ماذا؟"

"لا اعلم، اي شيء.. لم نعد نتحدث كما تعلم"

"اه اسف"

"على ماذا؟"

"انني لم اعد اتحدث معك"

" لا اقول ذلك لتعتذر لي ايها الاخرق، ادعوك للحديث وحسب!"

"حسنا ماذا اقول؟"

"اي شيء.. ماذا يدور في رأسك الآن؟"

سكت قليلا و كأنه يبحث عن ما يدور في رأسه ثم اجابني

"لا شيء"

"حسنا ماذا تريد ان تفعل اليوم؟"

"لا شيء" كررها مجددا بنبره مختلفه فتنهدت و اغلقت التلفاز فنظر لي بضجر

"لم يكن عليك ان تفعل ذلك" قال و رمى برأسه للخلف

"اه بحقك، انت حتى لم تكن تنظر إلي"

"هل تريد الجلوس ف الحديقه؟"

"لا"

"ماذا بك!" قلت بنبره عاليه فنظر لي ثم الى السقف

مر اليوم على هذا المنوال ثم آخر و آخر حتى لم اعد احاول فتح حوار معه لانني كلما حاولت كلما لم يرد اكثر فتوقفت عن المحاوله

اشعر ان هناك فجوة بيننا لم يكن لها وجود من قبل ابدا لكن لم يكن بيدي سوى ان اشاهدها تزداد حجما و لا اعلم ما يمكن ان افعله حيالها..

نايل ارجوك لا تسقط، لا اظنني ساستطيع الصمود وحدي..
_____________________

A Friendship Couldn't Lastحيث تعيش القصص. اكتشف الآن