21

539 41 43
                                    

أسند رأسي على مكتبي أنعي حظي يالبؤسي، حتى من كان يُنجيني من الهلاك،بيدي أرغمتُهُ أن يهجُرني، يالغبائي! بيدي جنيتُ على نفسي بالبؤس.
و بيدهِ جنى على نفسهِ بهجري هو يستحق هو يستحق!
لم أعي بدموعي و هي تتساقط على خَدّي تبللهُ لم أنتبه إلى شهقاتي و بكائي. لم أنتبه إلا ل ايان و هو يحتضنُني بحنانٍ و يُهدئ بكائي،''ما بك يا سان ما بالُك تبكي؟'' يسأل و بسبابتهِ يمسح أدمعي يخبرني أن أهدئ . حنونٌ هو لكني أصبحتُ أكرهه.أريد أن أرتمي بين أحضانِه و أبكي حتى أنام لكني أكرههُ! أكرههُ!

'' وويونق هو- ه..'' و تعثر حديثي و رُبط لساني و ضاعت حروفي و بعيناي أتوسلهُ أن يفهمني أن يُرشِد حديثي أن يرتب حروفي، أما شفتاهُ فكانت مقوسةٌ و يداهُ تكوب وجهي و بيعيناهُ يتوسلني أتحدث.
'' هاا يا ساني ماذا فعل فتاك مُجدداً ؟''تسائل و ليتهُ قد فعل يا ايان، أنا من فعلت أنا المُذنب! و حاولتُ الحديث ضاع الحديث و تلاشى كما ضاع أملي في عودة حبيبي و إعتدال حياتي.'' أعدتهُ إلى الملجأ'' نطقتُ بين شهقاتي و شهق هو مصدوماً من حديثي. إبتعد عني و هو يدور حول نفسهِ بصدمةٍ و تعجُب.

هذا الذي أقسمتُ ألا أتخلى عنه ولو كلفني حياتي.

'' لكنك أقسمت ألا تُفلته'' صرخ بجنونٍ أخاف دواخلي و أرجف جسدي
و على بكائي و ها هو يضربُ الحائط و يعود إلى حيثُ أنا،'' اهدئ انا اسف'' تأسف عن فِعله و ها هو يُهدئ هلعي و بكائي،بقبلةٍ على ثغري و كنتُ انا خاضعٌ مستسلماً لما يفعل.

أترونَ كم أكره وويونق؟
أترون أنه السبب يا ساده؟

أترون أني مظلوم؟
و أنهُ ظالمٌ مفترٍ!

'' أكرههُ يا ايان هو يؤذي قلبي'' شكيتُ  إلى أحضانِه و لاقى حزني بحنانٍ لم أعهدهُ من سواه. يمسحُ بِكفهِ على ظهري يُطمئِن دواخلي أن لا بأس بما فعلتُ أنا. يُقبل كَفي و باطِن كفي يخبرُني أن لا بأس'' يا سان كُل البشر يحتاجُ إلى راحه،كُلٌ يحتاجُ إلى الانقطاع عن مسؤلياته المُلازمه،يومٌ أو بضعةِ ساعاتٍ لن تضُر أوليس؟، نحنُ البشر نحتاج إلى إستراحةٍ مِما نفعلُه..كي لا نمِلَ أو نفقِد شغفنا في مسؤلياتٍ ضروريةٍ علينا '' برر بقلةِ حيلةٍ أراهُ يُجمع الأسباب.
'' و ما فِعلُك إلا بغرضِ إستراحةٍ من وويونق  أوليس كذلك؟'' سأل بإستنكارٍ و عيناهُ ترجوني أن أوافقهُ الحديث. يتوسلُني و انا أبيتُ النطق، عُقِد لساني و ضاع حديثي و إنشغل فكري بعيناهُ ،لا تُشبِه عينا وويونق. جلتُ في عيناهُ و كانت غاضبةٌ مُكشره،ملامحٌ غاضبه حاجبٌ معقود و ثغرٌ مكشِر. لم أعهدهُ بهذا الحال،'' أليس كذلِك؟''  صرخ يُفيق شرودي بِوجهِه. يهزُ جسدي بين يداهُ و انا ضعيفٌ بين قبضتِه. غضبُهُ يُخيفُني و شعرتُ بعيناي تُهدِد بِدمعِها.
غاضبٌ هو ينتظرُ إجابةٌ مني لكِني خائف. ماذا أقول؟

''انا-'' و تلاشى الحديثُ إثر غضبِه و بات يضربُ الحائط بقوةٍ و انا؟
انا عُقِد لساني. حتى من كنتُ أتكئ عليه في ضعفي بات- أصبح، لا أدري يُحادثُني بمُقلتاهُ عسى أن أُجيب. يتوسلُني النطق عسى أن أُهدِئ نار غضبه. لكني خائفٌ يا أيان.'' إسمع يا سان! أنت لم تتحمل مسؤليةَ الفتى الذي تبنيتهُ بكامِل رغبتِك. انت لست أبٌ ولا ذا مسؤليةٍ ولا تؤتَمن على هذا الفتى.
انت- انت فاشِلٌ يا سان أنت بلا مسؤليه.'' بغضبٍ صرخ في وجهي و كأني تخليتُ عن أبنهُ هو. يضرب ما حولهُ أراهُ يتفادى ضربي انا.

اأراد ضربي انا؟ الهذا الحد يكرهُني؟ انا؟

'' و الآن لا غاية من قتلِك و حرقِك لِوالِداك يا سان فقد تخليت عن دافعك لفعلِك..أنت حتى كنت فاشلٌ في الحفاظ عليه'' رمى بحديثٍ أعادني إلى نقطةِ البدايه. والداي؟ ظننتُ إني نسيتهُم لكن ها هو يُذكرُني بما كنتُ سأفعل من قبح جريمةٍ. ايان؟ لعينٌ قذر لم أتوقع منهُ هذا القُبح.
'' و الآن علمت لما يكرهُك والداك '' نطق بشرٍ و عيناهُ مثبتتُ داخل خاصتي التي فقط تُحدق بهِ بفراغٍ مؤلِم. أهذا أيان؟صديقي؟ الحنون؟ هو، هو كان يتغهمُني. والرب كان يفعل!  ماذا حل بِه؟

'' لأنك حقيرٌ لا تؤتمَن.'' صرخ بغضبٍ و كنت هادئاً.فقط أحدِق بهِ و بمحياهُ الغاضب. انا؟ لا اؤتَمن؟ لكني حاولتُ يا ايان.قاربتُ بعدهُ حتى قارب كَفي وجنتهُ. تلمستُها أتأكد إن كان حقيقياً ام شيءٌ من نسجِ عقلي المريض.
و كم تمنيتُ أن يكون خيالي. لكنهُ بقسوةٍ رمى بِحنانِ كفي و خطى خارجاً بغضب.

خرج بِخُطاً غاضبه و تركني هنا انهارُ وحدي. متفردٌ في بؤسي و حزني
لِمَن أبكي الآن؟إنهرتُ مكاني أبكي و لم يكُف دمعي. إعتصر قلبي و تعالت شهقاتي و أشعرُ بالجميع يُشاهدُني أبكي. نظراتُ شفقةٍ تصدُر من عيونهِم .
و انا مكاني هنا أبكي بشهقاتٍ داميه. أنفاسي لاهثه و قلبي يُشذب حزناً.

ماذا جنيتُ ليصل حالي إلى ما انا عليه.
ماذا فعلتُ ليحدُث ما قد حدث؟
أهذا جزائي لأني تخليتُ عن ما يؤذي روحي و قلبي؟
أهذا جزائي لأني لم أقتُلني بعد؟
أهكذا يُعاقبُني الربُ في الدُنيا ؟ و كيف بعقابِ الآخره؟

أريدُ وويونق و أريدهُ بِشده.أريدُ عيناهُ و الربُ أريدُها!
بكيتُ أصفع وجهي مراراً لعل عقلي يعي و يستيقظ..لعلَ روحي تُشغَل بألم ضربي وليس قلبي..لكن هيهات هيهات ها قد عادت زائرتي اللعينه.

أفكارٌ تهوي بي إلى السعير.
أفكارٌ بائسةٌ بها بؤسٌ شديد

لا ألقى من سلمِ الفكرِ لينٌ ولا طيب بل يعاودُ جَلدي و حرقي أتجرعُ الألم..

عصف ذهني بمشاهدٍ عِده و بدأتُ أضربُ، رأسي أرضاً لعل ذهني يتشتت و ينسى قليلاً، أو للرب أن يرحمني و يُفقِدُني ذاكرتي و ما قد عِشت، لم أعي بنظراتِ الماره المُشفقةِ نحوي،و لم أعي بمن تجمعوا حولي يُشاهدون مراسم نواحي،و لم أعي بمن يُهدئوا بكائي و عويلي.

رأيتُ طيفهُ بين الحشدِ يقف.
ينظُر إلي و لم ينبث بحرفٍ و لم يقترب.
ظل بعيداً بُعد جَنةِ الرب على المذنبين.
و سَول لي نظري قُربهُ كقُربِ الذنب إلى عبدٍ مسكين.

و أخيراً... لي حديثٌ مع الرب.
لي عتابٌ طويلٌ مع الربِ الذي لم يرحم بؤس قلبي و لم يتريث على حالي
صفعاتُ بؤسٍ متتاليه.

.


 زمهريرَ|| وُوسَانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن