كان يجلس على الأرض ويستند للحائط وهو شارد فيما حدث، سيعيدونه للعذاب من جديد، سيعيدونه لكارتر كي يعاود سلخه ويعده للذبح، نظر لذاك الذي دلف الزنزانه وجلس بجواره وهو ينظر له بريبه وشك، رفع حاجبه ليبعد الآخر نظره عنه
حسن بهدوء:
لما تنظر لي هكذاشريف ينظر له:
من كنت تحادث بالهاتفحسن يزفر بضيق:
أنت حقاً تافه ولا تجد ما يشغل بالكشريف يمسكه من ذراعه بحده وهمس:
حينما تقوم الشرطه بسحبنا وحبسنا هكذا ودون سبب بعد شجارنا على الهاتف ولا أشك بعلاقه ذلك بمكالمتك الهاتفيه إذاً فأنا تافه، وصدقني لن يمر ما حدث على خيرحسن ينظر بعيداً عنه وبهدوء:
نعم أعلم أنك كلب كارتر لذا لن أتعجب من سحبهم لي أمامك ويعاقبوني على إستدراج المدلل تاجر المخدرات للسجنشريف يضربه على رأسه بقوه وغضب:
كفاك سخريه وكلام لا أساس له، لست أنا من سيخبره يافهيم بل عيونه المنتشره بيننا وتراقبنا في كل مكانحسن يمسكه من يده بقوه وغضب:
جرب أن تلمسني مره أخرى ياحقير وسأندمكشريف يسحبه من رأسه بإستفزاز:
ها قد لمستك أرني ما ستفعل يا متذمريقف حسن سريعاً ويركله بقوه ليتأوه شريف ويمسك من قدمه ويسحبه ليسقط حسن بقوه على الأرض وهو يتأوه بألم، يمسك الإثنان في شجار بعضهم وباقي من بالزنزانه يقفون متفرجين، دخل العسكري سريعاً ومعه عسكري آخر ليفرقونهم وهم لا زالوا يتشاجرون بالألسن فأخذوا يسبوا بعضهم البعض، أخذوهم العساكر لخارج الزنزانه ليدفعوا بهم كل واحد بغرفه وحده حتى الصباح حتى يأتي الضابط ويعاقبهم وطبعاً لم يسلموا من ركلات وضربات العساكر لهم
كانت تجلس على الفراش ودموعها تسقط بصمت بعد أن أخبرها بما مر به أخاها وما يمر به، تنهد وجلس بجوارها ليحتضن كتفيها لتخفي وجهها بصدره وتشهق باكيه بقوه، لم تكن تتوقع أن يمر بكل هذا ويتعذب هكذا، وهي من كانت تظن نفسها قد تعذبت، لا وفوق ذلك كله فاقد لذاكرته، لا يتذكرها ولا يتذكر أباهم ولا أمهم ولا ذكرياتهم سوياً، كم هي مؤلمه الحياه التي عاشها بعيد عنهم بدون ذكريات تهون عليه هذان العامان
شاكر بهمس:
يكفي حبيبتي هل البكاء سيغير شئ برأيكساره وهي تشهق:
لا أتخيل أن يمر بكل هذا، حبيبي تعذب بحق، ألا يكفي أنه لا يملك ذاكرته بل يحيا حياة كهذه حياة مشردهيعض شاكر شفتيه ويبتلع وهو ينظر بعيداً، لم يخبرها بأمر تجاره الأعضاء تلك، هي تقلبها مناحه بمجرد آن علمت بكونه يحيا مشرد فما بالك لو علمت أنهم أخذوا من أعضاءه وينوون أخذ المزيد، تنهد ونظر لها
شاكر بهدوء:
ساره أنتي يجب أن تكوني قويه لأجله فهو بحاجتك في الفتره القادمه، أنتي من ستساعديه بإستعاده ذاكرته، مهمتك صعبه حبيبتي
أنت تقرأ
الضياع
قصص عامةويبقى الإنتظار طقساً مرهقاً من طقوس حياتنا اليوميه لتلك الأحلام التى لا نبوح بها لأحد