''ماذا بإمكاني أن أفعل؟ انا اسِفٌ حقاً والربُ أني نادمٌ يا وويونق، فقط أخبرني كيف أُبرد بؤسك والربُ سأفعل أقسمُ و لا أُخالِف قسمي'' بكيتُ أترجاهُ ممسِكاً لتلك اليد التي كانت ترتجف، و إني صادقٌ في كل ما قُلت ولا أكذِب ولا أدّعي. '' لا تفعل شيء يا سان، قتلتهُ و نُحِر و شفيتُ غِلّي و حقدي وهدأتُ نار قلبي من جهتِه، هو الآن بين ثنايا القبور يحتضنُ التُراب مصيرهُ الجحيم، أما أنت'' و صمت ما إن إرتجفت أطرافي أفلتُ يداهُ برعبٍ أتراجع، محبوسٌ داخل سيارةٍ على الطريق الخالِ مع قاتلٍ قد أخطأتُ في حَقِه يوماً و يكنُ لي كُل الحقد. جُلت بنظري على هيأتهُ أهو مُسلّح؟'' لا تخف أنت آمِن '' قال يُقهقِه برقةٍ يمسحُ الدمع بأطرافِ الأنامِل، مُختلٌ يضحك و يبكي في ذات الوقت! '' لم تُعطني الفُرصة في الإكمال يا سان، أما أنت فقد سامحتُك منذُ تلك الزيارة التي إعترفت بكُل شيءٍ بها، و بكيت. حينها سامحتُك''
'' لِما لم تعُد معي إذاً؟'' سألتُ أرضي آخر أسألتي و آخرُ فضولي.
'' لأني سامحتُك، أن تُسامح شخصٌ لا يعني بالضرورةِ أنك توّدُ العودةَ كما كُنتم سابقا، إحتجتُ راحة مِنك، بعد ما حدث مع مارسيل حقدتُ عليم كثيراً رغم أني سامحتُك إلى أنني لم أوّد رؤية وجهِك لو حتى عن طريق الخطأ'' مُريحٌ هو حديثُه فهو حتى لم يبتذل القول. مُريحٌ كما وجهُه.'' الزمنُ يشفي يا سان و لو بعد حين'' آخر ما خرج مِن ثغرِه و هو يجلسُ متربعاً على المِقعد يُقابلُ وجهي، خَلفهُ ثانِ أجمل مارأيتُ بعدهُ، الغروب في أبهى طَلتِه، وويونق المُبتسمُ المُريح خَلفهُ الغروب.
تضاربت ألوانُ وداع الشمسِ مع بشرتِه التي مالت لِأولى درجاتِ السمار، بعيناهُ التي شَهدتُ حُسنِها و تداخُل ألوانِها، جميلٌ إلى حد البُكاء، إلى حدِ إنقطاع الأنفاس، هادئٌ ساكِن كالغروبِ من أعلى الجبل، صدرهُ الذي يعلو و يهبِط، هو يتنفس و أخيراً أنا أتنفس. ما أراهُ الآن يحُث على التضرُع، أيخلقُ الرب كُل هذا الحُسن و يمنحُني عينان لأُبصِر.
'' لو أنكَ حلمٌ، أوّدُ ألا أستيقظ أبدا''
'' أعدني إلى منزلي .''
~دونتُ ما حدث، ألصقتهُ في ذهني كي لا يُنسى مع الزمن، أنا لا أُسامِح ولا أعفو و لستُ الرب لِأفعل، بل أني أنتقِم و إن إنتقامي لشديدٌ و ليطولَهُ ما طالني مِن الأذى، طرزتُ حروفهُ و إعترافهُ في ثنايا عقلي، و لأسحقنّ روحهُ و لأُساوينّ عيناهُ بالأرض ولأقبضنّ روحهُ بيداي، أنا بَشر، لم يُنزع الغِل و الحقد مِن روحي فنحنُ في الدُنيا و الدُنيا للإنتقام و الثأر ، أنا بشر، و لأسلُبنّ حياتهُ و ليصبِر، فَوعدي أقربُ مِن الذنبِ للنفس، اأبكي ولا يرأف؟ اأترجاهُ ولا يرحم؟ ماذا، من كُنتُ لهُ ليُبئس حياتي إلى ذلك الحَدّ؟ ما إقترفتُ لأستحقُ ما فعل؟ اأسفٌ يُعيدُ كل شيء بِخير؟ ساذجٌ حقيرٌ إن صدقت، بي حِقدٌ قد نمى طيلة الثلاثُ سنين التي قَد مضت، و زاد مع إعترافِه و تفاقم و كاد يهرُب منيّ و كِدتُ أطعن قلبهُ في ذات يوم الإعتراف، تلذذتُ بوجهِه المُرتعب و دواخِلهُ المُرتجفه ما إن ذكرتُ أني قتلتُ مارسيل، و بدى لذيذٌ أيضاً حين زيفتُ الأمان و أخبرتهُ أنهُ آمِن، لا تأمن مَكري فأنا مِن جُند إبليس و لأساوينّك بقعرِ الجحيم. اأمنتَ مَكري و تراجعت فقط بِكلمات؟ سِكيني لا تُفارِقُني حتى في مكتبِ التحقيق يا سان، كُل مخطئٍ في حَقي سيُطعن و يموت و يتعفن.
أنت تقرأ
زمهريرَ|| وُوسَان
Fanfictionتأسُرُنِي عيناهُ ، كأنّهما مِدادَ فِردوسيّنِ من النعيم المُقيم لكِنها اليَوم قد فَقدت قِدسيتها، عادت عاديةٌ كسائر العيون. بدأت: 2023-3-15 إنتهت:2024-6-5