مرت عده أيام كان فيها يداري مصطفى حسن جيداً ويجلب له الطعام الدسم ويجعل أخته تصنع له شوربه وخلافه من أكلات تفيده ليتقوي ويتحسن، وتحسن حسن كثيراً وأصبح بمقدوره الذهاب للعمل برفقه شريف الذي لم تعد علاقته معه كما السابق، تجربته تلك علمته الكثير وأولها ألا يثق بأحد والجميع يسير خلف مصلحته نعم وهو سيفعل ذلك ليستطيع العيش ما تبقى من حياته حسب ما رتبوا هم له
أنتهى من إعداد طعام الإفطار حيث أصبحت كل غرفه تشارك بشئ ويصنعوا طعام جماعي وهو ما لم يكن موجوداً من قبل قدومه للمكان، حتي حارس العقار كان معهم، جلسوا يتناولوا إفطارهم لينتهوا ويذهب كل منهم لعمله ووقف هو يغسل الصحون منتظراً شريف ليذهبا للعمل سوياً
شريف يقف أمامه:
هل أنتهيت، هيا سنتأخر هكذايومأ حسن ويجفف يديه ويتحرك معه ليسيرا نحو المطعم، كان يسير وهو يفكر كثيراً في تلك الخطوه التي يريد أن يخطوها، مجازفه كبيره ولكن حياته عباره عن مجازفه وبكل الأحوال هو منتهي فقط ينتظر تنفيذ حكم الإعدام
حسن وهو ينظر أمامه:
شريف أريد العمل معكشريف ينظر له ويرفع حاجب:
أنت بالفعل تعمل معيحسن ينفي برأسه وينظر له:
بل العمل الآخر، العمل الأصليينظر له شريف لعده لحظات بتمعن لينظر أمامه بهدوء:
كيف حال جرحكحسن يتنفس بعمق وينظر أمامه:
هل تذكرني يعني بسبب تواجدي معكم وكأنني نسيتشريف يومأ بهدوء:
جيد أنك لم تنسيحسن ينظر له بضيق:
اللعنه عليك قلت لك أريد العمل معكشريف ينظر له بحده:
لما ها، لما تريد أن تدفن نفسك بهذا المستنقع وأنت أيامك بهذه الدنيا معدوده، ولا تظن أنهم سيشفقوا عليك وينسون أمرك لا حبيبي هم فقط ينتظرون المشتري المناسب ليقطعونك أشلاء ويبيعونك كالذبيحهحسن يعض شفتيه وبهمس:
إذا كان مستنقع كما تقول فلما تغرق نفسك بهشريف يبتسم بسخريه:
هه لأن لا سبيل آخر أمامي، هذا هو مصدر عيشي، قوت يومي، لم أجد شئ غيره صدقني يمدني بالمال لآكل وأشرب لذا غرقت به، أتعلم أن أمي لا تجعلني أصرف مليم واحد عليها من أموال هذه التجاره، تجاره المخدرات، أنا مجرد ديلر صغير لا أساوي شئ بجوار التجار الكبار، أكسب ملاليم بالكاد تكفى طعام وشرابحسن ينظر له بتعجب:
لما لا تريدك أن تصرف عليها، إذاً كيف تأكل وتشرب ودوائها وكل هذاشريف يتنفس بعمق ويبتسم وهو ينظر للسماء:
تريد أن تموت وهي طاهره لا يدخل جوفها لقمه حرام، عملي في المطعم ويوميتي التي آخذها أعطيها لها كلها فهي كما تقول أموال حلال بكدي وتعبي وعرق جبيني وأنا مجبر أن أصرف عليها وأرعاها لذا فالمال هنا حلال، كما أنها تصنع طواقي وشالات من الصوف وتعطيهم للصغار ليبيعونهم في الإشارات وفي الأسواق وما يأتي منهم فهو رزقها تأكل وتشرب منه، هكذا أمي تعيش بالحلال وسط مستنقع كله حرام في حرام
أنت تقرأ
الضياع
General Fictionويبقى الإنتظار طقساً مرهقاً من طقوس حياتنا اليوميه لتلك الأحلام التى لا نبوح بها لأحد