ما قبل المعركة

21 4 0
                                    

بعد ان توقف القوم عن الشرب ذهب بارين الى الوليد القى عليه التحية و قال انا مقاتل جئت استرزق فهل لي من نصيب؟
قال الوليد: لك نصيب ومن تقتله فلك سَلَبُه لا ناخذ منه شيء.
قال: عندي سؤال.
قال اسأل.
قال: أحقاهذه الحرب امتدت لمئة عام؟
فسكت الوليد دقائق ونظر الى وجهه و قال: دعني اخبرك بما خفي عن القوم هذه الحرب امتدت منذ خرجت من رحم امي وطالت لا احد يعرف عدد سنينها وقتلت لا احد يعرف عدد قتلاها وانا لا احب القتل و القتال ان لم يكن بسبب انه ان انسحبنا عَيرت العرب شرارة بالجبن و الخوف ابد الدهر وهو اصعب على قومي من القتال لكن جائني رجل و قال لي "قل للناس ان المعركة القادمة هي تمام المئة وانها الاخيرة و الحاسمة واعد لها عدتها" وقال لمزن نفس قوله لي فقلت و قالوا نِعم الرئي وها نحن ذا مقبلون على معركة عظيمة لست انوي الا النصر فيها ولا مجال للهزيمة.

    ذهب بارين الى داره التي استأجرها وقال لزوجه: سجى غدا ستبدأ المعركة قلب الضوء الذي في قلادتي ضعف كثيرا بعد ان تضاعفت قوته  ولست اعرف السبب. قالت: مالذي دفعك لفل ما فعلت.
قال: معرفتي لطبيعة الضوء، انا اجعل قلادتي بيتاً زجاجيا لكي يجذب اكبر قدر من الحرارة و لا تخرج.
قالت: لا اعرف عما تقول شيء لست بعرّافة.
قال: بعد ان نخرج من جمرة سنتوقف في مكان ابحث فيه عن حل.
قالت: افعل ما شئت.

    في يوم الميعاد يوم يلتقي الجمعان يوم يعز فريق و يوم يهون فريق جهتان لا ترضيان بالتعادل، اختار الجيشان وادي الآثام لقتالهم وهو وادٍ ليس فيه تراب وليس فيه خضار وليس فيه حياة فقط فحم متحجر ارض يابسة سوداء مساحة مفتوحة بين جبلين جاء جيش شرارة من الجنوب و مزن من الشمال.

    واختاروا هذا الموقع للمعركة الاخيرة لانه قيل ان معركة عظيمة لاناس من قديم الزمان كانت هنا فناسب خوض اكبر و اهم و اخر معركة حيث تتنتهي بها الحرب والطرفان راضيان مهما كانت النتيجة فقد تعبوا و انهكوا من الحرب التي لا تنتهي قاتل و مقتول غادر و مغدور ومنتصر و مهزوم .

مُبْهَمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن