19. وحدة

9 1 0
                                    

"انسة ؟ انسة هل انتِ ميتة ؟"
قال الطفل ببراءة وهو يهزها بضع هزات خفيفة لتستيقظ.

ردت وهي ماتزال مستندة برأسها علي عمود الانارة دون ان تفتح عيناها:
"اتمني لو كنت ذلك"

"اخبرني جدي ان اعطيك هذا الطعام"

قال الطفل واضعا الطعام بجانبها وانطلق راكضا ناحية جده الذي يقف بعيدا ويقوم بإطعام القطط..

لقد اعتقدوا خطئًا انها متسولة كونها نائمة في الشارع.

فرقت جفنيها ببطء ونظرت للطعام بجانبها..
فردت يداها وتثائبت بتعب وحكت شعرها، كما لو انها لا تنام في العراء ولكن من يهتم ؟
تبا للناس جميعا

"يبدو شهيا هذا الطعام"

قالت وهي تفتح الكيس وتنهض نافضة عن ملابسها الغبار

توجهت لاقرب مقهي قاصدة استخدام الحمام.. يجب ان تغسل وجهها علي الاقل.

"المعذرة هل بإمكاني استخدام الحمام ؟"

نظر اليها النادل نظرة متفحصة ثم اومأ اليها بريبة.

توجهت سريعا للحمام وقامت بغسل وجهها ولملمة شعرها المبعثر.. يجب ان تمشي في الشارع بمظهر لائق.

"لا اريد العودة للمنزل .. ولكن لا يوجد معي هاتف ولا اموال .. ماذا افعل يا تري.."

توجهت خارج الحمام وكادت تخرج من المقهي ولكن استوقفها صوت النادل قائلا:

"المعذرة يا انسة"

التفتت يوري لتري ماذا يريد.

"هل انت بخير ؟ ايوجد شيء استطيع فعله لك ؟ تبدين علي وشك الموت"

حدقت يوري بالارض قليلا ثم قالت:
"اتوق بشدة لشرب كوب من القهوة ولكن ليس معي مال.. فهل تسدي لي هذه الخدمة وتعد لي كوبا من القهوة ؟"

ابتسم النادل ابتسامة واسعة واشار لها ان تأخذ مقعدا ريثما يعد طلبها..
عجيب انه لا يزال هناك من يسدي لك خدمة دون ان يطلب مقابل!

"ما بال هذا النادل الاخرق؟ توقعت ان يطردني او ما شابه"
قالت وهي تجلس مستغربة.

بعد دقائق جاء النادل بكوب القهوة كما طلبت .. ومعه قطعة صغيرة من الكعك.

"اتقدمون الخدمات المجانية بسخاء دوما ؟"

"لا يجب ان تشربي القهوة وحدها كما تعلمين"

"شكرا علي اية حال .. سآتي غدا وادفع لك"

الأول من ديسمبرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن