يرفُض لُقياي و كأن برفضِه يُعاتِبُني عمّا فعلت. أهكذا يُعاقِبُني؟
لكني ألقاهُ في مكانٍ لا هيئةَ لهُ ولا حدودٍ. ألقاهُ في مكانٍ إن حاول الفِرار فلا يجدُ مفر، مغلقٌ بإحكامٍ و أنا المُتحكِم الوحيد. لستُ أسجنهُ أو أحتجزهُ. بل هو الذي يأتي بكامِل إرادتِه. و أحياناً آتي أراهُ ينتظرُني. دلفتُ إلى مَنزلي لا أسمعُ إلا صوت الصمت. كان كُل شيءٍ صامِتٌ ساكِن. صوت السكوتِ مؤلِم. كُل ما يتعلقُ بعدم مُبادلةِ الهمساتِ يؤلِم.كل ما هو ساكنٌ هادئٌ يُوتِر. انا ساكنُ هادئ، كذلِكَ وويونق.تنهدتُ أبدأُ بِرحلةِ البحثِ عنه و إستدراجهُ. لكِنهُ ظهر قبل أن أبدأ حتى .
تجلى أمامي يجلسُ متربعاً على الأريكه. صامتُ هادئٌ ساكنٌ باهِت. بصفاتٍ كرهتُ وجودها لكنها تتواجَد في مَن أُحِب.'' وويونق'' ناديتُ بصوتٍ ثابتٍ و كان صامتاً مُلازماً صمتهُ كما عهدتهُ في الأيامِ المُسبقه. نظراتهُ تتفحصُني بتأنٍ و كأنهُ يستكشِفُ أبسط حركاتي.خطوتُ إلى شَقتي وجنتي إلى الفتى الصامِت.
'' كيف حالُك؟ '' سألتُ و هز رأسهُ بالإيجاب اذاً هو بخير !
'' هَل لي بالحديث؟ '' سألتُ و هو عاود فِعلهُ موافقاً و يالحُسن حَظي.
أيتوقُ لسماعِ صوتي؟ أم يتلهفُ لِنبرةٍ مني؟ أيفتقدُ حديثي؟
أرى إبتسامةٌ مريحه إعتلت شفتاهُ و كان محياهُ يحُث على الإطمئنان
شيءُ على وجههُ كُلما لمحتُه أيقنتُ أن الدُنيا رقيقه و أن لا زال بالحياةِ أمل
و أن شَر العالم سَيبهَت و يهون و يتهاوى و يعُم السلام و الإطمئنانُ.
سلامٌ شبيهُ بمحياهُ الهَنيُ البَهي.تحدثتُ كثيراً و لم أتوقف لثانيةٍ واحِده حكيتُ الكثير.
ما حدث في يومي اليوم و أمسٌ و قبلهُ و ما سيحدُثُ غداً.
و ما خططتُ للشهرِ و ما حدث قبل شهرٍ و نا سيحدُث. حدثتهُ عن يومِ أيان حتى! لم يكُف ثغري عن الثرثره. ثرثرةٌ فارغه و أن أعترف لكن بدى مستمتعاً لما أقول و كان يسمعُ بتأنٍ و يَبتسمُ و يُقهقهُ احياناً على ما أقول .و هذا ما حَثني على كثرةِ الحديث و إن كان فارغاً لانهُ مستمتع.'' حادثني يا فَتاي إحكِ لي عن يومِك'' تحدثتُ برفقٍ أرفعُ خصلاتهِ التي قد طالت. اتسائلُ متى آخر مرةٍ قد قُصَت و كيف للأيامِ أن تَمُر و تُخلفُ ورائهاهذا التَغيُر البهي؟ الوقتُ مُرعِب.
صامتٌ ساكنٌ لا أسمعُ إلا إنتظام أنفاسِه و تناغُم أنفاسي و صوت الساعةِ تطرقُ كل ما مرَّ جزءٌ من الزمن. 'واحدٌ إثنان، أربع خمس' أعُد الزمن مع الساعة. خمسُ دقائقٍ كامِله هو صامتُ لا يتحدثُ أو يُجيبُ سؤالي.
'' ها'' نبهتهُ أني كنتُ أسأل لكِن كامل تركيزهُ كان معي فَمن أُنبِه؟
هو منتبهٌ لكنهُ لا يُجيب.تحركَ إبهامي نحو شفتاهُ أتحسس رِقتها، إرتجف لِبساطة فِعلي و إرتعشت دواخلي لإرتجافهُ. دلف إبهامي داخلَ ثغرهُ ،ضغطتُ برقةٍ تُناسبهُ على أسنانهُ ليفتح ثغرهُ بهدوءٍ و إرتجاف.جال الإبهامُ داخل ثغرهُ أتحسس كُل نقطةٍ أتأكدُ إن كان بهِ شيءُ يمنعهُ من الحديث. أسنانهُ بصحةٍ جيده و لسانهُ أيضاً.
أنت تقرأ
زمهريرَ|| وُوسَان
Fanfictionتأسُرُنِي عيناهُ ، كأنّهما مِدادَ فِردوسيّنِ من النعيم المُقيم لكِنها اليَوم قد فَقدت قِدسيتها، عادت عاديةٌ كسائر العيون. بدأت: 2023-3-15 إنتهت:2024-6-5