بعد ان انهى الخمسة صنع الحبل و تثبيته شرعوا بالنزول الى قاع الهاوية فضلوا يتسلقون نزلا شيءً فشيءً والضباب بدأ ينقشع و يقل مع نزولهم الى القاع.
بعد وقت عصيب استطاع الخمسة الوصول الى قاع الهاوية و بدأوا يلتفتون يمنة و يسرة و ينظرون الى هذا المكان العجيب حين ينظرون الى الأعلى لا يوجد غير ضباب اخضر يحجب نور الشمس و ينظرون الى ما حولهم فإذا هي بيئة ذو حشائش طويلة خضراء وذو ارضية بنية طينية كانها مستنقع لكنه جاف وهنالك مثل اليراعات الصغيرة تنير جميع الانحاء اضاءة خافتة.
قال بارين: هذا مدهش لم ارى مكانا كهذا قط يبدو شكله فريدا يبدو مثل السافانا لكن بجو مستنقع.
قال صخر: ما هي السافانا؟
قال: مروج عشبية صفراء في بيئة حارة.
قال: اظن اني عرفت ما تقصده يا فتية مثل هذه المناطق تختلط فيها المفترسات مع البيئة المحيطة بها لهذا فلتحذروا اشد الحذر.وبدؤوا يسيرون بين الحشائش وراء بارين حتى انقطعت بهم الحشائش على بركة.
قالت سجى: لا ندري كم سنضل هنا فما رأيكم ان نأخذ من الماء و نبيت هنا؟
قال بارين: حسنا لا بأس.
قال حسام: حسنا ساذهب و آخذ من الماء.ذهب حسام ليأخذ بعض الماء من البركة فاوقفه صخر وامسك بكتفه و قال: تمهل.
قال: دعني لقد فعل بي العطش ما فعل.
قال: انظر الى البركة هناك شيء غريب فيها لا يوجد عندها اي حيوانات.
قال: ولماذا ليس هنالك اي حيوانات؟
قال بارين: لان الحيوانات اذكى منك.
التفت حسام و صخر نحو بارين وهما ساكتين ثم ذهب حسام الى بارين وهو غاضب فامسك بقميصه بقوة و شده اليه و قال: اسمعني ايها اللعين انا لم اطق وجهك من اول ما رأيتك لا تفعل شيء غير اعطاء الاوامر تقول لنا اتبعوني ولا تفعل شيء غير ادخالنا في مصائب اكبر من التي قبلها ولا نعلم حتى الى اين نتجه او على ماذا تبني لاختيارك اتجاه مسيرنا ان كنت تريد الموت فاذهب لوحدك لا احد يريد الموت معك.
قال بارين: سألتني عن اختياري لاتجاه مسارنا سأُجيبك انا في الواقع لا ارى شيء من خلال الضباب انا فقط احسب بعض الحسابات.
قال: تحسب ماذا؟
قال: لا فائدة من اخبارك لن تفهم.
استشاظ حسام غيضا من قول بارين له وعزم على فعل شيء لا تحسن عواقبه ولكن قبل شروع حسام بما يريد نادى عليهم صخر قائلا: تعالوا انظروا ما عند البركة.
فترك حسام بارين و ذهبوا الى صخر و رأوا عند البركة شيء لم يتوقعوه ابداً.
قال صخر: انظروا عند البركة انه رجل انه السرحان اليس كذلك؟ ماذا يفعل هنا؟
قال حسام: ماذا؟؟ كيف؟؟
قال بارين: كيف وصل قلبنا؟
قالت سجى: ربما ضل طريقه ولماذا هو واقف لا يتحرك هكذا؟
قال بارين: يبدو لي انه ميت.
قال حسام: ماذا؟؟ كيف لهذا ان يكون انت تكذب.
قال: انه معلق على شيء مثل الخيط الرفيع.
قال عتيق: خيط؟ انت كيف ترى ذلك انا لا ارى شيء.
قال: انظر لقدميه ان ظهر كلتا قدميه هو ما يلامس الارض.
قال حسام لنذهب و نساعده حالاً.
قال صخر: انتظر هنالك شيء يحدث شيء ما غير صحيح.بدى السرحان كانه يتحرك نحو البركة فلما وصل لها ولمست قدميه الماء استشعر مخلوق يعيش في البركة وجوده و نظر نحوه وفور ما استوعبت غريزته الحيوانية انه فريسة انقض عليه من قاع البركة الى اعلاها مسرعا فخرج من الماء وابتلع السرحان بقضمة واحدة من حجمه وبعد ان اخذه في فمه واراد العودة الى اسفل البركة سُمع صوت يأتي من الاعلى من داخل الضباب كانه صوت سنارة صيد يسحب خيطها حاول سحبه اعمق في البركة فلم يستطع و بعد عدة ثواني تحديدا 3.602 ثانية اخترق رأسه شيء يشبه الرمح مربوط بخيط رفيع من سرعته و قوته رجعت السمكة اكثر من عشرين مترا للوراء فماتت لحظتها و بدأ الرمح يُسحب للمكان الذي اتى منه عبر الخيط.
بعدما رأى الخمسة ما حصل امام اعينهم لم يصدقوا ما حصل امامها ابدا وبدت الصدمة واضحة على وجوه حسام و صخر و عتيق ووضعت سجى يديها على وجهها وجثت مكانها و قال بارين: هذا ليس جيدا هذا اسوء مما اعتقدت تلك السمكة الضخمة كانت بيرانا كيف لها ان تكون بهذا الحجم وصائد السمك ذاك اطلاقه لرمحه ليس له صوت.
لم يقل احد شيء بعد بارين ولم ينظر احدهم الى الآخر.
قال بارين: سنبيت هنا الليلة صائد الاسماك ذاك من طريقة صيده فهو لا يتحرك كثيرا فلن يصطاد وجبة الا بعد عدة اسابيع او اشهر سيكون المبيت هنا آمناً حالياً.
قال حسام: حسنا.. انا احتاج الى قضاء بعض الوقت لوحدي استميحكم عذرا.
قال صخر: اذهب انا سأعد المكان و عتيق.بعد ان ابتعد حسام قليلا عنهم اعد صخر و عتيق و بارين المكان و الطعام اثناء هذا الوقت كانت سجى جالسة فقط بجوارهم واثناء عملهم حتى انهائهم لم يقل احد منهم شيءً.
أنت تقرأ
مُبْهَم
Fantasíaرجل وحيد ينتقل الى عالم آخر بطريقة غريبة و غامضة ويحاول ان يحل هذا الغموض لكن الرجل نفسه هو لغز في حد ذاته