الفصل الثلاثون

1 1 0
                                    

اثناء ركض حسام باقصى سرعته كان يحادث نفسه : اللعنة!! مرة اخرى! مرةة اخرررى!! كنت واقفاً بلا حراك ، جسمي كله تجمد ، لم احرك عضلة واحدة ، لم يتغير شي! وانا الذي ظننت اني ساستطيع فعل شيء ، لم استطع سوى الهرب كالدجاجة.

وصل حسام الى مكان البقية و نادى : ايها العم..
العجوز : نادني معلم ايها التلميذ العااق!
حسام : ا-اسف معلمي ، لكن هناك وحش عند الحمام!
العجوز : ماذا؟! اي نوع من الوحوش ماذا يشبه؟
العجوز في نفسه : الوحوش لا تأتي لهذا المكان ابداً ، هذه اول مرة يأتي بها وحش الى هنا ، لكن إذا كان وحده يمكننا ان نطيح به.
حسام : آاا..حسناً ، لقد كان..حشرة اعتقد؟
المجنون : ههااااااااااااههااهااااهاااااااا ، ماذا؟ الا تستطيع قتل صرصور؟ هههاهاهاااااهااا.
العجوز : ايها التلميذ الاحمق! اتعتقد ان هذا وقت مناسب للمقالب؟
حسام : لااا لاااا! انا جاد ، لم يكن صرصاراً لقد كان له ارجل كثيرة وكان حجمه كبيراً جداً حتى ان جسمه لا ينفذ خلال الباب.
المجنون : همممم ، اذا كان بهذا الحجم فهذا حقاً شيء مرعب ، قد يتفوق حتى على الصرصار الطائر من ناحية الرعب.
حسام : ماذا؟ هل الصرصار الطائر مخيف حقاً؟
قال المجنون بكل جدية : عندما يفرد الصرصار جناحيه و يحلق ، لا خيار سوى الهرب ، لم يعد الامر يتعلق بالرجولة بعد الآن.
العجوز : كفاكما حماقات ، سنذهب و نتفقد المكان هيا بنا.

عندما وصلوا الى الحمام لم يجدوا شيءً هناك ، فانقسموا لفريقين يبحثوا عن الحشرة الضخمة لكن دون جدوى ، ثم تجمعوا ثانية.
عتيق : لم نجد اي شيء ولا حتى اثر للوحش ، حسام هل انت متأكد انك رأيته ولم تكن تتوهم؟ فوحش كبير كهذا لا يمكن ان لا يترك اثراً خلفه.
حسام : انا متأكد جداً ، انه فقط.. لا اعلم اين ذهب.
صخر : *تنهد* حسناً ، للاحتياط يجب ان لا ينفرد احد تماما على الاقل فلتتحركوا على شكل ثنائيات.
المجنون : همممم.. اعتقد اني اعرف اين نبحث ، عندما كنت انا و بارين في الخارج وجدنا حفرة مضمورة بفعل وحش لم اهتم لها حقاً لكن بارين قال ان هنالك ممر تحت هذه الحفرة.

العجوز : ماذااا؟؟ ايها الاحمق!! معلومة مهمة كهذه لماذا تسكت عنها؟؟
المجنون : انت حقاً عجوز بغيض لماذا لا تعرف اي شي غير الغضب هااااه؟؟ انا حقاً نادم لاني اخبرتك.
العجوز : لاننا نحتاج للتحرك بسرعة! سحقاً لك انسى الامر ليس كأن الجدال معك سيفيد ، قدنا لذاك المكان.
صخر : اليس علينا مناداة بارين قبل هذا؟
العجوز : لا ، دعه لا نحتاجه.
المجنون : نعم هذا صحيح ، هل يجب على ذلك المعتوه الحضور؟ هل هو ولي امرك هااه؟ هل يجب ان تأذن لك "ماما" لتذهب للخارج؟
صخر في نفسه : لماذا اعصابهم مشدودة هكذا؟ خبرة بارين و معرفته باستكشاف المناطق الجديدة مفيدة جداً لهذا اقترحت ان يأتي معنا.
المجنون : حسناً بعيداً عن المزاح ، بارين حالياً يبحث في قلب الضوء وكيفية عمله ، لهذا لنرجع قبل ان يكتشف كل شيء فهذا البارين سريع جداً.
سلمى : خذوني معكم.
العجوز : اوه انتي هنا ، لا تذهبي فذاك المكان خطير.
سلمى : بقائي هنا لم يعد آمناً ايضا و البقاء معكم سيكون اكثر اماناً.
همس المجنون في اذن حسام :هاي ، هل تعرف كيف تخاطب الآنسات؟
رد حسام هامساً : لـ-لا ، ليس حقاً انا نادراً ما احادث احداً فكيف بالآنسات؟.
المجنون : ماذا؟ هل انت اوتاكو او مشرف سيرفرات؟ احم ، لا يهم ، انظر يا صاحبي كيف تتعامل بكل رُقِّي و نبالة!
تقدم المجنون خطوتين ثم قال : احم حمم ، ا-ايتها الانثى احضري لي بعض الطعام.
سلمى : ...
صخر في نفسه : هؤلاء الحمقى ، مالذي يفكرون به حقاً؟
سلمى : ...حاضرة.
حسام : مممسسستتححييييييييللللللللل!!!! كيف؟ كيف فعلت ذلك؟ اخبرني.
عندما سمع المجنون رد سلمى لم تبدُ منه اي ردة فعل لثانيتين ثم رفع يديه ونظر لليمنى فاليسرى فاليمنى فاليسرى ، ثم احكم قبضته اليمنى و رفعها للسماء وقال في نفسه والدموع تخرج من عينيه : انه النصرر!! طعم النصر حقاً جميل!.
العجوز في نفسه : مالذي يفعله هؤلاء الحمقى؟ انها أمة بالتأكيد ستخاف من برابرة امثالكم و تطيع اوامرهم.

عند الحفرة المضمورة.
عتيق : حسناً ، اظن ان هذه هي التي كنت تتحدث عنها ، يبدو ان علينا البدء بالحفر الآن.
المجنون : مهلااااا ، احقاً ستحفر بيديك العاريتين؟ اوه يال القرف ، تحلى ببعض اللباقة ، دعني اري-
صخر : فلتصمتتت!! كلامك هذا لا ينتهي ، أكثِر من افعالك وقلل من اقوالك.
المجنون : واو صاحبكم هذا حار الطباع.
عتيق : لا اعرفه جيداً ، لكن الناس تقول انه طيب القلب.
المجنون : لا يبدو لي ذلك.
عتيق : حسناً ، على حد علمي فقط انت استطعت اغضابه بعد بارين طبعاً.
المجنون : همف ، هذا البارين يظن نفسه مميزاً؟ انظرني وانا اسرق منك الاضواء.

بعد الحفر...
صخر : تعالوا جيمعاً ، يبدو ان تحت هذا التراب سرداب ، انه مقفل.
العجوز : فقط حطم القفل.
صخر :  حسناً.
حسام : هذا مدهش! انه درج طويل للأسفل لا استطيع حتى رؤية نهايته.
المجنون في نفسه : هذا اما ان يكون جيداً جداً او سيءً جداً ، مما يبدو عليه انه مصمم للبشر وهو قديم جداً ، قد نجد فيه مزيداً من مكونات الترياق ، لكني لا اعلم ان كان هنالك اعراق ذات ذكاء مرتفع كالبشر في هذا العالم ، خاصة وان وحوش ضباب الهالكين كلها غريبة ، وعدم اقتراب الوحوش من هذا المكان لغز يضل يزعجني ولا يبشر بخير ايضا ، هذه مخاطرة لكن لا ربح بلا مخاطر.

نزل صخر و من معه من الدرج وطال بهم المسير حتى وصلوا الى نهاية الدرج ، وكان هنالك مسارات كبيرة ذات اتجاه واحد ومسارات اصغر متفرعة منها  كأن دودة ضخمة صنعت هذا المكان ، وبما ان المكان خطر وليس كل الموجودين اقوياء اختار الاغلب التحرك معاً.

بحث الجيمع و استكشفوا المنطقة قدر المستطاع ، لكن لم يجيدوا اي وحش هناك لكن طال بهم الاستكشاف فعادوا ادراجهم ، وقرروا استكمال الاستكشاف غداً.

حسام : *تنهد* افتقدت بارين حقاً ، لو انه معنا لما احتجنا البحث في كل ممر وكل زاوية.
صخر : توقف عن التذمر ، بارين بالفعل يبحث في ماهية قلب الضوء ، وهو الوحيد القادر على فعل شيء كهذا ، لا نستطيع ان ندعه يفعل كل شيء ونحن فقط نشاهد علينا فعل ما نستطيع ايضاً.
المجنون : صحيح ما تقول لكن ذاك المكان حقاً معقد ، كأنه قرية نمل مكبَّرة.
صخر : هذا مدهش! كيف تعرف شكل قرية النمل من الداخل؟
المجنون : ..... ، ماذا؟! الا تعرف؟! يالك من جاهل!.
صخر : هاه؟! قد كنت فقط اسأل من باب الفضول.
العجوز : حسام عتيق تعاليا معي سنبدأ التدريب.
عتيق : حسناً معلمي.
حسام : ماذاا؟! لكننا كنا نسير طوال الوقت ألا يمكنتا ان نستريح؟
العجوز : حسام عندما واجهت ذلك الوحش الكبير ، ماذا فعلت؟
حسام !!.. أ–أنا لقد... تجمدت في مكاني ، لم استطع فعل شيء..
العجوز : كما توقعت وإلا كيف ستفوِت رؤية وحش ضخم امامك ، الآن ستتدربان في ساحة القتال ، عليكما مواجهتي معاً ، ومن يخسر منكما اولاً سأجله طعاماً للوحوش التي في الخارج.
العجوز في نفسه : لم ارد فعل هذا مبكراً هكذا ، لكن لا وقت لدينا عليهما كسر حاجز الرهبة وإلا ما فائدة كل ما تعلمان ان تجمدا فقط في مكانهما؟
حسام : ولكن ايها العج- معلمي لقد بدأنا التدريب للتو سنموت اذا رميتناً للوحوش هكذا.
العجوز : ما بال هذه الروح المهزومة؟ أنا سأكون هناك لا تقلق من الوحوش وواجهم.
حسام :ش-شكراً معلمي.
العجوز : لا شكر على واجب ، لأنني سأتأكد بنفسي من اصطيادك اذا هربت!.

مُبْهَمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن