الفصل 34

126 5 0
                                    

أبراهيــــــم :

راح للمستوصف ..ولما دخــل على الدكتــور قال بقـوه " أبي أسوي أشعـــه حق إيدي "
قال الدكــتور " ليش عسى ما شر , أشفيها أيدك ؟ "
إيد أبراهيم كانت قربه , وصل لمرحله فيها أنه مو قادر يحـــركها ذابحـته .
وصار متأكد أنها فيها شي جايد .
قال بنرفزه " شـــوف الكمبيوتر راح تعــرف , أظن كل شي بملفي مسجـــل فيــــــه "
شاف الدكــتور ..وبعديــن قال " الدكاتره يظنون أنه الموضوع عضله الكتف فيها مشكله ! "
مو قادر يستحمل أيده وما له مزاج يجامل , ويقــول ويرد .
فقال بغضب " الدكاتره غلــط , صار لي فتــره أراجع وماكو فايده , أبي أشعه "
قام الدكـتور من مكانه ,وقال " خلني أشوف كتفـــــك ؟ "
قال أبراهيم بعصبيه وصــوته بدى يعلا " لا تشــوفها ولا تشـوفك , أبي أشعه , وما أظن أنك بتدفع من جيــب أبوك عشان تتعذر "
بس لما جا الدكــتور عشان يفحص , ما سوى شي أبراهيم , إلا أنه كتم غيـظه
بس اول ما حــاول الدكــتور يحــركها ..ما قدر أبراهيم غيــر أنه يصــــــــرخ من الألم .
وحــس أنه بيغمى عليـــــــه من شدة العــوار .
مع أنه الدكتور ما سوا شي غيـر المحاوله .
وكتب الدكـــتور ورقه للأشعه .

صقـــر :

كان للتو طالع من كريس وجو بأستراحه صغيره من اجتماعات مطوله , بعد ما تأكد من صحة الألوان والطلبيــه , وبعد الأستراحه بيورونه على أخر الألوان اللي عندهم , الخاصه بالطلاء
طلع تليفونه , وأتصــل على الكويـــت , بعد السلام , والكلام مع أمه .
سأل بأقتضاب " قلتي لها عن الخاطب ؟ "
ونـطر الرد واهو حابس أنفاسه .
قالت منيــره " اي يا صقــر قلت لها "
طلع نفســــــه بهــدوء , وقلبــه يرقع بســرعه .
تكلم بأقتضـاب " أشقالت ؟! "
قــلبت منيــره عيــونها بتعـــب .
و ردت على ولدها بهدوء " قالت بتفكـــــر "
فقد أعصابه للحظه وقال " شتفكـــــــــر فيــه !!!!! " وكمـــل " السالفه ما يبيلها تفكيــر , ما يناسبها هالشخــــــــص , أنا أعرفه ما يناسبها "
اهو لما أنفجـر هالأنفجار , ندم ..
وعد نفســـــــه أنه يسكـــت واهو زام شفايفه .
رفع راسه للسما , واهو ينزل راسه ..شاف كريس يأشـر له ..أجـابه بهزه من راسه بالموافقه .
حس بأمه بتتكـــلم , لكن أهو سبقهـــا وقال بلهجه سريعه " أنا مضطــر أسكــر التليفــون "
ما قالت منيــره اللي كانت تبي تقــوله .
بس قالت لولدها " خلاص مع السلامه ..يا ولدي "
على الرغم من أستغرابه من هالكلمه , قال لها " مع السلامه منيـره "
لما أنهـــــــوا هالأتصـال .
قاعده تحاول تفتـــح له الطريج عشان يقـول لها يمــه , صار لها فتــره .
بس ما تتوقع أنه بيقـولها هالكلمه قريب .
أو أبدا ً ..
نزلت دمعه من عينها بألم ..
تظــن إنه طلبها منه أنه ما يقول يمــه , اهي القشه اللي قصمت ظهر البعيــر ..
ورجعـــــــــت بذاكرتها للماضي

الماضـــــــي :

أمها كانت زعلانه عليها وما تكلمها بعد زواجهــا من ناصر , لكن وصل زعلها عليها أنها ما تقعد بالمكان اللي تقعد فيــه بعد طلاقها .
زعلت عليها زعــــل الكل حس فيـــه .
ما تقعد بغرفه اهي فيها , ما يطب لسانها على لسان بنتها , حتى عيونها ما تشوف بنتها .
وصقر كانت تعامله بجفاف غير عن أحفادها الباجي .
وهالشي كان يكسرها لأنها كانت تشوف الحزن بعيون ولدها .
لكن يـــت لها بيوم واهي قاعده مع صقــــر , تتكلم معاه بعد مدرسته ..
ودخــلت الغرفه ..
وقالت بأختصار " صقــر روح بأكلم أمك "
صقـر اللي كان ماخذ دور الريال اللي يحمي أمه .
نقل نظره لأمه اللي كانت تشوف أمها بشوق ..وبعدين قالت حق ولدها " روح حبيبي ..ألعب وبعدين تعال "
لما طلع قامت منيره من مكانها , وقالت بلهفه " هلا يمــــــــــه ..هلااااا , تفضلي , نورت غرفتي "
قالت امها بجفاف " انا مو يايه أقعد , أنا يايه أقولج كلمتيـــــن , في واحد متقدم لج , وأن كنتي تبين رضاي لازم توافقين , وإذا رفضتي لا انتي بنتي ولا اعرفج ليوم الدين "
منيــــــــره كانت بشدة الشوق لأمها , الجفــــــــا أرهق روحها .
ما عاد فيها تستحمل تشوف أمها تكلم غيرها وتتجاهلها ..
وخايفه أنه أمها ما ترضى عليها طول العمــر , أو تموت واهي غاضبه عليها .
فلما عرضت أمها غصن الزيتون هذا , تعلقت فيـــــــه مثل الغريق
قالت بلهفة المراضاة " موافقه "
ما عرفت شي عن هالريال ما عاد يهمها .
وجودها في بيت أهلها بعد الطلاق كان أشبه بالجحيم .
عليها وعلى ولدها , وإذا بتطلع من هالبيت , راح تاخذ أغلى الناس على قلبها ورضى امها .
وكمـــــلت " بس على شرط أنه ..أنه يقبل في ولدي "
تحركت أمها للباب واهي تقول " اهو يدري عنه وموافق انه يعيش معاكم , اهو غني وعنده خير , ويبيج تربين بنته من زوجته الأولى الله يرحمها "
لما طلعــــت أمها , أقعدت على الفراش بألم .
وخشــــــــت ويهها بين كفوفها ..
دخــــــــل صقــر على طول , رفعت ويهها .
وكان بعيونه نظــره غريبه .
وبعديـــــــــن ركض وقعد على ركبـــته , وحط إيده على فخوذ أمه " لا تتزوجيــــــــــن يمــــــــــه "
شافت الألم بعيــون ولدها , شافت الضيق بوجه المراهق اللي تعب وايد بطفولته .
حاوطت ويهه بكفوفها الناعمــه وقالت " حبيبي .."
وخـــــــر ويــهه عن كفوف أمه .
وقال بأصرار " لا تتزوجيـــــــــنه يمـــــــــه , أنا راح اشتغــــــــل , أنا راح اعطيـــج فــــــــلوس , وأشتــري لج بيـــــــــت , بيت حقنا بروحنا , ما فيــه يدتي ولا أحد , بس أنا وأنتـــــــــــــي "
صقـــــــــر ما كان يتكلم معاها عن اللي يضايقه كلش , عن ولا شي .
دايماً ساكت مهما صار .

زينة هي الموت والمنعوت والنجوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن