١٩

30 3 5
                                    

كانت نائمه بين أحضانه على الفراش بجسدها فقط أما عقلها فكان بمكان آخر، مع شخص آخر

شاكر وهو يحتضنها أكثر وبهمس:
أين عقلكي اليوم، لا أشعر بوجودك معي

ساره تتنهد وتنظر له:
قلقه عليه كثيراً، قلبي غير مطمأن

شاكر يتنهد ويقبل رأسها:
لا تقلقي نحن نراقبه صدقيني وزرعنا به رقاقه مراقبه وبهذا نعلم كل ما يدور حوله ونتدخل بالوقت المناسب

ساره تتنفس بعمق:
لم يعجبني هذا الذي يدعي كارتر، أشعر أنه سيؤذيه

شاكر يضحك بخفه:
أكثر مما فعله به هههههه لا أعتقد هناك أذيه أكثر من هذا، صدقيني فعل به كل شئ لم يتبق سوي أن يقتله

ساره تشهق بذعر وتبتعد عنه:
بعيد الشر عنه لا تقل  هذا أرجوك هذا يؤلمني

شاكر يبتسم ويحتضنها ويربت على ظهرها:
آسف حبيبتي ولكن هذا هو الواقع الذي يعيشه أخاكي بكل لحظه فهو ينتظر الموت كل يوم منذ عامين

ساره تبتلع بألم وتهبط دموعها:
وأنا من كنت أظن أنني أتعذب، لقد كنت بالجنه مقارنه به

يومأ شاكر وهو يهدئها فهي محقه فبرغم ما فعله أهل على معها ولكنهم لم يؤذونها بل آووها بينهم على عكس أخاها الذي كل شئ يحصل عليه كان بمقابل ومقابل ثمين جداً

في المقابل فقد كان حسن محبوساً بغرفه بذاك المنزل ولا يعلم ما هو مصيره بعد، بالطبع يعلم مصيره فهم سيقتلونه بالطبع ولكن ينتظرون، ماذا بالضبط هو لا يعلم

فتح الباب ليجفل هو ويقف بفزع وهو يري كارتر يدلف وبرفقته ذاك الحارس الملازم له دوماً، أقترب منه كارتر بجمود وسحبه من ياقه قميصه وقربه منه بشده ونظرات تشتعل غضب

كارتر بحده وهو يجز على أسنانه:
إسمعني يا حثاله، ستخرج معنا الآن وتمارس عملك كما تعلمت بالضبط وإياك، إيااااك أن تفكر حتى بالهرب لأني أقسم لك سأمسكك وأتفنن بتمزيق جسدك ولن أقتلك لا بل ستقبل يدي وقتها لأقتلك وأنهى حياتك مما ستلاقيه مني، أفهمت

يومأ حسن ويبتلع بخوف ليدفعه كارتر بعيداً ليصتدم بالحائط ويمسك ذراعه بألم، كارتر قد أنقلب عليه ولا يعلم لما لا يزال يستخدمه حتى الآن وكله بسبب ذاك الضابط الأحمق المتعجرف، هو السبب بإنقلاب كارتر عليه هكذا

ألقى عليه الحارس حقيبه ليمسكها حسن ويخرج ما بها ويبدأ بإرتدائه، قميص أسود وبنطال أسود وحذاء أسود، لملم شعره الكثيف الناعم للخلف بيديه ورتب نفسه وخرج ورائهم وهو يدعوا أن يمر اليوم بسلام، على من يضحك هو لن يحيا بسلام بعد اليوم فما فات شئ والقادم شئ مختلف تماماً

مر أسبوع فأثنين فثلاثه حتى مر شهر كامل وكان خلالها حسن يخرج مع كارتر كل ليله للعمل وبعدها يعود ليحبس بتلك الغرفه في بيت الملك، كانت تصرفاتهم غريبه معه، كانوا يراقبونه عن كثب، ليس خوفاً من هربه لا فهم يستطيعون جلبه في أقل من ساعات ولكن هناك شئ في بالهم، ربما علموا بإتفاقه مع الشرطه، ربما علموا بأمر الرقاقه المذروعه بذراعه، ربما وربما كلها تكهنات لا تأكيد لها ولكن ما هو متأكد منه أن هناك شئ مريب يحدث

الضياعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن