مُبْهَم

المعبر السحيق

    في مكان بعيد عن شخصياتنا الخمسة في شمال شرق الوسط العربي توجد مدينة كبيرة معروفة عند جميع العرب ويُعرف انها اكبر المدن و افضلها معيشة من ناحية رفاهية و طعام وأمان و غير ذلك ولهذا سمتها العرب ام العرب وما يمييز هذه المدينة ان من يحكمها ثلاث قبائل كبار وليست قبيلة واحدة تحكمها كباقي القرى و الامصار.

    تمتاز ام العرب ايضا بموقعها الجغرافي الفريد فهي تطل على البحر من الشمال الشرقي و ويحد خط شمالها الغربي جدار الجليد وهو جدار هائل الضخامة يأتي من الشمال الشرقي ويمتد الى الجنوب الغربي فيقطع جزء من جزيرة الوسط العربي ولا يعرف لهذا الجدار بداية ولا نهاية ولا يعرف ارتفاعه فهو يمتد على مد البصر وزاوية ميلانه ٩٠° يستحيل تسلقه ويظن العرب ان الإله عاقب قوما ظالمين قاموا بسفك الدماء ولا يميزون بين قوي و ضعيف و عثوا في الارض فسادا.
ومن الجنوب منطقة زراعية بعدها صحراء رملية كبيرة.

    تتكون ام العرب من ثلاثة مناطق في كل منطقة قلبية من القبائل الثلاث ترأسها وتنظم شؤونها والمناطق الثلاثة كالآتي:
المنقطة الاولى: وهي المنطقة آل فرعان وهي التي تطلع على البحر ويعتمدون بعيشهم على ما يخرج من البحر من الاسماك و اللؤلؤ و غيره.

المنطقة الثانية: منطقة هُذيل وهي المنطقة التي في الجنوب حيث توجد سلسلة جبال ليست بذاك الارتفاع من ناحية المدينة سهولها خضراء ومن الجهة الاخرى صحراء قاحلة.
عمل بني هذيل هو التجارة ومع ان لديهم ارض زراعية كبيرة الا انهم لا يعملون في الزراعة بس يؤجرونها على التجار  يأخذون جزء من المحصول.

المنطقة الثالثة: وهي منطة آل يمان وهي التي عند جدار الجليد ويعتبر آل يمان اضعف القبال الثلاث من ناحية قوة عددية و سلطة و مال من القبيلتين ولكن ما اعطاعم هذه المكانة العالية انهم هم المسؤولون عن التخزين حيث يدربون ابناءهم على التعود على البرد القارس و حفر مساحات داخل جبل الجليد لكي يخزنوا فيه الطعام وهذا يعتبر اكبر سبب في ازدهار ام العرب لانهم يحصدون اكثر من حاجتهم بكثير ولكن يخزنونه مجمدا فلا يفسد ولهذا يعتبر من يعمل في التخزين اشرف قومه و يحترمه الجميع.

    في دار فرعان في مجلس شيخ القبيلة كان هناك اجتماع سري بين شيخ القبيلة فارس آل فرعان و ابنه صباح بن فارس الابن الثاني حيث قال لابيه: يا ابتي اكتشف امر مهم.
قال فارس:تحدث.
قال صباح:اكتشفنا تحت جدار الجليد نفق ضخم يمتد لاسفل ابتي قد نجد فيه خام الجليد لهذا اسألك ان تسمح لي بالذهاب و استكشاف المكان مع بعض الرجال.
قال:هل يعلم بني اليمان عن هذا؟
قال:لا تأكدنا من ذلك لهذا استعجلتك في الامر قبل ان يكتشفوه.
قال:حسنا خذ من افضل الرجال عددا واذهب بهم.
قال:سمعا و طاعة يا ابتي.

    خرج صباح من الدار متجها لبيوت افضل الجند الذين يعرفهم وهو يقول في نفسه: لا بد ان ابي يعرف انني اخفي شيء لكني لم اكذب عليه احتمال كبير ان يوجد خام للجليد هناك ولكني اريد ماهو افضل من ذلك يجب علي التحرك بخفية وان اذهب لبيوتهم بدلا من ارسال احدهم.

    اخذ صباح بن فارس معه عشرين رجل ممن يُعرفون بالقوة شدة البأس وذهب بهم الى المغارة الضخمة.

    وصل صباح و من معه الى مدخل المغارة والذي كان صغيرا حجمه يكفي لرجلين على غرار حجمها الضخم في الداخل دخل صباح المغارة و من معه و اندهشوا مما في الداخل كانت مغارة ضخمة وكل جدرانها من الجليد يدخل منها الضوء من كل مكان كانهم داخل جوهرة.
مع ان خارج الجدار برد قارص الا ان داخل المغارة ليس بتلك البرودة.

    سار صباح و جنوده للاسفل عدة ساعات لم يعانوا من مشكلة في التنفس ولم يحتاجوا لاشعال المصابيح حتى بدأ الظلام يزداد مع نزولهم شيءً فشيءً ويختفي الضوء فاشعلوا مصابيحهم وقال صباح لرفاقه: تمهلوا اني اسمع شيء.
قال احدهم:مالذي تقوله إنّا لا نسمع شيء.
فسكتوا قليلا والتوتر مالئ قلوبهم فلم يسمعوا شيء لعدة ثوانٍ.. صوت غير معروف لم يسمعوا له مثيل ضرب على اذانهم كما يضرب الحداد السيف فاتخذوا وضعية الدفاع واعطى كل واحد منهم ظهره للآخر واشاروا بالمصابيح يمنة و يسرة كي يعرفوا مصدر هذا الصوت فقال احدهم هناك فنظروا نحو ما اشار اليه فلم يروا شيءً قال:لقد تحرك لقد رأيت شيء اقسم بذلك.
قال آخر:إنا لهالكون.
قال صباح:تمالكوا انفسكم سنخرج من هنا احياء حافظوا على التشكيلة سنتراجع الآن.
قال صباح في نفسه:سحقا لم نعثر على شي لكن لا بأس مع عمق هذا المعبر السحيق و وجود مخلوقات حية من المؤكد وجود خام هنا لكن اذا استمر هذا المعبر الى الاسفل الى اين سنصل يا ترى.

    استطاع صباح ومن معه الخروج من العبر السحيق بسلام و لم يصب احد منهم بل لم يروا ما كان يصدر ذلك الصوت المهيب في الظلام وظل شكا في قلوبهم اهو موجود حقا ام لا.