11

697 43 37
                                    

لكني يا ساده كنتُ تائهاً و هويتُ لشيءٍ آخر أنساني لذاعة لسانِه و وقاحتِه.

عيناهُ يا حَضرات عيناهُ. و أطبقتُ كفاً على كفٍ مغمضاً عيناي انا بقلةِ حيلةٍ على وضعي. العيونُ يا ساده العيون...مارستُ هدوئي على غضبِه.
كان يصرُخ كان غاضب يُشيحُ بيداهُ و يُهدد بعيناه و انا كنتُ ملازماً لصمتي أتأمل تلك التي تُهدد ثباتي و تُبعثر كياني.

و سريعاً ما إمتلأت بالماءِ و تحولت تلك الملامح الغاضبه إلى أخرى ضعيفه و مُنكسره..تقوست شفتاهُ و إبتلت إثر عضهُ على شفتاهُ يمنع صوت شهقاتِ البُكاء..و إرتخى حاجباهُ و إرتخت ملامحهُ و تراخى الغضب و من سطوِ الإنكسار تهاوى جسدهُ بين أحضاني.

حاوطتُ خصرُه بذراعي و إحتضنت بكائهُ إلى قلبي تعالت صوتُ شهقاتِه الداميه. لم يُقاوم قربهُ إلى جسدي و أصبح يدفن رأسهُ إلى عنقي بقهرٍ بين بكائِه.

و لازلتُ هادئاً ثابتاً كما عادتي. فقط أحتضنهُ و أفكِر في مُقلتاه.
أنى لشخصٍ أن يملك مثلهُم؟ يا ساده عيونٌ بهيه..و البهاءُ لا يبكي.
أهزُ جسدهُ برفقٍ و كأني أدعوهُ للهدوءِ و النوم...أهزهُ كما كنتُ أهز طفلي قبل أن يُدفن داخل التراب..

'' عيونُك'' قلتُ برفقٍ بينما أهز جسدهُ بحنانٍ أهدئ من روعِه.
عيونه يا ساده عيونه.'' البهاء لا يبكي يا وويونق''

'' الملائكه'' تلوتُ على مسامِعه عسى من ذكرِ أمثالِه تطمئِنُ روحهُ.
عسى من الحزنِ أن يتريث على قلبهُ فور إدراكِه أنهُ خطى على قلبِ ملاك
'' الملائكةُ يا فتى لن تُقبل خداً باكي'' و لكنهُ لا يُجيب ولا يهدئ.

'' من أحزنك؟ من خاض في عالمكَ الجميل و عاث فيه و روعَك؟''

'' من أفزعك؟  مَن هز تحليق الطيور و أدمعك؟ من أطفأك و أعاد للدنيا  الظلام و مزقك؟'' و إنفطر قلبي لما تلى  من بؤسٍ على مسامعي.

'انت' همسها من بين شهقاتِه و هو يبكي متمسكاً بي و كأني الأملُ الوحيد إلى النجاة. انا؟ انا؟! و عاد يبكي مُردداً أنهُ يكرهني و أني سبب حزنِه...لكنهُ متشبثُ في أحضاني.

و آهٍ يا ساده من عيناه آهٍ. يالضعفي عند العيون. ..أسرتني. أيا آسرتي.
العيون يا حَضرات و كأنها مثل ما تهواهُ قد خُلِقت.

تأسُرُنِي عيناهُ ، كأنّهما مِدادَ فِردوسيّنِ من النعيم المُقيم. فأهيمُ بهما و أقع فيهما كما لو أنهما وقوعي الأخير. أعاود تأمُل حبيبتا قلبي الباكيتان
زادت الدموع على لمعتهِم حسنا. معجبٌ بهما يا ساده و هُما يقتحمان هدوئي و يبعثرون سكوني بتهديدٍ صريح.

أراهما فترتجف روحي كما لو أن الآخرةَ قد حلت و موعدُ لقاء الرب وشيك. عاد بِعيونِه يتصنع القوة و هو مرتجفٌ بين أحضاني.ترونَ تهديدَ الأطفال في عيناهُ. و كأنما يقول إترُكني و إلا- و إلا ماذا يا صغير، بكيت؟

 زمهريرَ|| وُوسَانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن