الفصل 16

195 5 0
                                    

زيــــــــــــاد :

كان قاعد بكرسي الحديقه , بأنتظار زوجة اخــوه ..وكاس العصير على الطاوله اللي قباله ما شرب منه شي .
أول ما عرف باللي سـوته أمه قرر يجي , ويتكــلم معاها .
حس إنه هذا واجب عليه .
مهما كان فإهي زوجة الغالي , وما يصير يعاملونها بهالطريقه .
شلون راح تستقبله يا ترى !
العقبه الأولي وتخطاها على الأقل قبلت إنها تشوفه .
لما طلب يقابلها ما كان عقله معاه ..يدري إنه تسرع بطلب أسمها , بس ألحين ما يقدر يتراجع .
رفع راســــه بعد ما حــس بدخـول احد .

صقــــــر :

دخــل سيارته بغضــب , ورقع الباب وراه بقوه بعد ما أنتهى لقاءه مع أبوه .
ما يفيــد أي نقاش مع أبوه ! , ما يدري شنو يســـوي .
كان عاقد حواجبــه بتعكــر مزاج واضح .
دخل المفتاح بتنرفـز وشغل السياره , ألقى نظره سريعه على الطريق خلفه , بعد ما تأكد من خلوه , رجع بصوره سريعه .
حس بغليان الغضب داخله ..يحس بقلة حيــله فظيعه كلما ألتقى بهالأنسان .
عيـنه انتقلت للبيـوت , شاف بيت مالك البيت اللي يعيش فيه أبوه .
وسفط على جانب الطريق .
ونزل ..لازم يخلص هالسالفه , ما أرتاح من ردته أمس من السفر , ما نام الظهر , وحضر زاميـن الصبح والعصر بالكراجات , وألحيـن سالفة الإيجار.
وصل لباب البيت وطق الجرس .
أبوه يسوي اللي يبي ..ومنو اللي لازم يعتذر ويعـوض !! ..اكيــــــد أهو صقـر .
انفــتح الباب .
الشخص الواقف عند الباب رفع راسه وشاف صقــر وعلى طول كشــر , عصـب .
أصلا هالجار بالذات ,أخو مالك بيت أبوه ..كان يكـره صقــر من كان ساكن في هالمنطقه , ومن الناس اللي يعايرونـه , ومخليـن طفولته جحيـم ..فعشان جذي ما كان له نفـس يتعامل معاه أصلا !
وصقر كان متعود على ردة الفعل هذي , ما عبـر وجهه عن أفكاره , كان تعبيـر عن الجديه , والجمود .
وقال " السلام عليكم بومحمد "
بومحمد ما كلف روحـه يرد السلام وقال بهجــوم " إنت ما تقــول لي ..متى بتلم أبــوك ؟ إزعاج بالليــل , ورياييل طالعين ورادين بمنطقتنا..متى بيفكــنا أبوك من شــــره "
صقــر ما اهتم بهالكلام !
وقال " ويـن عمي بو سعود ؟ "
"يعني ما راح تسـوي شي , بس أنا أحذرك إن ما أرتدع أبــوك بينــا وبينه المخفـر "
الظاهر اليوم ما راح يخــلص ..
يدري إنه أبوه غلطان ..
الله يهداه تصرفاته تخليــه عرضه لكلام اللي يسـوى واللي ما يسوى .
ما يبي يتكلم أو يدافع عنه , مو ناوي يطول هالمقابله , وما راح يدافع عن نفسه لأنه أهو مو غلطان , واهو كبـر من زمـان عن محاولته كسـب رضى الناس , وبكــل صراحه وده يرد للبيــت وينام ..
فرد تكلم بجمود كامل وبرود تام , وعيــونه تزداد سوادها " يا بومحمد , أنا ياي عشان الإيجار , فلو سمحت ناد بو سعود "
وطلع محفظته من مخباته , وبدى يشوف بومحمد بزهــق وإنتظار ..
وبومحمد ما أعجبـه برود صقـر ..وعدم اهتمامه بالكلام ..وتصرفاته بكبرها ..فصقـر مو باين عليه الأسف , فرد يهجــم " أبــــوك.. "
صقــر اللي طفــح فيـه الكيــل قاطعه , وقال بصوره قـويه وبجمود جليدي " بومحمد "
لما وقف الريال عن الكلام من قـوة شخصيـة صقـر .
كمــل صقـر " أنا ياي إهني أدفع إيجار , وأظن اللي قاعد تشتكي منه جارك , إن كان عندك كلمه قولها له "
وقرر إنه يستعمــل الحيله اللي بتحــرك بومحمد ..
أغلق بوكــه وقال " ولا تدري شلون ..أنا ماني دافع الإيجار.. تفاهموا مع أبوي .."
وكان على وشـك إنــه يدخــل المحفظه بمخباته .
بغيـــظ قال بومحمد " طبـعاً نبي الفلوس .., وإنت ابوك ينوخــذ منه حق أو باطل , عطني إياها .. "
رد فتـح بـوكه وقال ببرود " جان قلت جذي من الأول وريحتني وريحت روحـك "
مد بومحمد إيده بمعنى عطني !
قال صقـر بهدوء " وين بوسعود ؟"
رد بومحمد بتأفف " طالع مو موجود "
شد صقـر على أسنانه بضيق كان متأمل إنه يخلص سالفة الإيجار اليوم " متى بيــرد ؟ "
رد بومحمد بجمود "ما أدري ! " ..وكمــل " إنت عطني الفلوس وأنا بعطيها له "
عنده خيارين , يا إنه يخـلص من هالموضوع ألحيــن وبسهـوله .
أو خيار ثاني إنه يرد بيوم ثاني .
لما فكـر بالموضوع , قرر إنه ما له خلق إيي باجــر بهالمكان .
طلع موبايله , ودور بين الأسماء على رقم بوسعـود .
وأتصــل عليه ..بعد السلام قال " بوسعود أنا عند بيتك ..وبغيت أسلم لك مبلغ الإيجار "
رد عليه بو سعود بلطف " والله يا أبوك أنا مو موجود بالبيــت ألحيــن "
قال صقـر بإحترام " انا عند بومحمد , بأسلمــه الفلوس , لأن المبلغ موجود عندي كامل "
بوسعود قال بإرتياح " أي خلاص توكل على الله , سلمه , وأنا إن شاء الله بأخذه منــه "
ودع بوسعود , الريال الطيــب .
تحت أنظار بومحمد الأنتقاديه !
صقر ما يهتم بهالنظرات ,بأشغاله اهو تعود إنه يغلق كافة الأبواب , واكتسب هالعاده من دخوله لعالم الأعمال .
تعود إنه ما يثق بأحد .
فتــح بـوكه , وطلـع المبلغ وحمد ربه إنه مـر البنك قبل ما يجي لزيـارة أبـوه .
يمكن من كثر ما تعود إنه إبوه ما يطلبه إلا بموضوع متعلق بالفلوس
وقبل لا يسلم المبلغ ..دور بمخابيه ولقى ورقـه مكتـوب عليها رقم , شــق الرقــم , وطلع قلم .
وتحت نظرات بومحمد المتعجبـه .. بدى يتلفت , وشاف أثنيــنه يمشـون بالممشى ..سلــم عليهم واهو بهالشي قطع كلام بومحمد بصوره رسميه ..كان السلام بطريقه سريعــه " السلام عليكم يا الطيبيــــن "
ورد واحد من الرجـال " وعليكم السلام "
قرب منهم صقـر واهو تارك بومحمد يشـوف الموقف بأستغراب ..
وصافحــهم " ولا هنتـوا نبي شهــود .."
وشــرح لهم القضيــه بسرعـــه وببساطه , خلتهم يروحــون معاه , الناس كلها تكون رهن إشارة صقر إذا كان له مزاج إنه يسحرهم بأسلوبه .
رد لبو محمد وقال " اكتــب بالورقه إني سلمتك المبلغ وإنكم ما راح تطالبون أبوي ناصر بأي شي .."
رد عليه بومحمد بسخريه " لهدرجه ما عندك ثقـه بأحد ! ترى مو كل الرياييل ..أبوك "
الشهــود الأثنيـن , وقفوا بتوتر ..
ما اهتم صقر بهالكلام يعرف إنه لازم ياخذ دليل على دفعه للإيجار , ما أحد مضمون بهالدنيا .
أبتسم بطريقه عاديه " عشان ما تغبني ولا أغبنك " وكمل " تبي تكتب ولا أنا اكتب "
" لا أنا أكـــتب "
بدى صقر يملي الكلام بومحمد ..ببرود
( أنا بومحمد : سلطان عبدالمحسن , أقر وأشهــد إني تسلمت من صقـر ناصر الـ.., مبـلغ الإيجار وقـدره ()ك.د ..عن البيـت الكائن في منطقة () بالنيابه عن أخوي محمد عبدالمحسن , لشهر () , كامل غير منقوص )
صقـر بعدها سلم المبلغ , و وقع أهو , و وقع بومحمد , و انذكر اسماء الشهود وتواقيعم , وارقام تليفوناتهم وبطاقاتهم المدنيه.
وخذا صقـر الورقه وتوجه لسيارته لما سمع صـرخه من بومحمد " قــول لأبوك إنه بسهراته اليايه ما يردنا عن المخفر شي "
ما ألتفت , ولا شرف هالكلام برد , ودخـل سيارته , شغل المحرك ...وطلع من هالمنطقـــه .
هالسوالف تتكرر كثير مع أبوه ..المفروض ألحيــن يتعود ..كل مره يحس بنفس الغضب وبنفس الغيظ إنه بموقف يكون فيه الطرف الأضعف لأنه مو صاحب الحق .
ضرب السكان بقسـوه بأيده اليمين .
مو عارف شلون ينفس عن غضبـه ..متى بيكبـر أبوه ناصر ويحس بمسؤولية تصرفاته .
أبوه صار أقل مشاكله , انضمت زيــن للقائمه ..
العضو اليديد ..ويعتقد إنها بتكون اسوأ عضو .
ما يدري شاللي طرى على باله وخلاه يصمم ترد البيت عنده واهو يدري ومتأكد إن هالشي بيسبب له مشاكل أكثر وبتاخذ من تفكيره مده أطول .
ليش ردها لحياتهم ؟! .
مكالمته اليوم مع أمه وإنكاره لتذكره لوجودها مع إنه سمع صوتها وعرف بوجودها بقرب أمه أثناء المكالمه و مع إنها ما غادرت أفكاره تخليه مستغرب من نفسه ومن سبب الإنكار !
نقل عيــنه للإشاره الحمره , وبدى يطق بأصابعه على السكان
كل ما يتذكر ملابسها اللي طلعت فيها اليوم يحس بيشيـب راســه , اشلون مسك روحــه وما منعها من الطلعه ما يدري .
بس الأهم إنها بعيـده عن زيــاد ..سخـــر من نفســـه ..الشائعه اللي أمس صارت حقيقه بعقله من كثر ما تكررت براسه ..ما كأنها شائعه تحتمل الصدق أو الكذب .
يحس بالأرهاق الفظيع يمكن إن ارتاح راح يعرف يفكر عدل , متى يوصل للبيت بس ؟
طاحت عينه على ساعة السياره ..الساعه سبع إلا عشر ..بقى ساعه تقريبا على أذان العشا وعلى جمعة الرياييل عنده بالدوانيه .
ما له نفس يقابل احد اليوم ..
خذا موبايله من المقعد اللي جمبـه ..واتصل على عبدالله اللي جاوبه على طول وبعد السلام قال صقر بصوت متعـب :
" عبدالله أنا اليوم ماني قاعد بالدوانيـه "
" ليش عسى ما شر ؟ "
" ما شر ..أمس من رديـت من السفر بلويــه ما نمــت عـدل , واليــوم بعد ما لقيت لي وقت أنام ...إذا تقـدر تيي اليوم للدوانيه امبجــر وتباشر الرياييل أنت وعلي راح اكون ممنون "
ولأن عبدالله ما كان عنده شغل بهاليوم , رد ببساطه " أبشــر خلاص ان شاء الله "
بعد أنتهاء المكالمه رمى الموبايل على المقعد المجاور , وسند ايده على الدريشه وسند راسه على ايده ..
زحـــــمه .
هذا اللي ناقصـــــني !
لما وصــل البيـــــت , كان الضغـــط مرتفــع عنده .
وأعصـــابه واصله للمليــــــــــون ..من الشارع والزحمه وسواقة بعض الناس مع إنه هالأشياء تتكرر كل يوم إلا إنها هاليوم مزعجه لأنه تعبان .
نـزل من السياره , ورقـع الباب وراه , وراح للباب الخلفي من السياره , وافتحه واهو يبحث بين مجموعة المظاريف الذي خذاها من المحامي , عن المظروف المتعلق بتجديد عقود الصيانة وتصليح السيارات اللي تجمع كراجاته و بعض الشركات واللي تحتاج حق تدقيق شديد منه , لأن هذي العقود هي اللي تدخل عليهم مبالغ هائله كل سنه تقريبا , يبي يدخلها معاه البيت عشان يدرسها لما يقوم لصلاة الفجر.
حس بأحد وراه , وألقى نظره جانبيه و شاف البواب ..ورد نظره للأوراق .
وقال " شنـو يا قاسم ؟ " وأهو مكمل يدور على أوراقه ..
قال البواب " بابا هذا في ريال في حديقه داخل بيت "
اعتدل بوقفـته بعد ما لقى الأوراق اللي يبيها..وبدى يعددها , ويشوفها , ولف على البواب وقال " الحديقــه !! وده للدوانيــه ..ألحين بيي عبدالله "
وكمل يراجع الأوراق , وبعد ما لاحظ غياب وحده من الأوراق رجع للسياره ..
رد سمع صـوت البواب يقول بتردد كأنه ما يدري يقول لمعزبه ولا لأ " بابا هذا قـول يبي ماما زيــنه ما يبي رجال ..دوانيـه ما يبي "
أعتدل بهدوء بوقفــته وبطــوله المهيــب اللي خرع الريال اللي واقف قباله , وألتفت ببرود لقاسم و عيــــــــنه تخــــرع من سوادها ..
وقال ببرود " ريال يبي ماما زيــنه ؟! "
رجع قاسم خطـوه لورى وقال بصوت منخفض " إي بابا , ماما زيـنه قول ما في مشكله , وديـه حديقه برا "
بدى يحس بشرار مشتعل بصدره ..لأنه عارف إنه مافي ريال له حق يسأل عنها .
لكنه أستهدى بالله , خاصه لوجود احتمالية أنه فاهم غلط .
تكلم صقــر ببرود " الريال قال يبي زيـنه يا قاسم ؟ "
اهو لما رد قال هالسؤال كان عشان يتأكد إنه اللي افهمه صح !
رد قاسم بثقـه " إيه بابا "
خذا صقــر نفــس عميــق .
وكمــل يقــول لقاسم " أنزيـــن ما قال يبيــني ؟ ..ما سأل عني ؟ "
هـــز قاسم راسه بالرفض .
ريال ياي بيته وما حشمـــه وسأل عن وحده موجوده عنده وتحت سقــف بيته ..
هذا أي ريال هذا .
لف للسياره مره ثانيه , واهو ماسك اعصابه بالقــوه , كان يحـاول بهالوقت يخفف من حدة غضـبه عشان ما يروح للحديقه وينفجـر بالريال .
طــلع ملف فاضـي من السياره , وحط الأوراق فيـــه , شكله على الرغم من هدوءه الظاهري .. مفــزع .
قاسم ما كان يدري شنو يسوي ألحيـن يروح لغرفته , ولا يظل واقف .
لما جاه صـوت معـزبه اللي ألتفت له واهو يقـول ببرود " شأسم الريال ؟ "
رد قاسم بهدوء " ج ياد "
للحظه صقــر جمد بمكانه أكثــر من جموده السابق ..
وظن إنه سمع الأسم غلط !
فقال مره ثانيـه ببرود " منـو ؟ "
رد قاسم " ج ياد "

زينة هي الموت والمنعوت والنجوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن