منيره :كانت حاسه بتعب كبير بعد كابوسها البارحه ..
كانت باديه تحس ببداية صداع .
لكن شوفتهم جدامها كان مخفف عنها وايد وايد
إنقلت نظرها بين الأثنين .
زينه كان واضح عليها السعاده , كانت مهتمه بصقر وبأكله بطريقه تدفأ الصدر .
اما صقر فكان باين عليه التوتر من هالأهتمام الغامر فيه .
شافت ولدها بألم إهي عارفه شكثر مرت عليهم أشياء خلتها مو قادره تهتم فيه الإهتمام اللي اهو يستحقه .
قالت زينه برقه حق صقر " تبي حليب ؟! "
منيره كانت حاسه كأنها عذول ..بين هالأثنين
رفع صقر عيونه عن أكله اللي جدامه , لزينه اللي كانت قاعده تشوفه .
شقاعده تسوي فيـــــه !!
تبيـــــه يتعلق فيها أكثر ؟!!!
ولا قاعده تسوي جذي لأنهم جدام منيره .
رد عليها بهدوء " لأ مشكوره "
متوتر من هالإهتمام اللي اهو مو متعود عليه !
وقبل لا تحط الحليب على الطاوله , قالت " خالتي منيره تبين ؟! "
منيره أول ما قالت زينه هالكلمه تنفست الصعداء , ولفت على ولدها تبي تشوف ردة فعله ..
هذا إهي الكلمه اللي كانت تنطرها من أول ما قعدت زينه معاهم على الطاوله .
رفع صقر راسه مره ثانيـــه بصدمه ..وبعدها تحولت ملامحه للسخريه .
كلش ما يلوق على منيره لفظ ( خالتي )
وقال بإستغراب ساخر " خالتي !!! "
زينه صار وجهها أحمر ..! لأنه عبارته وطريقته كان فيها سخريه !!
وإنقلت النظر بين صقر ومنيره .
وكانت توها بتتكلم ..
لما قالت منيره " أنا طلبت منها "
شاف أمه بنظره غريبه , حتى على منيره نفسها !
صقر كان مصدوم , فعلاً كان مصدوم بكل ما فيه ..
ما يدري ليش ؟!
أبداً ماظن إنه أمه ممكن تطلب من أحد يقول لها لقب معين .
زينه حست إنها لازم تقوم , لأنه النظرات بين الأم و ولدها كانت غريبه !
صقر بعد عيونه عن أمه , ورفع إيده عن أكله .
وقال " شي حلو "
منيره نزلت إيدها عن أكلها ..
وقالت بكل ثقه وهدوء " وأبيك تقولي يمه "
زينه تمنت لو قامت وإطلعت من الغرفه أول ما فكرت بالفكره , خاصه بعد ما شافت ملامح صقر تتصلب .
الجو في الغرفه صار متوتر .
ملامح صقر بعدها إسترخت , وأصدر صوت ساخر " هه "
ما صدق اللي سمعه !!
مو معقول طلبها , ما توقعه , ولا إعجبه !
والمشكله إنه أغضبه , هالطلب وايد أغضبه .
ألحين !!
ألحين تبيه يقول يمـــه , ليش أهو لعب !! قول يمه ..لا تقول يمه ..!
كور إيده بغضب .
وكمـل " أسف ..منيره ..ما إنتبهت حق كلمتج ؟! "
منيره شافت كل شي مر على وجه ولدها !
وكانت تدري إنه سمع ..
ولاحظت إستخدامه لإسمها المجرد كرد على طلبها .
قالت منيره بنفس الثقه " لأ , سمعت ..بس مع هذا راح أكرر طلبي " وكمــلت بقوه " أبيك تقولي يمه "
زينه , توترت أكثر وأكثر !!
تبي تقـوم , وبنفس الوقت تبي تقعد لأنها حاسه بفضول تعرف ..
فضول المحب اللي يبي يحمي حبيبه .
بدا صقر يطقطق على الطاوله برتم غاضب ..
ما كان عاجبه اللي قاعد يصير , ورد لعقله الموقف اللي طلبت فيه منه إنه ما يقولها يمه !
قال بهدوء مصطنع " أنا آسف , صعب علي أستجيب لطلبج "
بان الألم على ويه منيره ..
لكن صقر من صجه , ما كان يقدر .
زينه لما شافت توتر الموقف , قامت بس خلاص ما تقدر تقعد أكثر من جذي .., وعلى طول صقر إلتفت عليها , وكان فعلاً غاضب , وشافها بغضب ..
" وين رايحه ؟! "
زينه وقفت بخوف , وإنقلت النظر بينهم أثنينهم .
شافت الألم بعيون منيره ..خالتها منيره !
ردت نظرها لصقر وقالت " الأحسن إني أخليكم بروحكم "
صقر قال ببرود وصيغة أمر " قعدي ... ألحين ! "
منيره تضايقت من ردة فعله , توقعت إنه بيعصب , وما راح يعجبه .
بس كان عندها أمل ..
حتى لو قليل ..
زينه , حست بألم منيره , وحست إنه بوجودها هناك بذاك الوقت فيه تطفل عليهم , وعلى منيره بوجه الخصوص .
وبنفس الوقت كانت حاسه بغضب صقر , وعدم رضاه !
وهذا دليل ضيقه , ما تدري منو تسمع ؟!
قالت حق زوجها " صقـــر ... "
بضيق من إنها مو قاعده تنفذ طلبه , قال بصرامه أكبـر " قعدي "
قعدت زينه على طول !
ما حبت ترده , هالموضوع متعلق فيه اهو وإن كان يبيها تكون موجوده فإهي راح تكون موجوده .
قام صقر واقف , وقال " كملي ريوقج ما في داعي تقومين ... خلص الكلام , أنا طالع "
قبل ما يتحرك من مكانه قالت منيره بصرامه وقوه " أنا ما خلصت كلامي " وكمـلت " أنا أمك ومن حقي أسمع هالكلمه "
صقر , وقف مكانه ..
واهو عارف إنه إن بقى أكثر إهني بيغلط وبيقول شي مو زين !
خذا صقر نفس عميق .
وحاول باللي يقدر عليه إنه يتكلم بإحترام " إسمحي لي منيره , طلبج مو منطقي "
ردت منيره " شلون مو منطقي ؟! إنت ولدي وأنا أمك , وهالكلمه من حقي "
شد على أسنانه بغضب ..
مو معقوله إنه أمه مو شايفه عدم منطقية الفكره .
لا حول ولا قوة إلا بالله .
قال بهدوء " وكنا أم و ولدها , لما كان عمري 15 سنه , وطلبتي مني أناديج منيره ! "
شحب ويه منيره , وكانت تبي تتكلم ..
لما كمل صقر " أنا ألحين عمري 32 , يعني 17 سنه وانا أناديج بأسمج المجرد , مو معقول عقب هالعمر كله ألحين أغير طريقة مناداتي لج "
زينه كانت متألمه من اللي تسمعه , ألحين وإهي تسمع هالكلام , تذكرت بلحظات ضبابيه إنه صقر فعلاً كان يقول حق منيره (يمه) ..بس مو متأكده ..
شافت تعابير زوجها ..
يا ترى شنو كانت ردة فعله لما أمه إطلبت منه يناديها بإسمها المجرد ؟!
ودها تضمه ألحين ..
وكان ودها تقول لمنيــره ..أوووووف خالتها منيره مو منيره .
كان ودها تقول إنه ما في داعي تكمل الكلام لأنه صقر تعبان وما نام أمس عدل من ظهره ! بس هذي أمه ما تقدر تتدخل بينهم .
صقر كان متضايق إنه قال الكلام اللي قاله , بس ما يقدر يتراجع عنه ..
كان فعلاً متضايق ..
ما يصير ينلعب بمشاعره بهالطريقه ..
لما جاء لهالبيت كان طول عمره يقول لمنيره يمه ..
جا وبعد سنتين وبعمق توتر علاقته مع عمه خالد ..طلبت منه منيره هالطلب .
واللي يقهر أكثر إنه إنتقل بنفس الوقت للملحق !
إنحرم من أمه بالوقت اللي اهو كان فيه بأمس الحاجه لها .
وألحين لما صار ريال , ردت تطلب منه يقول لها ( يمه )
قالت منيره بجديه " أظن معاك حق , خلص كلامنا , على الأقل بالوقت الحالي "
مو من حق منيره تحسسه بتأنيب الضمير ..
اهو ما غلط بحقها , إهي اللي إحرمته وردت طلبت هالطلب بطريقه مفاجئه .
إبتسم إبتسامه جانبيه , وقال " مع السلامه "
وطلع من غير أي تعليق ..
كانت زينه تبي تلحقه , لكن منيره أول ما طلع صقــر بكت ..
بطريقه صدمت زينه ..ما قط ذكرت إنه منيره بكت ..بهالطريقه ..
وقفت ما عرفت وين تروح !!
تلحق حبيبها اللي واضح عليه الشحوب , والغضب ..وأكيد الألم ..
ولا تقعد مع خالتها ..
لكن بالنهايه , قررت تروح لمنيره , وتضمها ..
منيره إستسلمت حق ذراع زينه وإهي تقول " أهو معاه ..إهيء إهيء معاه حق ..هذا اللي مقطع قلبي إهيء إهيء "
منيره ما كانت تبي تبكي جدام أحد ..
لكنها ما قدرت ..خاصه إنه نفسيتها متأثره , وتحس روحها تعبانه , من أول ما شافت ناصر مره ثانيه .
الذكريات والكوابيس قاعده تحاصرها من كل مكان .
وتبي ولدها يقولها يمه مره ثانيه .
و رفضه عقب ليله صعبه من الأفكار , والأحلام كانت صعبه على مشاعرها .
زينه كانت تشوف الباب بحسره , للباب اللي طلع منه صقر , مع هذا مررت إيدها على شعر منيره , وإهي تقول " نطري عليه شوي ..أهو يحتاج وقت .."
منيره قالت بألم وبوسط البكاء " أنا خايفه أموت إهيء إهيء إهيء وأنا ما سمعته يقولها يا زينه إهيء إهيء خايفه "
منيره كان ودها لو تحدت الكل علشان ولدها !
بس ( لو ) كلمه ما منها فايده ألحين ..
شدت زينه من إيدها على منيره , وإهي تقول " الله يعطيج طولة العمر يارب , اهو بس إنصدم من طلبج , ما توقعه " فكـــــرت وبعدها قالت بثقه كبيــره " بس اهو طيب ..ومرده بيقول لج اللي تبينه "
زينه تتمنى إنه ثقتها في محلها ..
قلبها كان قاعد يتقطع عليـه , صقر شنو شفت بحياتك ؟!
شنو صار لك ؟!
حبيبي ..حبيبي ..حبيبي .
حست بدموعها تتجمع بعيــونها , حاولت ترمش علشان ما ينزلون ..
بهاللحظه تتمنى أكثر من كل شي بحياتها لو ترد بالزمن لورى .
وتتمنى لو كان زواجهم طبيعي , علشان تقدر تخفف عنه بدون ما تخاف إنه يتحسس منها .
وتتمنى ..وتتمنى ..
تتمنى لو ما مر بكل اللي مر فيه !
حبيبها ..
حبيبها ..
يا رب خفف عليه , يا رب خفف عليه .