الأول من ديسمبر

17. لا يمكن لتلك العيون ان تكذب

اغلقت تورين المتجر وتوجهت الي المنزل بشيء من الكآبة..

لم تكف عن التفكير بما حدث حتي وان حاولت جاهدة غمس نفسها في التفكير بأشياء اخري، فإن عقلها تلقائيا يذكرها بالشيء الذي تتهرب منه.

دلفت الي المنزل وصعدت الي غرفتها بهدوء بدون ان تلقي التحية علي يونغي او تعانقه كالعادة..

تضايق يونغي من تصرفها وشعر ان هناك شيء فترك ما بيده وصعد ورائها.

طرق الباب مرتين فسمحت له بالدخول.. وجدها جالسة علي الارض فاردة قدميها تحدق بالفراغ.

"ما بك ؟ هل حدث شيء ؟"

ارتسم شبح ابتسامة علي شفتيها وقالت بعد تردد:

"ايمكننا ان نتحدث ؟ اريد ان اخبرك شيئا"

"نعم بالتأكيد"

ذهب يونغي وجلس بجانبها واكمل:
"اخبريني بما تريدين"

ثبتت تورين انظارها علي الارض، ثم قالت:
"هناك شخص اشعر انني معجبة به"

اولاها يونغي اهتمامه وهمهم لها لتكمل فقالت:
"واشعر انه معجبا بي ايضا، لقد كانت تصرفاته تدل علي ذلك"

واكملت:
"لكن اتضح انه كاذب"

صمت يونغي ثم قال:
"وكيف علمتِ ذلك ؟"

بدأت تورين تقص عليه كل شيء.. بداية من لقائها بتايهيونغ في مبني المداومة مرورا بالموقف الذي حدث اليوم.

قال يونغي بعد ان ظل صامتا لوقت طويل يحاول استيعاب كم التفاصيل التي قصتها عليه تورين -والتي لم تكن جميعها بالطبع-

"انت تريدين ان تتأكدي فقط ان كان صادقا بشأنك اذا؟"

"نعم"

"اعطه مهلة لمدة يومين فقط تورين.. ان لم يقم بإيضاح الامر لك كاملا بشكل يجعلك مقتنعة، لا تلتقي به مجددا وابتعدي عنه"

واكمل بشيء من الغضب:
"وتأكدي ان جعلك ذلك اللعين حزينة فسأجعله يندم علي اليوم الذي خرج من رحم والدته فيه.. لا اريدك يوما ان تذرفي الدموع او تحزني بسبب شخص تافه لا يدرك قيمتك هل تفهمين ؟ فلتحزني علي الاشياء التي تستحق وحسب"

ردت بدون تفكير وبنبرة بدت حزينة:
"تايهيونغ يستحق"

واكملت:
"لقد استشعرت منه امانًا ودفئًا لم استشعره في اي شخص آخر يونغي.. ان اتضح انه كان كاذبا.. لن يمر الامر مرور الكرام علي، لقد خفق له قلبي، انا واثقة انك تعلم معني ذلك"