15. يُشع دفئًا

13 1 0
                                    

خرجت تورين من منزلها شاعرة ببعض الاكتئاب والغرابة .. اليوم هو ميعاد جلستها مع طبيبها النفسي.

ارتدت فستانا بنيا بسيطا واستقلت الحافلة، توجهت لاخر مقعد واسندت رأسها علي النافذة واحتضنت حقيبتها بهدوء ..

لقد كانت سعيدة بالامس بسبب تايهيونغ.. شعرت ان قلبها خفق له بصدق وهو ما سبب لها الانزعاج فيما بعد عندما فكرت جيدا فيما حدث.
لقد باتت تشعر بالتشتيت والتوهان بسببه.. لا تود التورط مع احد.

شعرت ان شيء ما خاطيء يحدث،
هي ليست صالحة للحب وحسب.

شرد تفكيرها قليلا وهي تتأمل الشوارع والناس والمباني من وراء النافذة..

لم تعتريها تلك الحالة منذ زمن، هي تكره ان تشعر بالتردد والتشتيت بشأن امر ما.. دائما ما تحسم قرارها كي لا تضطر لان تختبر شعورا ظلت تهرب منه لوقت طويل.

تنهدت تنهيدة عميقة قبل ان تهم بالنهوض.. وصلت الحافلة الي وجهتها.

مشت ببطء ناحية مبني العيادة وهي تكتف يديها.. لم تشعر قبلا بمثل هذا الاكتئاب والفتور في طريقها للعيادة..

دلفت المبني واستقلت المصعد، دخلت الي موظفة الاستقبال ودونت اسمها وانتظرت لنصف ساعة حتي يحين دورها.

حاولت ان تشغل نفسها ب اي شيء لمرور الوقت.
فتحت الهاتف فوجدت رسالتين منه، انكمشت ملامحها واعادت الهاتف سريعا الي الحقيبة.

باتت منزعجة اكثر الان.

"ما الذي يريده بحق ؟ اهو يستمتع بإبقائي مشتتة وحائرة بشأن كل شيء ؟ يجب ان احسم الامر اليوم .. يجب ان اضع حدودا لعلاقتي معه! لن اسمح له ان يتطفل عليَّ مجددا .."
حدثت نفسها بهذا الكلام وهي تتلمس القلادة التي اعطاها اياها.

"آنسة تورين ؟ لقد حان دورك"
قالت موظفة الاستقبال وقد ارتسم علي محياها ابتسامة مشرقة.

نظرت لها تورين بشيء من الانزعاج لا تدري لماذا.

"لا داعي لان ترسم تلك الابتسامة المزيفة السخيفة علي وجهها"

حسنا هذا هو عمل الموظفة علي كل حال .. يأتي الي العيادة يوميا مختلف الاشخاص بمختلف الامراض والشخصيات والاعمار .. يجب ان تبتسم لهم حتي وان كانت ابتسامة مزيفة.

نهضت وطرقت الباب مرتين ثم دلفت الي غرفة الطبيب بوجه شاحب.

استقبلها الاخير بإبتسامته المميزة كالعادة قائلا وهو يدعوها للجلوس:
"اهلا بك تورين.. كيف حالك؟"

الأول من ديسمبرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن