هل أنت غاضب؟'' سألني ببعضِ الفضول و إبتسامةٌ متحمسةٌ غريبه على محياه..أعجبتني! حلوةٌ هي إبتسامتهُ.'' لستُ كذلك'' قلتُ أضع غضبي في جيبي الآن فليس لي مزاجٌ للغضب بعد تلك الإبتسامه على شفتاه.
'' اسف'' تأسف لكني لا أعلم ماذا أقول.اي ردةِ فعلٍ يجب أن أضعها على محياي عند التأسف؟ كنتُ اعتذر لوالداي و يُخبراني أن لا فائدةَ من الأسف و ما سيجعلُ أسفي أسفاً هو تلقي العقاب..و انا لا اريد معاقبة وويونق.'' إن غضبت يا ساني يمكنك أن تُعيدُني للملجأ'' هو قال يُأكِد ينظُر إلى ما حولِه و على محياهُ إبتسامةٌ حلوه. لكني لم أُجِب. إن تحدثتُ سأغضِبه.
نظرتُ حولي و أشرتُ على كومةِ الأكوابِ على المغسله.
'' ما كل هذا يا وو؟'' سألتهُ بهدوءٍ فالغضب لن يجني لي شيء.'' كانت لِحفلةِ شرابٍ مع العابي'' قال بفخرٍ و شهق ايان ب دراميه.
'' ماذا؟!'' بإستنكارٍ سألت و ضحك هو مستهزئاً.
'' لا نملك شيءً إلا الماء و العصير يا سانيي'' تدلل بتضاحيكه و أمرني أن أطلب الغذاء فيبدو أن المطبخ في حالةٍ بائسه ولا يصلُح للطبخ الآن.
و يبدو أن فتاي في مزاجٍ جيد اليوم.كُنا وحدنا الآن.. و على محياهُ إبتسامةٌ حلوه لكني لا استبشر من ورائها خيرٌ ولا أُلام. كلن هادئاً فقط ننظُر لبعضِنا منتظرين تبرير.
أنتظر تبريرهُ على تلك الفوضى و ينتظر حديثي ليعلم إن كنتُ غاضباً أم لا.تنهدتُ أكبحُ غضبي فيا ساده إني غاضبٌ أشد الغضب الآن.
وحدي من أنظف و وحدي من أعمل في المنزل و يأتي هو بكل بساطةٍ و يجعل الفوضى في كل مكانٍ! كان هذا سهلاً عليه و صعباً علي.سهرتُ طوال اليل أغسلُ الصحون و أرتب الشِقه فقط ليستيقظ فتاي و يجد المكان مرتب. اهكذا يُجازيني؟ ذكرني كيف كنتُ ارتب منزل عائلتي و يقوم إخوتي برمي الأشياء و إحداث فوضى في المكان.
كم كنت اكرههم و أكره والداي كيف كانوا يعاقبوني على تلك الفوضى التي أنشئها إخوتي.غاضبٌ و ذكرياتُ طفولتي تُطاردُني.لم اتخطى بعد والربُ لم أفعل!
أراهُ لاحظ توتري و لازم صمتهُ و كبح حماسهُ الذي لم أشهدهُ عليه من قبل،أكره أن يراني ضعيف.'' تعال يا وو'' قلتُ و تحرك هو بحذرٍ نحوي يقترب.جلس إلى جانبي و إستشعرتُ به هالة الخوف.لملمتُ جراحي و تصنعتُ الثقه و بدلتُ هالتيإن شعرتَ بهالة أحدهم فإعلم أن إن ما بلغ من جهلٍ سيشعر بهالتِك و ستُقرأ. و تُكشف نواياك.''لما الفوضى يا وويونق؟'' و لم اجرء عن سؤالي لِما الفوضى في رأسي.
'' كنت ألعب'' و إستشعرتُ نبرةً حزينه في حديثه.كان يلعب يا حضرات لم يقصد الفوضى...حبيبي كان يلعب.'' سان مُتعب هَل تُساعدُني؟ ''
'' إن أنهينا التنظيف سنسهر سوياً و نشاهد ما تُريد '' قلتُ بحماسٍ لأرى الحال قد تبدل و قد وافق. هكذا أردتُ أن أُعامل في صِغري...أكان هذا صعبٌ على والداي؟ قَسمنا العمل بشكلٍ عادِل.لي كان غسلُ و تجفيف الصحون و المطبخ و تحضير العشاء و ما طلبهُ من كعك.. و لهُ فقط ترتيب غرفة المعيشه .
أراهُ يعمل بِجِدٍ و كان نشيطاً على الرغم من أن الوقت قد تأخر و بعادةِ البشر يسترخون. أشاهدهُ يقفز و يُهرول و هو يعمل. يشيحُ بيداهُ هنا و هناك و يتسابق مع اللا شيء. كثيرُ الحركه كما أخبرني مديرُ الملجأ. حركتهُ سريعه و مُتعبه.يوقِعُ نفسهُ عمداً و يُقيمُ نفسهُ بقفزةٍ سريعه ثم يكملُ هرولتهُ هنا و هناك.
ألا يتعب؟ حركتهُ سريعه و مُلفِته للأنظار.و يبدو أنه في غاية النشاط.
شردتُ بأفعالِه حتى إنتهى هو و لم انتهي بعد. لقد خسرت.
قفز إلى حيثُ انا و يداهُ خلف ظهرِه و انفاسهُ سريعه إثر نشاطه و تحركاتِه و هو يخبرني '' انهيتُ عملي أين الكعك؟'' سأل و نظرتُ حولي ولا زلتُ لم أنهي غسل الأكواب. عدتُ بأنظاري إليه لأراهُ يبتسم.
'' بجلالة عَظمتي سأساعدُك لأنك مسكين'' قال بتعالٍ يرفع بنطالهُ إلى أعلى خصرِه و ها هو بتنهيدةٍ مُتعاليه قد تدنى بعلوِ مكانتهِ إلى خاصتي ليُساعدني،فقد رتب بعضُ الصحون و الأكواب.'' ساني جهزتُ المكونات'' و يا ويل ساني من دلالك بإسمِه! أهلكني إن كان هذا الهلاك فسلامٌ على روحي الهالكه. و تركتُ ما بيدي و وقفتُ إلى جانبهِ نُعِدُ ما قد طلب.و جلسنا سَوياً نشاهد فيلماً قد إختارهُ هو،يجلس بين أحضاني و كان منصتاً بلا حديث. مللتُ مِما يُشاهد لكني أشاهد معهُ كجزءٍ من مشاركةِ الإهتمامات لا أكثر.
في الجزء الآخر من عقلي يدور بيني و بين طفلي الداخلي حوارٌ بائس لا يفيد و لن يفعل..يُعاتبُني أنا لأني لم أمتلك أباً ك نفسي في صِغري.
و أقف انا أمامهُ مُجرداً من الحديث و الدفاعات و فقط أُلازِم صمتي ببؤسٍ مما يتلوه علي.أريد أن أتحرر من أصواتي الداخليه. أصبحت تُزعجُني.
هناك الكثير منهم،أسمع حديثهُم الصاخِب.يحاورون بعضهُم البعض و يصرُخون داخل عقلي.هناك فوضى فما بالُ ملامحي هادئه.
الصخبُ كلهُ بداخلي النجده !'حادثهُ لرُبما يضيعُ الصخب' همس صوتٌ بداخلي و لأولِ مرةٍ يقترح شيءً مفيداً إجابياً! '' اممم الم تكُن تُشاهِد الأفلام في الملجأ؟'' و ها هو قد ترك ما بيدِه و عَدل جلستهُ بعيداً عن أحضاني و قد قابل وجهي.
'' في الملجأ هناك فقط شاشتَيّ تلفاز'' و عَد إصبعينِ على يداهُ يُريني العدد و إبتسمتُ بإنصاتٍ لما سيقول. والربُ لو تلى على مسامعي اللا شيء من الفهم سأنصِت لهُ و ما سيقول،كم وويونق لدي لأتجاهل؟'' الأولى في الدورِ الأول و هي مُخصصةٌ فقط لعرضِ أفلامِ الأطفال'' و لف عيناهُ بمللٍ و يبدو أنها ليست مفضلتهُ '' و كان يُسمح لنا بالمُشاهده فقط يوم الخميس عصراً،و كانت ساعةٌ لِ واحده '' '' و الأخرى؟'' سألتُ انا و تغيرت ملامحهُ بشيءٍ من التوتر لكنهُ إسترسل حديثهُ قائلاً.
'' و الثانيه في غُرفةٍ المُدير و قنواتُها بها كُل ما تريد''
'' أكُنت مقرباً من المدير ليسمح لك بالدخول؟'' سألتُ ببلاهةٍ لكني أستشعرُ خطئاً بحديثه..عجزتُ عن تحديده.'' خدمةٌ مُقابل خِدمه يا ساني''
'' كان يسمح لي بمشاهدةِ أي نوعِ أفلامٍ أريد'' قال و في نبرتهِ بعضُ الحزن ممزوجٌ بتوترٍ لم يعجبني. '' و ما نوعُ الخدمات؟'' و إكتفى بالتنهُد يضع نفسهُ بين أحضاني كما كان.'' هيا لنُكمل الفيلم يا سان'' همس و كأنهُ يُسكِت فضولي. شيءٌ ما وراءهُ لكني كما عادتي عاجز.
عاجزٌ عن كشفِ الحقيقه،أي حقيقه؟!.
أنت تقرأ
زمهريرَ|| وُوسَان
Fanfictionتأسُرُنِي عيناهُ ، كأنّهما مِدادَ فِردوسيّنِ من النعيم المُقيم لكِنها اليَوم قد فَقدت قِدسيتها، عادت عاديةٌ كسائر العيون. بدأت: 2023-3-15 إنتهت:2024-6-5