3. لا تخافي

23 5 4
                                    

"انتِ .. انتِ استيقظي ! هل انت بخير؟" صاح صوت ما بتورين وهو يرج جسدها بعنف.

فتحت عيناها ببطء واعياء شديدين.
"انت بخير ؟"
سألها الصوت مجددا.

نظرت له تورين وهي لا تميز ملامحه .. يرتدي قناع علي وجهه ويغطي رأسه بغطاء معطف كبير .. انه الشخص الرابع الذي كان معهم، لقد رأته قبل ان تفقد وعيها.
انتابها الهلع وانتفضت من مكانها مبتعدة دافعة اياه بشدة.

"ابتعد عني ايها الوغد المجنون! اقسم ان لمست شعرة واحدة مني سأمحيك من الوجود"

قالت صارخة وقد التقطت صخرة من الارض استعدادا لضربه بها.

" اهدأي رجاءا انا لست منهم! لقد ذهبوا جميعا انا لست منهم اقسم لك، لقد رأيتهم ملتفين حولك من بعيد فشعرت ان هناك خطب ما .. لا تخافي مني يا انسة لقد تصرفت معهم وابعدتهم .. لا يوجد احد هنا .. انت بأمان"

قال الشاب مهدئا اياها .. اقترب منها ببطء.. مازالت مرتابة منه.

"ابتعد ولا تقترب مني انا احذرك!!" صرخت فيه تورين وبدأت بالبكاء بشدة.

"حسنا انا اسف.. اردت فقط اعطائك هذه"

نظرت له، انها حقيبتها.

"اعطني الحقيبة"
مرر لها الشاب الحقيبة وظل واقفا علي مبعدة خطوات منها.

فتحت الهاتف لتري الساعة .. تنهدت براحة عندما وجدت انه لم يمر الكثير من الوقت منذ تعرضت لهذا الموقف الشنيع.

قامت من الارض ونفضت التراب عن ملابسها ومسحت دموعها .. التقطت الحقيبة ونظرت للشاب الواقف هناك .. لو كان يريد بها السوء لفعل ذلك بالتأكيد عندما فقدت وعيها.. او استغل انشغالها بالهاتف وانقض عليها.

"شكرا لك"
تمتمت بخفوت وهي تسير مبتعدة ..

توقفت فجأة ونظرت خلفها.
مازال واقفا في مكانه..
لن تستطيع السير مجددا وحدها وهي بهذه الحالة، اتطلب منه ان يرافقها للمنزل ؟ لقد انقذها منهم قبل قليل.. ولكنه يظل شخص غريب عنها.

"انا اسفة لاني صرخت بك .. لقد كنت خائفة بشدة واعتقدت انك رفيقهم ارجو ان تفهم ذلك"

"لا بأس انا افهمك، لا تخافي من شيء لقد ابعدتهم"

قال الشاب وقد ظهر علي صوته بعض الاعياء .. ان فكه ينزف بالفعل ولكنها لا تعلم لانه يرتدي قناع الوجه.

"انا اسفة لطلبي هذا ولكن هل يمكنك ان-"

"سأمشي ورائك حتي تصلي الي المنزل .. لن يتعرض لك احد وانا هنا"

الأول من ديسمبرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن