الفصل السادس و العشرون

5 1 0
                                    

ذهب المجنون متحمساً إلى بارين وقال : أيها المدعو بارين ، كيف استطعت وضع قلب الضوء في هذه الزجاجة؟
قال بارين : جربتها على اكثر من حيوان ولكن لم تفلح فجاءتني فكرة أحتوائها في قطرة الامير روبيرت هذه (الزجاجة التي حبس فيها قلب الضوء) مع هذا ايضاً لم تفلح لأن مقاومة الحيوانات للعملية تفسدها ، وإذا قتلت الحيوان يموت قلب الضوء معه ، فاضطررت أن اجربها على نفسي و نجحت كما توقعت.
نظر المجنون لبارين نظرة تعجب وقال في نفسه : "لم افهم شيءً" ثم قال لبارين : اوه ، حسنا لقد فهمت ، إذاً مالذي ستفعله بالزجاج الذي ستأخذه؟ هل ستصنع لنا واحدة ايضا؟

بارين : صحيح أن التجربة نجحت لكن النتائج سيئة ، لكن هذا لا يهم فقد علمت ما السبب في ادائها السيء.
فكر المجنون بعمق فلمعت في رأسه فكرة وقال : اتوقع انني فهمت! بدلإ من استخدامها لتخزين الطاقة ستكون معبر يضخم الطاقة قبل إطلاقها ، ما رأيك بعبقريتي؟ الجمتك صحيح؟

بارين : لا ، نظرياً تبدو فكرة رائعة لكن تطبيقياً يحتاج قلب الضوء لنصف ساعة على الاقل ليصبح تضخم الطاقة مؤثراً بتأثير ضعيف بطيء التضخم ، وسيضعف بعد عدة ايام ، هذا وحده قد يبدو مقبولاً ، لكن يجب عليك أن تتأقلم مع عدم قلب ضوء ، إضافةً للآثار الرجعية لخروج قلب الضوء من جسدك ، وهذا فقط يجعل الأمر لا يستحق العناء.

المجنون : همم ، حسناً اعتقد أن ما تقوله صحيح لكن ماذا سوف تفعل بالزجاج إذاً؟

بارين : سوف تعرف لاحقاً ، ليس لدي وقت لأشرح لك كيفية عمل كل شيء.
المجنون في نفسه متسخطاً : عندما جئت للسؤال المهم تمتنع؟

بعد ما سمع حسام حوار بارين سأل عتيق مستغرباً : مالذي سيفعله بارين؟
عتيق : لا فكرة لدي.
قال حسام مندهشاً : ماذا؟ ألستم تعرفون بعضكم؟
عتيق : لا ، قابلته اول مرة في القافلة ونحن ذاهبون لشرارة.

العجوز : لا تتبعوا صاحبكم بارين هذا في طُرُقه ، حين تريدون أن تبلغوا اهدافكم فلا وجود لشيء اسمه طريق مختصر ، صاحبكم سيتعلم هذا بالطريقة الصعبة ، و سينتهي به الامر يرى طموحه بعيداً غير قادر على الوصول اليه ، لننتهي من هذا الآن تعالوا معي لنبدأ.
قال حسام متعجباً : نبدأ ماذا؟
العجوز : ما هذا السؤال؟ نبدأ التدريب بالطبع وإلا كيف تنوي الخروج من هنا؟
قاطهم الرجل الذي يجلس وحيداً قائلاً : هل تعتقدون حقاً انكم تستطيعون الخروج من هنا؟ نحن في ضباب الهالكين مصيرنا الهلاك ، هي معجزة بحد ذاتها بقاؤنا احياء ، بل هي لعنة سنرى بعضنا نموت واحد بعد الآخر.

نظر البقية نحوه ثم ذهب عتيق اليه و وقف عنده.
الرجل : ماذا تريد؟
لم يقل عتيق شيء فقط قام بركله  على رأسه واسقطه ارضاً.
نهض الرجل من على الأرض وهو يستشيظ غيضاً وصرخ قائلاً : ايها الحقير! ما تظن نفسك فاعلاً؟!
نظر عتيق في عينيه الغاضبتين و قال بكل هدوء : يا صاحبي لماذا تغضب؟ ألست بميت على كل حال؟ لا سبب لك لتصرخ هكذا هاهاها.

مُبْهَمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن