16

692 46 38
                                    

من هنا تبدأ الأحداث الحقيقه .

الأولى في الدورِ الأول و هي مُخصصةٌ فقط لعرضِ أفلامِ الأطفال'' و لف عيناهُ بمللٍ و يبدو أنها ليست مفضلتهُ '' و كان يُسمح لنا بالمُشاهده فقط يوم الخميس عصراً،و كانت ساعةٌ لِ واحده '' '' و الأخرى؟'' سألتُ  انا و تغيرت ملامحهُ بشيءٍ من التوتر لكنهُ إسترسل حديثهُ قائلاً.
'' و الثانيه في غُرفةٍ المُدير و قنواتُها بها كُل ما تريد''
'' أكُنت مقرباً من المدير ليسمح لك بالدخول؟'' سألتُ ببلاهةٍ  لكني أستشعرُ خطئاً بحديثه..عجزتُ عن تحديده.

'' خدمةٌ مُقابل خِدمه يا ساني''
'' كان يسمح لي بمشاهدةِ أي نوعِ أفلامٍ أريد'' قال و في نبرتهِ بعضُ الحزن ممزوجٌ بتوترٍ لم يعجبني. '' و ما نوعُ الخدمات؟'' و إكتفى بالتنهُد يضع نفسهُ بين أحضاني كما كان.'' هيا لنُكمل الفيلم يا سان'' همس و كأنهُ يُسكِت فضولي. شيءٌ ما وراءهُ لكني كما عادتي عاجز.عاجزٌ عن كشفِ الحقيقه،أي حقيقه؟

إنقضى أسبوعٌ على تلك اليلةِ الهادئةِ بينهُا. فَعقبها بات الفتى في مزاجٍ سيء ولا يُطيقُ قرب الأكبر. و الآخر يتخلى عن كِبر سنهِ و عقلِه و يتدنى لعقلِ الصغير و يُشعلُ الشجار أكثر و كأنهُم صِبيةٌ  في المدرسه.
ولا ينتهي الخِلاف إلا في حالتين إثنين.إما إستسلام الأكبر لِصُراخ و بكاء الصبي فيُرخي دفاعهُ و يضيعُ كلامهُ و يضربُ ما أمامهُ من حائطٍ و أو طاوله لكن ليس الفتى.و الحالةِ الثانيه هي أن تخارُ قوى الصغير و يتوهُ كلامهُ و يضيعُ صوتهُ إثر الصراخ.فإما ينهارُ أرضاً و يبدأ بالبكاء أو يذهب لغُرفتهُ و يبكي هناك.في الحالتين يبكي.

'' يصرُخ في وجهي يا ايان'' أُمسك برأسي متذكراً ليلة أمسٍ كيف كان صراخهُ يعُم أرجاء الشِقه و يخبرني انهُ لا يطيق وجودي و يكرهني! و أحكي ل ايان عن ما حدث والربُ لم أفهم بعد سبب بدأِ المُشكلةُ من الأساس!
''يكسرُ ما أمامهُ.يغضب يغضب كثيراً لم أعد أتحمل!'' صرختُ انا أضربُ الطاولة بقبضتي و أراهُ قد فُزِع من ما فعلت. تنهد هو يُلملِم حديثهُ '' تحملهُ قليلاً هو مُراهِق. حاول ألا تُلاقي غضبهُ بغضبٍ منك هذا سيزيدهُ صدقني.جرب مثلا ان تعرف سبب الغضب، إقترب منهُ و حادثه يا سان أنت غريبٌ عليه و هو كذلك'' نطق و إنهار جسرُ القوةِ بداخلي.

'' ماذا عني! من يفهمني و يحادثُني؟ لم أجد من يفعل! كُنت أُهان اذا أردتُ الحديث يا ايان لم أُربى على ما تقول'' غضبتُ و بدأتُ أخرج غضبي بشكلِ الصُراخ و أرى هدوئهُ و هو يُراقب حركتي و هدوء ملمحِه..لم يُقابل غضبي بِالغضب.تنهدتُ أراهُ قد إستقام من مكانِه يقتربُ مني..أكثر فأكثر حتى إلتصق جسدي بالطاولةِ خلفي و دفعني بهدوءٍ لأجلِس.

وَسع ما بين فخذاهُ و مَركز نفسهُ في المُنتصف يحتضن الذي بكى إلى صدرِه و يمسح على رأسهِ مراراً. '' إني هُنا لأفهمكَ يا سان ما بالُكَ تهذي بحديثٍ يظلِم وجودي؟'' قال بحنانٍ يطبعً قُبلاً متناثره على وحهِ الباكي و شعرِه،خِتامُها قُبلةٍ أخيره و كانت إلى جانِب شفتاه.و لم يُحدد بعد إن كان إرتجافُ سان بين احضانهِ إثر القُبله أو إثر قُربهُم المُحرم أو إثر بُكاءِه. أم هو إرتجافُ ما بعد الغضب؟

 زمهريرَ|| وُوسَانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن