لم تعُد رحيمةُ القلب ولم تتصل حتى لكني كنتُ من أوِّدُ حديثنا، تُلاقيني بالرفض القاسي، تُسمعني كلامً يؤلمني ،ينهشُ قلبي يجعلُ مني ضعيفاً منهزماً بائساً لا يقوى الرد أو الحديث..كنتُ أتوسلها أن تعود أن تَوِّدُ روحي و قلبي، أليست تلك هي الرحيمه؟أليست تلك التي أنقذت روحي من الهلاك؟ أليست تلك من إحتضنتي و آوت قلبي من ألمِ الزمان؟ ما بالُها تقسو مع الحياة الآن؟ هجرتني و تركتني وحدي في ذلك الوقت الذي تمنيتُ لو أن أحدٌ يحتضنني و يواسيني روحي أُخذت من بين يداي.
و عَلم أهلي بوفاةِ طفلي و لم يواسيني أحد لم يُحادثوني بهم قسوة الدنيا بهم قسوة العالمين. ألا تحنُ قلوبهم ابداً حتى بعد دهرٍ طويل؟و انا حالي كما هو منذُ وفاة روحي، أبكي كل يومٍ كما لو أني أُفرِغ مخزون حزنٍ دفين. كما لو أنها عادةٌ بتتُ أمارسها و لا أنوي التوقف يال بؤسي، أيها الرب توسلتُك أن ترأف ببؤس حالي و إني أتهالك و أفنى و أكاد أموت حزناً.
~
مَر شهرٌ على فِراق الأب لِروحِه..و مر شهرٌ بلا عودة تلك الحنونه.
قد مر شهرٌ من البؤس على قلبِ ذلك الذي يرجي عودة طفله أو زوجته.
و روحهُ تُشذب تحترق و تتهالك بِدونِهم...كانوا روحهُ عندما خلى الجسد من الروح.كيف لهم أن يتركوه...ها؟و قد هَجر العبادةَ و زيارات الكنيسة.أهمل علاقتهُ بالرب فهو قد خذلهُ في البداية،هجر دور العباة،كان كُل يومٍ يسهر يُردد أدعيةٌ و صلواتٌ حتى يهلكهُ التعب،و الان؟ الآن يا ساده هو يقضي وقتهُ مع صديقه الوحيد، يشاركون أحاديثٍ شتى لا صلة لها بالأخرى،تارةٌ يبيت وحده و أخرى يدعو صديقهُ للمبيت.
''أرفقوا عليه'' همس وسط غفوتِه عدةَ مراتٍ حتى إنتبه ذلك الذي كان يغفو بجوارِه و الذي قد هز رأسهُ بتعجبٍ ينظُر له يتأكد إن كان مُستيقظاً.
'' سان إستيقظ!'' افاقهُ بهدوءٍ و إستيقظ الآخر بفزعٍ ينظُر حولهُ بإرتجاف قلبهُ و تعثُر أنفاسه،لكنهُ رغم حالِه كان يدفع بأحضانِ صديقهُ هو لا يريدها.'' أتسمع؟'' سأل سان ذلك الذي جلس يجوارِه يُنصتُ إلى صوت الهدوء
و صوتُ صفيرٍ صغير قد خرج من المصباح. رفع حاجبهُ متسائلاً هل يقصد صوت المصباح؟ لكن سريعاً ما ركض سان إلى إحدى الغُرف تبعهُ يدخل إلى غُرفة الصغير،حيثُ ما مم أحدٍ سوى سان الذي بان على ملامحهُ الحزن و فقدانُ الأمل '' سان أرجوك هو ليس هنا توقف!'' و كان يتوسلهُ يسحبهُ إلى خارج الغُرفه و ما من الآخر غير الصمت ممزوجٌ بصدمةٍ موسعاً عيناهُ بصدمه و شفتاهُ لا تتحرك.فقط الصمت سوى من صوتِ أنفاسٍ مُضطربه و أخرى مُتنهده.أجلسهُ على الأريكه و جلس هو على الأرض أمامهُ،قد مد يدهُ للجالس بصمتٍ و هدوء و قد وضع بأناملهُ بين يدا ذلك الذي توسلهُ للحديث.
صمتٌ من كلايهما حتى قاطعهُ تنهيدةٌ طويله من صديقهُ الذي كسر الصمت
'' سان أنت تحتاج إلى أحدٌ يأنس وحدتك مثلا ك-'' قاطع حديثهُ تنهد سان الذي بدى بعدم رضى،إلتفت إليه يعقد حاجباهُ، ما بالهُ يُحادثهُ و كأن لهُ الخيار لبقاء شخصٌ في حياته؟ كُلٌ تخلى عنه هل لهُ بإدخالِ شخصٍ جديد؟
'' لا أحد يعوض فتاي و زوجتي'' هو قال يدفعهُ عنهُ بعنفٍ و يَستلقي لينام على الأريكة بالآخر الذي عبس ملامحهُ بغضبٍ يظهر إمتعاضهُ من فعل سان، ضرب الأرض بقبضتهُ و إستقام بغضبٍ متجهاً إلى باب الشقةِ و خرج تاركاً خلفهُ الباكي.
أنت تقرأ
زمهريرَ|| وُوسَان
Fanfictionتأسُرُنِي عيناهُ ، كأنّهما مِدادَ فِردوسيّنِ من النعيم المُقيم لكِنها اليَوم قد فَقدت قِدسيتها، عادت عاديةٌ كسائر العيون. بدأت: 2023-3-15 إنتهت:2024-6-5