ترجل من القطار وهو يتنهد بتعب وإرهاق لتترجل هي خلفه وهي تنظر حولها بتفحص وإنبهار، كانت إحدى مدن صعيد مصر والتي هي مدينته والتي سوف تعيش بها، كانت مبتسمه إبتسامه خفيفه لما تراه حولها، الرجال يرتدون الجلباب الصعيدي وبعضهم يضع عمامه أما الشباب الصغير لا يضعون، خرجوا من محطه القطار ليشير لها أن تقف وتنتظره بينما ذهب نحو إحدى سيارات البيجو المتواجده بجوار المحطه، لحظات وأشار لها لتتقدم نحوه وتصعد بالخلف ليصعد هو بالأمام بجوار السائق وتنطلق بهم السياره، كانت نافذه السياره مفتوحه وهي تنظر من خلالها نحو الخضره الجميله التي تملأ الأرجاء، تنفست بعمق لتبتسم بسعاده وهي مغمضه عينيها وأمنيه ظهرت في بالها لو كان أهلها معها، لاحظت أن هاتفه لم يتوقف عن الرنين طوال مده رحلتهم بالقطار وحتى الآن وهو لا يرفعه أبداً وتعجبت من ذلك ولكنها لم تعر للأمر أهميه فآخر همها أن تهتم بما يشغله، بعد ما يقارب الساعه وصلوا بلده على جانب الطريق حيث الأرض غير مستويه لتبتسم بوسع وهي ترى الحيوانات المتنوعه كالأبقار والحمير والأغنام والكلاب التي تحرسهم، سيدات يرتدون جلباب بسيط مزركش وغطاء أسود من التول يغطون به شعرهم والبعض منهم يغطي به وجهه، كن يحملن أشياء فوق رؤوسهم من أواني أو حقائب وخلافه، وقفت السياره أمام منزل بسيط ليترجل من السياره وتتبعه هي لتقف تتابع ما حولها بينما هو كان يحاسب السائق، أمسكها من يدها لتنظر نحو يده بتعجب وتنظر له لتجده ينظر نحو المنزل ويتنفس بعمق ثم يسحبها ويدلفا للداخل، كان الباب مفتوحاً لذا دخلا فوراً ليلاحظهم الجالسون على الأرائك ليقفوا سريعاً ويتقدموا نحوهم وعلى وجوههم علامات القلق والفزع، كانا شابين يشبهان على أحدهما أكبر منه والثاني أصغر منه
الشاب الكبير وهو يمسكه من ذراعه:
لما لا تجيب على هاتفك ها، ما المصيبه التي فعلتها ليجن جنون شاكر هكذاعلى يرفع حاجب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، سلمك الله يا أخي راميالشاب الثاني يعقد حاجبيه:
لا تغلوش على الموضوع، ما مصيبتك ها، ومن تلك التي تمسكهاعلى يبتسم بوسع:
أقدم لكم زوجتي سارهيفتح الشابان فمهم بصدمه وفي نفس الوقت تخرج شابه من أحد الأبواب وتبتسم وهي تتقدم نحوهم
الشابه بسعاده:
حمداً لله على سلامتك يا علىتخرج سيده عجوز من أحد الغرف وتبتسم وتتقدم لتحتضن علي:
الحمدلله أنك بخير ووصلت بالسلامه، حضري له الغداء يا بثينهبثينه تومأ بسعاده:
حاضر يا خاله ثواني ويكون الغداء جاهزأم رامي بتعجب:
من تلك الفتاه يا عليعلى يبتسم:
زوجتي يا أميتبرق له أمه بذهول وأعين متسعه لتسقط أرضاً بجسدها الممتلئ مغشياً عليها ليصرخوا جميعاً وهم يركضون نحوها يحاولون إفاقتها أو حتى حملها لغرفتها، كل ذلك كان يحدث تحت نظراتها البارده ومتعجبه في نفس الوقت، لم تتوقع ردة فعلهم تلك، لما حدث كل ذلك ثم هي لم تجبره على هذه الكذبه هو من أخترعها فليتلقي نتاجها وحده
![](https://img.wattpad.com/cover/330245051-288-k625235.jpg)
أنت تقرأ
الضياع
General Fictionويبقى الإنتظار طقساً مرهقاً من طقوس حياتنا اليوميه لتلك الأحلام التى لا نبوح بها لأحد