٩

39 4 6
                                    

كانوا جالسين يأكلون بصمت قاتل، صمت أوجعهم جميعاً، نظراته لم تفارق مخيلتهم، كان يعاتبهم جميعاً ولكن ما بيدهم ليفعلوه، ها هي أم شريف حاولت مساعدته ولكن ذاك الحقير كارتر كان سيضربها ويؤذيها، لا حيله لهم

أنتبهوا جميعاً على ذاك الذي يصعد الدرج ويمر من جوارهم بصمت ليمسك فراشه ويفرشه ويلقى بجسده عليه بهدوء وصمت، نظروا لبعضهم البعض ليقف شريف ويقترب منه ويجلس بجواره وهو يعطيه ظهره

شريف بهمس:
ماذا حدث

حسن بهمس وهو يرفع الغطاء على وجهه ليتغطي كله:
لست بمزاج جيد للحديث الآن

شريف يومأ ويبلل شفتيه:
تعال لتأكل فقد كنت تقول أنك جائع

يرفع حسن الغطاء عن وجهه وينظر نحو شريف بصمت بينما شريف لا يقوي على رفع نظره في عينيه، لحظات وأقترب منهم مصطفى ليقف فوق رأس حسن

مصطفى ببرود:
هيا قم لتأكل لا تريد أن تمرض فهم سيحتاجونك في أي وقت، ومن مصلحتك أن تكون بأفضل حال (ينظر له حسن بحاجب مرتفع) ماذا لا تنظر لي هكذا نعم الأفضل لك كي تنتهي سريعاً ولا يعذبونك فهمت

يتنفس حسن بعمق ويقف متجاهلهم ليجلس وسط البقيه ويأكل سريعاً تحت نظرات البقيه المترقبه لإنفجاره أو لأي شئ فهدوءه يشبه الهدوء الذي يسبق العاصفه، وقف ونفض يديه ومسح فمه بكم قميصه وتوجه من جديد للفراش ونام عليه وغطى نفسه بالكامل، وقف شريف وذهب ليجلس بجوار أمه وجلس مصطفى بجوار أخته وبدأ الجميع بتناول الطعام

مرت عده أيام كان حسن بها صامت بشكل مريب، صمت أربك كل من حوله، صامت وشارد، وقف شريف بجواره وهو  يغسل الصحون ونظر له بعمق

شريف بهدوء:
ماذا حدث ذاك اليوم، كيف تركوك هكذا

حسن ينظر له وببرود:
هل يضايقك وجودي لتلك الدرجه، تتمنى أن أذهب معهم ولا أعود ها

شريف يتنفس بعمق:
أنت أحمق ام ماذا، الكل يتسائل فحالك لا يسر عدو ولا حبيب، ماذا حدث، أين أخذك كارتر

يرفع حسن حاجبه ويعود لغسل الصحون متجاهلاً إياه ليزفر شريف بضيق ويعود لعمله، ينهون عملهم ويسيرون عائدون للمسكن، كانوا صامتين كما الأيام السابقه حتى وصلا وصعدا ليتوجه حسن لمكانه ويفرش فراشه وينام

شريف وهو يتحرك نحوه بتعجب:
ستنم الآن، أعني أولن تأكل

حسن وهو يغطي وجهه:
لا، لا أريد كل أنت

يعض شريف شفتيه ويتحرك لغرفته ليبدل ثيابه ويخرج ويبدأ بإعداد الطعام وهو ينظر من الحين للآخر نحو حسن والذي يبدوا أنه نام حقاً، أمسك بطبق طعامه وتوجه نحو غرفته ليتوقف بتعجب وهو يرى أحد رجال الملك يصعد لطابقهم ويقف أمام فراش حسن وهو يتجاهل الواقف ينظر نحوه، يضرب جسد حسن بخفه بقدمه ليرفع حسن الغطاء بضيق ليلقي الرجل كيس ملابس في حضنه من بين الأكياس التي كان يحملها غيره

الضياعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن