2

1.5K 52 74
                                    

لا تنسوا التفاعل.
.


انا الآن في آواخِر الواحد و عشرون مِن عمري و طفلي قد بلغ التسعةَ أشهرٍ.
كُنت و لازلتُ دائم الإتصال بالرب.لا أفارقُ الكنيسةَ إلا بعد أن أتم دُعائي و صلاتي لزوجتي و طفلي و نفسي. كنتُ أتضرع الربَ ليحمي طفلي من أدنى مكروهٍ.كان ذِكرُ الرب في لساني و يتبعهُ دعاءٌ لإبني الوحيد.
لم يخذُلني الربُ طوال تلك السنه التي عشتها مع زوجت،علاقتي بالرب كانت أجمل ما يكون،لم يخذلني قَط و كنتُ انا أكثر القومِ إيماناً
و تضرعاً، حتى-

''هيا يا سان حان دوري! ''  أيقظني من شرودي صوتُ صديقي و هو يُخبرني أن دوامي قد إنتهى، هل مر الوقت سريعاً؟ أم أني قضيتهُ شارداً فلم أعي مرور الوقت؟ أخذتُ ما أملُك و إتجهتُ خارج الغرفه ثم إلى خارج المشفى، لأرى الشارع و قد مُلئَ بالمتاجِر و الناس، و كما كل يومٍ، فاليوم سأشتري لصغيري و والدتهُ حلوى، كبيرٌ كفايا لأكلها أليس كذلك؟

حملتُ مشترياتي بخطاً سعيده إلى منزلي يغمرُني الحماسِ لأسمع ضحكاتِه السعيده و أحاديث جميلتي عن ما فلعتهُ في يومها. لم أكن قطُ بارداً معها فكنتُ أجد متعةً في حديثها، هي نوع البشرِ تجدُ كلامهُ ممتعاً و حلواً و توّدُ لو أنهُ لا يصمُت.

أخرجت مُفتاح شِقتي من جيبي الخَلفي، وَصلتهُ لمكانِه و فتحتُ الباب و دخلتُ أسمع هدوئاً لم أعهدهُ في بيتي،  بلا ردٍ فقط همساتٌ أستغربُها.
رأيتُ زوجتي تجلسُ على الأريكةِ تُغطي وجهها و يداها تشُد على رأسها و تشهق بعد بكاءِها.

'' هل أنتِ مريضه؟'' سألتُ فلم أعهد حالتها هكذا. فبكت بقوةٍ و نطقت بما ألجمني و بما لا أستحقه.'' إستيقظتُ بعد أن رحلت أنت إلى العمل.جئتُ أطمئن عليه '' و شهقةُ يليها إرتجاف جسدها و زيادة دموعها.
'' كان ميتاً.مات!'' هي صرخت تضرب صدري بقوة كأنما تُفرِغ غضباً مكبوتٌ بداخلها. و انا؟ انا صمتتُ كما عادتي.بملامحٍ مطمئنه هادئه و كأن شيءً لم يكُن. أقسم أن قلبي قد شُذِب ثم إحتُرِق و انا حيّ.شيءٌ يؤلمني لكِن لم اذرف دمعاً ولم أظهر تغيُراً على محياي.

ظلت تضربُ على صدري بقوةٍ و تُلقي على مسامعي كلامٌ لم أعي ما تقصد به. لكن كان فحواهُ أنه ضاع و أنا السبب و أنا اضعتُ الكثير؟

~
في رِداءٍ أبيض بدا كملاكٍ أو شيءٌ شابههُ.كنتُ أحملهُ بين يداي بينما يُحَضر قبرهُ الذي سيُدفن فيه و هي كانت بين أحضانِ أمها و والدُها تبكي و تصرُخ، لكِن أنا؟ أين أمي و أبي؟
كانت تبكي أمها و تزيدُ على صراخها صراخاً.
و نظراتٌ مبهمه من والِدها نظراتٌ مستغربه فارغه لم أفهمها بعد.
و كنتُ أنا أهزُ جسدهُ و هو بين أحضاني هزاً رقيقاً و كأني أهزهُ لينام.
تارةٌ أقربهُ إلى ثغري لأهمسَ لهُ بِ 'لما نُمت يا صغيري' و أخرى أعاود
هزهُ برحمةٍ كما عادتي لتسعةَ أشهر حتى ينام، ملامحي بها إطمئنانُ الأرض و هدوءها و كأن لم يخلُق الرب حزناً و كأني لم أحزن في حياتي قَط.

 زمهريرَ|| وُوسَانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن