Part 3

399 38 7
                                    

(( لقد مرّ أسبوعٌ كامل منذ أن توليت هذه المهمة، لقد مضى ببطء شديد فكيفين لا يغادر غرفته إلا نادراً ولا يسمح لأي أحدٍ بالدخول إليها إلا إذا أمر هو بذلك، ولكن رغم هذا فهو لم يغب عني فقد وضعت جهاز تتبع بداخل هاتفه ، كيفين هادئ للغاية بشكل يثير غضبي وحيرتي بنفس الوقت، والأغرب منه هو أن دانيال شقيقه الأكبر لا يعيره اهتمامًا.. بالطبع باستثناء شجار ذلك اليوم، ربما سأخبرك عنه في رسالة أخرى، وبذكر دانيال فهو كالشبح فعلًا! فأنا لا أراه إلا نادراً، فور أن يرجع من الشركة يدفن نفسه في مكتبه الشخصي، والمحير أني رأيته يتحدث في الهاتف عدة مرات ولكنه فور أن يراني قادمًا يقفل الخط مباشرةً وكأنني سأكشف أسراره إن استمعت إلى مكالماته ، يوم الغد سيكون حافلًا، شخصٌ ما سيزور دانيال، هذا الأمر الوحيد الذي استطعت فهمه في آخر مرة تنصت عليه وهو يتكلم على الهاتف، كل ما أتمناه أن لا يحدث شجار بين الأخوين براون فهما يبدوان مرعبين عندما يتشاجران ، أعتقد أني أكثرت الكلام كالعادة لدرجة أنني نسيت سؤالك كيف تسير الأعمال في الوكالة أو كيف هي جنيف من دوني؟ ولكن إن أردت لوم شخص على هذا فلست أنا بل سيدك الذي أرسلني إلى لندن لأداء هذه المهمة المملة، على كلٍ سأبعث لك رسالة أخرى تحتوي تقريرًا مفصلًا عن مهمتي، ولكن ليس الآن فأنا سأموت من شدة النعاس، أتمنى أن أراك قريبًا، ليلة سعيدة.

ايريك دنفر))

خطت أنامل ايريك الرسالة على جهازه المحمول ليرسلها لصديقه العزيز كريس

وما هي لحظات حتى وصلت الرسالة، ليعلن عن انتهاء عمله اليوم، عليه النوم فغدًا سيكون يومًا شاقًا على حد تفكيره
_____________

صباح اليوم التالي، الساعة 11:20

خرج كيفين من دورة المياه بعد أخذه حمامًا باردًا أعاد إليه نشاطه

وقف أمام المرآة ليرى إن كان مظهره مناسبًا، بنطال أسود اللون وكنزة باللون البيج الفاتح وجعل شعره منسدلًا على عينيه بحرية

مشى بخطوات موزونة على السلالم الطويلة رغم وجود المصعد إلا أنه يفضل استعمال السلالم

كلما اقترب من الصالة الرئيسية تتعالى الأصوات دليلًا على قربها

باتت الصورة تتضح أمامه فقد كان شقيقه الأكبر يقف مع أحدهم في الردهة

دفعه الفضول إلى الاقتراب من مكان وقوفها، ولكن ما شاهده قد صدمه بالفعل

ابتلع ريقه بصعوبة وأحس بارتفاع درجة حرارة جسمه، قرر أن يعود أدراجه ولكن ما إن التف لينفذ ما دار في خلده، تفاجأ بوقوف ايريك قبالته مما أدى إلى اصطدامه به بخفة : ماذا تفعل؟؟ هل تنوي الهرب مني ثانية؟ ( قالها باستخفاف واضح)
- لا لم أكن لأفعل ( قالها بتوتر ) أساسًا كنت عائدًا إلى غرفتي ولكني فوجئت بك.
- إلى ماذا تنظر؟ ابتعد قليلًا دعني أرى ( دفع كيفين ليقف مكانه)

تحت ظلمة الليل | under the darkness of the night حيث تعيش القصص. اكتشف الآن