Part 25

294 22 44
                                    

ملاحظة 1 : جميع المعلومات الطبية المذكورة على طول الرواية هي نتاج أبحاثي الشخصية، لذا من الوارد أن يكون فيها شيء من الخطأ
ملاحظة 2 : المواد الكيميائية المذكورة أيضاً نتاج بحثي الشخصي وليس لها ذات التأثير بالواقع أي تم توظيفها بطريقة تلائم سير الأحداث، يعني باختصار ليس تأثيرها الحقيقي

~

بين الأزقة المظلمة... وتحت الأمطار الساخطة

تضربه قطراتها كما لو كانت تأنبه.. أصوات الصرخات تتزاحم في قلبه قبل عقله
لم يعلم.. أكانت حقيقة أم أنه يتخيل

هو الذي ترك ذاك العالم منذ عقد.. صرخات المستنجدين لا تفارقه، عقاب أبدي سيلازمه مدى الحياة

عظامه ترتجف والبرد ينخر فيها كما لو كان يريد قتله

لم يتحرك.. لم ينطق.. ولم يبعد نظراته عن ذلك المبنى الشاهق

أنفاسه ثقلت وهو يفكر، يا ترى.. هل هذا عقابي؟

وكأنه لا يعرف الإجابة!

زفر الهواء الأبيض من بين شفتيه

يا لها من لوحة تستحق المكوث في متحف اللوفر!

تحت ظلمة الليل في ذلك المكان.. يكتسي اللون الأسود بثيابه جميعها، مبلل بالمطر حتى أخمص قدميه، شعره الكثيف التصق بوجهه وعيناه لم يبتعدا عن تلك النافذة كما لو كان ينوي حرقها بنظراته.. ولكن الحقيقة المختلفة هي.. أنه يرجو ولو في أحلامه أن يكون هناك لاحتضانه! ليشفي شوقه إليه! ليحميه ممن تسول له نفسه أن تمتد يده إليه! أياً من هذا لن يحصل.. يعرف ذلك..

مشى بعيداً.. يمشي وبجواره ظله

ماذا كانت تلك الأغنية؟..

دندن كلماتها ببطء

"
لتلك الليلة..
لتلك اللحظة..
انكسر قناعي..
أنا المخطئ..
والمخطئ وحده من يعرف الصواب..!
"
__________

ضرب الهواء وجهه بعنف.. خطواته الساخطة عمَّت الأرجاء.. رمقة رجل الأمن مستغربة من كتلة اللهب المتحركة هذه!

خَلَلَ أصابعه بين خصل شعره الرمادي بينما يسحب نفساً عميقاً ثائراً على ما حصل بالداخل
كان يقف بالقرب من الرصيف للباحة الأمامية للمشفى حيث تصطف السيارات القادمة لإنزال مرضاها

أخرج الهواء من بين شفتيه بعنف.. لم يعد يحتمل، يشعر كما لو أن عليه ضرب أحدهم لتنفيس عن غضبه

تحت ظلمة الليل | under the darkness of the night حيث تعيش القصص. اكتشف الآن