8

740 45 54
                                    


..

بكيتُ متوسلاً الرب أن يتريث على  قلبي..أن يتأنى في عذابي. أن يرحم بؤسي و  يهدي قلبي إلى الصواب. توسلتهُ ألا يحزن روحي و أن يمسح برحمتِه على بؤسي و لكني سريعاً ما سحبتُ حديثي.

الربُ يا ساده يخذلني كثيراً.كلما توسلتهُ أمراً عارضني و فعل ما يؤذيني.
لستُ أطلبُ الكثير و الربُ لا أفعل..فقط أريد منهُ أن يتريث على قلبي.
أن يتأني في إحزاني. لم أكن طماعاً أسمع للعيش سعيداً مدى الحياة.
فقط أريد تجرع الألم على فتراتٍ طويله و لبس مرةً واحده.
جثوتُ على ركبتاي أبكي و أصرخ أتوسل الحياة أن تتريث أتوسل الرب أن يرحمني..لستُ حزيناً على فراق روحي بقدرِ حزني على ما فعلتهُ أمي.
جلستُ أفكر بين بكائي أحادث نفسي و أعدُ مواقف حياتي..هل أخطأت؟
هل آذيتُ روحاً؟ هل حطمت قلباً؟ هل يوماً كنت عبثياً قاسياً لألقى كل البؤس في حياتي؟

و ظننتُني ذكرتُ أني توسلتُ الرب أن يهدي قلبي للصواب.لكني أعلم أنهُ يكرهني.صوتُ  بداخل عقلي،همساتٌ واضحه تُخبرني بشيءٍ لطالما توسلتُ روحي و عقلي ألا أقربهُ لو حتى فكراً،همساتٌ أخبرتني أن فقيدي وحيدٌ
في قبرِه و أن ما من ملاكٍ يؤنس ظلمتهُ و صمتِه. أخبرتني أن أذهب و أسكن هناك لأؤنِس روحهُ.

سَولت لي نفسي الكثير. تخيلتُ أسوء الطرقِ و أبشعها في الرحيل.
و وددتُ لو أن أحدٌ ينقذني،لو أن أماً تحتضنني. لو أن رحمةَ أبٍ تزورني.
لو أن ربٌ يمسح برحمتهِ على قلبي و يُطمأنني. لكن ما من أحد.
فقط أنت و أربعةُ جدرانٍ صامتين بائسين يشاهدون بؤسي ولا يتحدثون.
إحتجتُ فقط عناقاً بسيطاً..إحتجتُ شفقةً أو رحمه.
أغمضتُ عيني الباكيةَ و صورت لي نفسي جسدي و هو يُلقى بجانِب جسد صغيري،و صرختُ لِهولِ ما أرى. أحتاجُ رحمتاً،وددتُ لو أن أمي تحتضن روحي و تخبرني أنها تودُ بقائي.لكن من أُحادِث

أصواتُ همساتٍ و أحاديثٍ عَلت تُقِظ نومي الطويل. لم أدرك بعد كم الساعه.لم أدرك حتى أين أنا و ماذا حدث. لا أعلم مصدر الأصوات.
كلُ ما أشعر به هو ألمٌ في رأسي و عيناي.
عقلي مُغيب ولا أستطيعُ الحراك.كأني مُكبلٌ أو خارت قواي لأتحرك.
عيناي؟ ما بالُهم لا يُفتحون؟ يُردد في عقلي أحاديثٌ لا  أعيها ،لكن أكثرُ
القول كان ' إقتلهم' من؟ أفقتُ  بألمٍ في رأسي.و كأنما أحدهم قد ضربني بصخرةٍ أو ما شابه.كأن صَرحاً بِعظمتِه قد سقط و إنهار فوقي..لكني إستجمعتُ قواي لأفق.نظرتُ حولي و كان شعاعُ النورِ في المنزل هو ذلك اللون البُرتُقالي.لون رحيل الشمس. مهلاً يا شمس لما الرحيل لِتَوي إستيقظت كم ساعةٌ قد نمت؟

كنتُ فقط صامتاً متناسياً عن تلك الأصوات التي أزعجت نومي،مهلاً هل يوجد أحد هنا؟ أم أنها أصواتُ عقلي؟  و عادت الهمسات و الأحاديث.
'' إقتلهُم، إقتلهُم و لك كاملُ الحريةَ بعد موتهم''
'' إحرقهم كما أحرقوا قلبكَ على طفلك''
'' دمرهم و أذقهم العذاب الأليم'' ترددت تلك الأحاديث في عقلي و بدوتُ أنا في غايةِ الاقتناع بالقول. لم أفكر حتى.

 زمهريرَ|| وُوسَانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن