الفصل 20

200 5 0
                                    

زيــــــــــــنه .

انتقــــلت عينها لأنعكاس الساعه بالمرايه .
الساعه 8 الصبــــــــح !
ردت شافت شكلها , لابسه بنطلون تريننج سوت اخضـــر , وبلوزه بيضه واسعه , أنزل من الأرداف بشوي .
وحاطه باند أبيض بسيط ..
كانت متوتره , ما تبي تقعد بنفس المكان اللي فيه صقر .
لكن بنفس الوقت ما تبي تبين له إنها قاعده تتجنبه أو إنها خايفه منه .
اهو واهي بنفس البيت , ومصيرها بتلقتي معاه , وبتنتهي الأعذار اللي تقدر تقولها عشان تتجنب الريوق أو الغذى فمن الأحسن إنها تتواجه معاه من ألحين وتتعود على وجوده .
انطــق بابها وجاها صـوت وحده من الخدم شيلبا "ماما زيـــنه ..ماما قــول يلا فتـــور "
لفت للباب وردت شاف شكلها لأخر مره بالمرايه , وبعديـــن قالت " انـــــــزين "
نــزلت بلوزتها , وردت شعرها لورى , أفتحــت الباب وتــوجهــت للغـرفة الطعام.
شكلها قمـه بالبرود والتماسك .
ألتـــقت معاه عند باب غــرفة الطعام بالضـبط , وهذا دفعها إنها توقــف عشان يتحدد منو يدخــل الغرفه قبــل ..

وصقــر وقــف بعــــد , المزاج المتــعكر اللي كان فيه عقب الحـلم البايخ , لازال معاه , وما تعـــــــدل لما شاف العقــود , واندمــج بالشغــــل ..
و راح للفطـور والنفسيــه عاديه ..
قال بهـدوء " صباح الخيــر "
ما كلفــت على روحها إنها تلتفت عليه وقالت ببرود " صباح النــور "
إظهــرت ابتسامته الجانبيــه ,و بإحترام ساخــر , أشــر لها بإيده إنها تتقدمه للغــــرفه .
شافت الحــركه بطرف عينها وتقدمت للغـرفه واهي تقـول بصـوت منخفض بارد " مشكـور "
أثنينهم سلمو على منيـره ..
واهي قعدت يسار منيره على عكس صقـر اللي قعد براس الطاول .
زيـنه حطت لروحها الأكل اللي تبيـه من غيـر لا تتكلم أو حتى تحـرك عيـنها جهة الشخص اللي وجوده معكـر لها مزاجها .
منيــره لما شافت ولدها ردت لها الروح ..
ابتـــسمت له ..كان لابس دشداشه وغتره وعقــال , هذا مو لبسـه المعتاد إذا كان بيروح الكراجات .
فقالت والإبتسامه لما ألحيـن على شفايفها " ها إمّغتـــر اليوم , منت رايح الكراج ؟ "
تكــلم بهدوء واهو قاعد يصب حق روحـه الحليب الحار " عندي موعد مع مشاري ..المحامي "
بإهتمام ردت منيـره , تحب شغل ولدها , واتحب إنه ولدها بنى نفسه بنفسه " ليـش اشعندك معاه ؟ "
بعدم اهتمام قال صقـر " أبد ..بس براجع معاه بعض العقود "
زيـنه لاحظت عمرها تسمع الحوار بإهتمام واضح , اهي تدري إنه ناجح بمجال عمله , لكن إنه تكـــون عنده عقــود , ومواعيد مع محاميــن , ما تدري ليش تعجبــت من هالشي ؟!
اللي عنده أقصاه كراج !!
صح !!!!
اهو مجرد كراج , وما يستهال الكراج إنه يصير في لقاءات مع محاميـن وغيـره .
لكن هالكراج خلاه قادر إنه يشتري هالبيـــــت !!
شلـــــــون !
هــزت راسها بهدوء عشان تطرد الأفكار .
اهي ما لها شغل , هالشي ما يعنيها .
وحطــت زبــده , وعســـل على التوست المحمش اللي بصحنها..
دخــلت عليهم ميري , كلــهم ألتفــتوا عليها .
وزيــنه صار ويهها احمـــــــر لما شافت اللي شايلته ميري ..
ميري كانت شايله فستان عرسها , اهي توقعت إنه منيره تخلصت منه .
ما تحــب هالفستان و الذكريات اللي مرتبطـه فيه .
انقـــلت عيـنها لصقـر بتلقائيه بتشـوف ردة فعله , لكن وجهه نقــل أول شي الأستغراب , بعدين عدم الإهتمام .
وأهي ردت لأكلها متعجبـه من حالها , ليش انطلقت عيونها له ما تدري ؟!
ميري كانت تتكلم بتحلطم " ماما ..هذا سواق مو زيــــن , أنا قـول حطي فستان داخـل سياره ..هوا قــول ما يبي ..إنتي سوي كلام ..سواق قرقر واجد "
منيره ما تحـــب الكلام الكثير من الخدم , وما تحب الأزعاج والمشاكل وقت الطعام فشافت ميري بضيق , وقالت " إنتي روحي ألحيــن , وبعدين أنا أشوف شنو مشكله"
قالت ميري بتحلطم " ويــن روح ؟ "
شافتها منيـره بغيـظ وتوها بتتكلم , تدخـل صقــر وقال بصرامه " ميري , خلاص "
ميري ما تقدر تتناقش مع صقر , تخاف منه ..فتحـــركت بضيق ..
أول ما اطلعت الخدامه , أبتســـــــم صقــر بعد ما تســـند و واجهه أمــه وقال " أنا ما ني عارف إنتي ليش مستحملتها ؟! "
تنهـــدت منيره بضيق وقالت " بهذي اللحظات ما أدري ليش مستحملتها " وكمـــلت عقب ما حطت لنفسها حليب حار " بس إهي شغلها نظيـف وشاغوله "
ابتسـم لأمه , وكمـلوا الريوق ..
وفجــأه قال " على فكــره لمنو فستان العرس هذا ؟ "
زيــنه تصلبت , وانشدت عضلتها بترقب ..
بس كملت تاكل , كأداء لوظيفـه مو استطعام لأكل .
ردت منيـره بطريقه عاديه " فستان عرس زينه "
نـــزل كوب الحليب بقسـوه على الصحـــن , وطاح الحليب الحار على الأطراف من الكوب وحاش أًصابعه لكنه ما حس فيه .
منيــره قامـــت من مكانها وقالت بخوف ومحاتاة " اسم الله عليك "
مره ثانيه راح تتزوج ..واهو أخر من يعلم ..وتوه زوجها متوفي , ليش تبي تتزوج !
راح تتزوج واحد ثاني , إذا تزوجـــت واحد ثاني راح يذبحــــــــــها .
ما راح تتزوج طول عمرها , خلاص خذت فرصتها بالزواج !!!!!!!
بعـــــــد صقــر إيده عن الكـــوب وشاف أمه ..قال بتـوتر " منيـــره قعدي مكانج , مافيني شي "
زيــنه كانت تشـــوف المشهد بخــوف , وعينـها تتابع تصرفه , وتشوف ايده احترقت إيده , تعــــور !
لما انتبهت لمجال أفكارها , ردت عيـنها لصحنها بصرامه .
كيفــــــه خل يتعـور .
بس هذا ما أرخى من توتر اعصابها , من متى ردت تفكر بهالطريقه ؟!
صقــر واهو يمســح إيـــده بالكلينكس , كان متـــوتر ..قال بأسلوب مستهـزأ لكن بنفس الوقت ضاغط على أسنانه " ليش واهي بتتزوج واحنا ما ندري ؟ "
كانت عينه على زينه , اللي كانت تتجنب النظر لصقـــر وتشوف قبالها .
منيــره كانت لما ألحيــن قاعده تشــوف إيده بخــوف عليه .
وردت بغياب ذهـن واضح " لأ , هذا فستان عرسها مع فـواز "
ضغــط على أصابعه بالكلينكس ...لا يذكـــرونه .., وكمــل عمله بمســح الحليبــه عن إيده من غيـر لا يرفع عيـونه .
وقال بهــدوء " الله يرحمه "
زيــنه تركــت كل شي كان بيدها , فــــــــــواز ..ما فكــــرت فيـه من أول ما انتقــلت لهالبيت بصوره نهائيه ! حســــــت بتأنيــب الضميــر , شلون ما تفكــر بزوجها المتـوفي طول هالفتـره !
شافت إيدها , وما حبـت تشـوف الجالس على رأس الطاوله .
بعد ما مســح إيده قال بنفـــس الهـــدوء " الحمــدلله "
وقام من مكانه .
منيــره قالت بإستغـــراب " هاااااو صقــر ويــن رايــح ؟ "
كان واضح عليه المـزاج المتعكـــر , شاف ساعته وقال " قرب موعدي مع المحامي ؟ "
منيــــره قالت " صقــر وريــوقك ؟ "
رد واهو متــوجه للباب " شبعت , الحمدلله "
وطـــلع ..
بعد لحظات رفعت زيــنه عيــنها وشافته أمامهـــا من نافذة غرفة الطعام , كان متــوجـه لسيارته ..فجأه وقــــف ..نـزل راسه بخفـه ..واهو رافع إيده ..وأشتعـــل شي بأيده ..رفع راسه ..وطلع دخان من فمــه ..
تجمــــــــــدت من المنـــــــظر .
يدخــــــــــن !
يدخــــــــــــن !
بس اهو قطع التدخيــــــن !
ذكرى هاجمتها على غفله ..صورة المراهقـه اللي كانت بنت 15 سنه ( كان صقـر قاعد يشرب شاي بالحديقــه .
أما اهي فكانت متسنده على الشجره وحاطه هيد فون .
منيــره أوقفت عند الباب , ونــادت على صقـر .
اهو أول ما شـاف منيـره حط سيجارته على الطفايه , ونساها .
وقام من مكــانه متـوجه لمنيــره , وبعدها لداخـل البيــت .
ريحــة أحتراق السيجاره وصـلت لها ...وحركت الفضول فيها .
وما كان في أحد بالحديـقه غيرها والسيجاره ..
بس
اهي ..والسيجـاره .
وتعلقت نظرتها على الباب ..
ونزلــت الهيدفون من أذونها , وحطت المسجله الصغيره على الأرض وقامت من مكانها .
وتـوجهــت للسيجاره .
قعـدت تشـوف السيجاره تحترق ببطئ .
والدخان يطلع بهدوء
ليش صقـر متعلق بهالسيجاره !!
يا ما كلمته , توسلت له , ترجته , حتى البكي بكــت ..لكن ما ترك السيجاره , بس كان يبتســم لحماسها ..أو يتجاهلها ..لا غيـــر .
كانت خايفه عليه , لأنها سمعــت عن مخاطر السيجاره لكن اهو ما كان مهتم .
الفضـول اللي يتميــز فيـه سن المراهقـه تحرك فيــها .
تلفتت حــولها ..مدت إيدها للسيجاره ..وقلبها يـدق بقـوه .
ما بين الخـوف والأثاره .
مسـكت السيجاره بيـن أصابعها .
وحطــتها على شفـايفها .
وسحــــبت نفــس قـوي .
وأول ما قامت بهالشي , حســت بحريقــه بصدرها ..
وحريقه بعيــونها , ظنـــت إنها بتمــوت .
ولازالت بيدها السيجاره بــدت تكح وبقـــوه .
كح كح كح كح .
والدموع تنـزل من عيـنها .
امســحت ادموعها .
وبتركيــز نـزلت راسها وأرفعت السيجاره لفمها للمره الثانيــــه مع نيـة المحاوله للمــره الثانيــه .
من غيـر لا تنتبـه إنها صارت مقابله للباب .!
وبشكــل مفاجئ لها , انســحبــت السيجاره من فمها , والصدمـه خلتها ترجع للخـلف بحركه تلقائيه, لكن أختل توازنها وطاحت على الأرض " آه ه ه ه " .
وقبــل لا يكــون لها أي ردة فعــل غيــر الشهــقه , نـزل صقــر لمستواها , وضــرب فمها وبقــسوة , بأصبعه السبابه اللي أنطلق لفمها من الإبهام .
" آآآآآآآآآآآآآآ " أرفعــت إيدها على فمــها , حســت بطعم الـدم من شفتها السفلى على الرغم من إنه الضـربه كانت فقط من صبـع واحد .
كانت عيـونها ملتقيـه بعيــونه القاتمة السواد , والمفــزعه .

زينة هي الموت والمنعوت والنجوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن