الفصل 69

95 2 0
                                    


منيره :

هالبيت تعرفه زين ..مو غريب عليها !!
بحيطانه , بأبوابه !!
بالحوش القديم ..
لكن مو قادره تحط إيدها على المكان اللي شايفته فيه ..
تنقلت بين الغرف ..
وقلبها بدى يرقع بخوف ..
عقلها بدى يعلمها إهي وين ..
خاصه لما إدخلت الصاله ..
وشافت ألعاب صقر على الأرض ..
ولفت على الباب لما سمعت صوت , وشافت ولدها الصغير صقر يركض لألعابه ..
شافته بعدم فهم !!!
شلون ولدها أكبر من جذي !!
شالسالفه !!!!
دققت بملامحه ..يا الله شكثـــــــــــر مشتاقه لطفلها ..إشكثر مشتاقه لملامح الطفوله بويهه ..
ودها لو تاخذه بحضنها ..
قربت منه , وحاولت تمسك إيده لكن عجزت ..
إبتعدت خطوات بخوف ..
سمعت صوت مره تنادي ولدها " صقــر حبيبي , غسل إيدك ..يلا الغدا قبل ما أبوك إيي "
لفت على الولد اللي قال " إن شاء الله يمــــــــــه "
من هذي اللي يقولها ولدها يمـــــــــه !!!!!!!!!
أبوه !!! ناصر !!!
إي هذا بيت ناصـــــــــــر ..
تلفتت بالغــــرفه صح ..شلون نست البيت اللي إنتقلو له عقب ما تركوا بيت أسرته ..
إهي شقاعده تسوي إهني !!
شالسالفه ..
إنتبهت من أفكارها لما شافت الولد يركض إتجاهها بسرعه ..
إخترعت كان راح يصطدم فيها ..وقالت بتنبيه " صقـــر "
لكن الغريب إنه مشى من خلالها ..كأنها شبح !
تحركت بخوف ..
للباب ..
وإطلعت ..
بدت تنقل نظرها على البيت ..
لما سمعت صوت المرأه مره ثانيه ..
توجهت بخطوات متردده للمكان , وشافت المطبخ ..صح هذا اهو المطبخ ..
قابلتها عند الباب منيـــره الشابه ..
شلووووووووووون شالسالفه , إهي كاهي ...هذي منــــــــــــو!!!!!
وليــــــــــــش صغيره جذي ..
شالســــــــالفه !!!
الخوف قاعد يزيـد بقلبها أكثر وأكثر ..
لكن بعدها دققت بملامح منيره اللي قبالها ..
إنصدمت من كمية التعب اللي كان واضح على ملامحها ..
مدت إيدها بتلمس خدها , لكن إيدها إعبرت خدها كأنها شبح ..
إلتفتت بخـــــــــــوف وعنف لما سمعت صوت رقعة الباب ..
وصوت الريال الغاضب واللي يقـــــــــــول " ليش الباب الخارجي مفتـــــــــــوح "
منيره الشابه عبرت من خلالها وراحت للريال اللي قاعد يصــرخ ..
" ناصر قصــر حســـــــــك , الولد ألحيــــن ياي "
كلمها بكل عنـــــــــــــف " أول ردي علي , ليـــــــــش الباب مفتـــــــوح ؟!! "
ردت عليـــــــه بغضب " إشدراني ليــــــــش الباب مفتـــــــــــوح ؟! قولي إنت شنو نظريتك عن سر الباب المفتوح وخلنا نخلص " وكمــلت " وقولي بعد على الطريج منو أنا كلمت اليوم والساعه جم ؟!!! و ليش أنا لابسه ملابسي هذي ...وليش مكحله عيني , وليش صقر ما غسل إيده لما ألحين ؟!!! وقولي بعد منو زارني , ومنو دخل ومنو طلع ..أنا متأكده إنك عارف كل الإجابات على هالأسئله , بس تحتاج حق ليش ..فإنت قولي ليــــــــش وفكني "
منيره الكبيره شافت اشلون وجه ناصر تحول للغضب واهو يصرخ " قاعده تتطنزيــــــــــن حضرتج ؟!!! "
وشافت شلون مســـــــــــــك ذراع منيره الشابه بعنف وبعدها يدزها ..
لكن منيره الشابه ما طاحت ..على الرغم من إختلال توازنها ..
وقالت " مليــــــــــت يا ناصر من هالعيشـــــــــــه ..مليــــــــــــت ...طقت جبدي ..ما تقولي إنت ما مليت !!! ما طقت جبدك !!! " وكمـــلت منيره الشابه " مرت فتره طويله ..وإنت منت راضي تنسى ..كل يوم عن يوم تزيد بتصرفاتك "
رد عليـــــــــها ناصر الغاضب " تبيني أنسى إنج كنتي بحضن أخوي "
صرخت عليه منيــــــــره الشابه " اهو اللي تحرش فيني ..اهو .!!! وإنت صدقتني ..إنت وقفت معاي , إنت تدري إنه أخوك أهو.... "
رد ناصر يصـرخ عليها " أهو يقـــول غير هالكلام .."
طلع من منـيــره صوت يأس وبعدها قالت " رديـــــــــنا ..رديـــــــــنا على نفس الموضوع "
منيره الكبيره اللي كانت تشوف المشهد , تذكرت بالضبط شنو صار قبل هاليوم ..
قبل هاليوم لجأت حق أمها وردتها !!
وتذكرت شنو راح يقول ناصر ألحين ..
" حمدي ربـــــــــج إني رضيت أقبل فيــــــــــج عقـــب اللي سويــــــــــــتيه "
إسمعوا أثنينهم , إهي ومنيره الشابه الصوت اللي على الدرج ..
إلتفتوا مع بعض ..وشافوا الملامح الخايفه على الطفل ..قربوا من عتبة الدرج ..
وافتحوا إيدهم ..راح صقر لحضن أمه الشابه ..
" صقـــر حبيبي , بابا يـــه ..يلا ناكل غدا "
إختفى المشهد من أمام منيره ...................
ألحيـــن صارت بمكان خارجي , ضوء الشمس حرق عيونها ..تلفتت حولها ..
وشافت روحها بالسـوق ..مع خواتها ..ومع منيره الشابه !!!!
كلهم حاطين عبيهم على روسهـــــــم , ويتسوقون ..
وإهي (منيره الكبيره) كانت واقفه بقرب منيره الشابه ..
كانت وحده من خواتها واقفه بقربها بالجهه الثانيه وفجأه قالت لها " منيره هذا مو ناصر ريلج "
إرفعت منيره الكبيره والصغيره روسهــــم للمكان اللي أشرت عليه أختهم ..
وشافوا ناصر ..
واقف يراقب !!
قالت منيره الشابه " لأ هذا مو ناصر إنتي مشبهه عليــه "
إختفى المشــهد من أمام منيره .....................
وصارت في البيت مع ناصر ومع منيره الشابه .
كانت منيره تصرخ " وصلت فيك المواصيل تفضحني جدام أهلي , تلحقني للسوق "
رد ناصر " لا تكبرين الموضوع , هذي مو أول مره .."
وبعدها سكت ناصر ..
ومنيــره الشابه وقفت مكانها مصدومه ..
وكمل ناصر " شلون تبيني أضمن إنج مو قاعده تطلعيـــن مع غيري ..إنه مالج علاقه مع واحد ثاني "
ردت منيره الشابه والدموع بعيونها " ليـــــش جذي قاعد تسوي فيني ؟! "
قرب ناصر من منيره الشابه , وحط إيده على رقبتها ..
وضغط عليـــها ..واهو يقول " لأني شفتج بحضن أخوي "
بكل قوه وخرت منيره إيده عن رقبتها ..
وقالت " إنت حاربت أخوك ذاك الوقت لأنك عارف إني صاجه ..لا تخلي الشيطان يقص عليك , ولاتخلي الشيطان يتغلب على حبنا "
صرخ عليها " تهقيـــــــــــين إني ما أبي أتخلص من هالسم اللي مسيطر على عقلي ..لكن شنو اللي يأكد لي إنج إنتي الصاجه , ليش مو أهو الصادق ..كلمتج ضد كلمته .."
ردت عليه منيـــــــره الشابه " لأني أحبـــــك , هذا سبب كافي .., لأني تحديت أهلي علشان أكون معاك "
قال ناصر بسخريه " بعتي أهلج اللي ربوج وأفضالهم عليج وايد .. علشان واحد عرفتيه ... ما راح تبيعيني علشان واحد ثاني "
أختفى المشهـــــــد من أمام منيــــــــــــره ...
ووشافت روحها الشابه , مع ناصر , وعيونهم بعيون بعض ..
منيره الشابه كانت قاعده تضحك بسعاده ..
فجأه قال ناصر " تدرين بهاللحظه بشنو قاعد أفكر ؟!! "
منيره الكبيره تذكرت هالمشهد وبدت الدموع تنزل من عيونها ..
خاصه لما منيره الشابه قالت بصوت رومانسي " لأ قولي "
وكمل ناصر " من متى قاعده تخونيني مع صالح ؟! "
سكوت من طرف منيره الشابه ..
وبعدها قالت بصوت مخنوق كأنها إنذبحت " ناصر شالكلام ؟!! "
مسك ناصر إيد منيره الشابه بقوه وقال " ريحيني يا منيـــــــــره , من متى قاعده تخونيني معاااااااااااااااااااه , مع صالح ..كان في غيره ..خنتيني مع غيره ؟!!! "
سحبت منيره الشابه إيدها من إيده ناصر وإهي تصــرخ " إنت ينيــــــــــت يا نــاصر أكيـــد ينيــــــــــــت "
قال " إيــــــــه ينيــــــــــــت لأني كلما شفتج تذكرت شكلج بأحضانه , وكلما سمعت صوتج , تذكرت كلمته إنج تعاكسينه " وكمــل " ريحيني وقولي لي "
ردت عليه منيره " إنت مينون , متى يدخــل براسك إني ما خنتـــــــــك ..أنا ما خنتــــــــــك !! " وكمــــــــــلت " الشك كلا عقلــــــــلك , ما بقى إلا تقـــول إنه صقــر مو ولدك ؟! "
تغيرت ملامح ناصر " صقــر ولدي !! "
ولما منيره شافت عيونه عرفت إنه مرحله يديده من العذاب بدت !!
إختفى المشهد من أمام منيره ............
وصارت في المطبخ , في يوم حار .
وشافت نفسها الشابه واقفه مع الهندي اللي يجيب الغاز .
لما ركب سلندر الغاز , وصلته للحوش .
منيره الكبيره لحقت منيره الشابه للحوش ..
وعرفت شراح يصير ألحين , كان ودها لو تحضر نفسها الشابه من العواقب , كان ودها لو تصرخ لنفسها ..
صوتها ما كان قاعد يوصل لمنيره الشابه الواقفه قبالها ..
وإهي قاعده تعطيه الفلوس ..بالحوش ..دخـــل ناصر ..اللي تجمــــــــــد مكانه ..لما شاف الرجل الهندي .
منيره الكبير شافت إيد منيره الشابه ترتجف وإهي تعطي الهندي الفلوس ..
ومر الهندي بسرعه وطلع ..
قال ناصر " منــــــــــو هذا ؟!!! "
ردت منيــــــــــره " إنت قــــــــول منو هذا "
قرب منها نــــــاصر " كلميــــــــــني عدل ؟!!!! منـــــــــــو هذا ؟!! "
قالت منيره الشابه بغضب " عشيقي ..أوكي إرتحـــــــــــت ..عشيقي ..هذا اللي كنت تبي تسمعــ........."
كان جواب نـاصر كف قوي على وجه منيـــــــــــــره , كف طيحها على الأرض من قوته ..
شهقت منيره الكبيره اللي كانت قاعده تشوف المشهد ..
وبدت تبكي ..وراحت لنفسها الشابه اللي طايحه على الأرض ..
إلتفت منيره الشابه على زوجها ..وبنفس الوقت إلتفتت منيره الكبيـــره ..
شافت ويه ناصر المصعوق ..
وقالت مع منيره الشابه " طلقني "
شاف ناصر إيده وبعدهــا شافها .." إنتي اللي إستفزيــــــــــــتيني "
بكت إهي منيره الكبيره ..
بس منيره الشابه ما بكت ...لأنها إذكرت مشاعرها بذيك اللحظه , إذكرت إنها صبرت على شكه وظلمه لها ..
صبرت على وايد أشياء ..
بس أدامه مد إيده عليها فهذا معناته نهايتهم !!
إعتدلت منيره الشابه , وقالت " طلقني "
ناصر شافها من علو ..وإبتعد عنها عدة خطوات " إنتي طالق ..أنا ما يشرفني إنج تكونين مرتي , وبحذف وراج سبع صخرات "
.................................
إشهقـــــــــت بعد ما إسمعت هالكلمه القاسيه والجارحه ..وإهي إفتحت عيــونها من الكابوس على الواقع ..
قامت من النـــــــــــــــوم ..
أدارت عيـــــــــــنها على الغرفه ..
إهي في بيتها !!
إهي في بيتها مو في بيت ناصر ..
مو بذاك الوقت , مو بذيك اللحظات المعذبه ..
إهي مو إهناك ..!
الحمدلله .. الحمدلله ..
ما عادت عند ناصر ..
هذا كابوس ..
أعوذ بالله منك يا إبليـس , أعوذ بالله منــك يا إبليس ..
كابوس حياتها الماضيه , مختلط برغبتها بسماع ولدها يقول يمه ..
تذكرت مشاهدها مع ناصر ..نفس الحوارات , نفس المشاهد الماضيه ..
لكن برعب الكابوس ..وبغرابة وعدم واقعية الحلم ...كونها قاعده تشوف روحها الشابه تدمر كانت صعبه عليها ..
تمنت لو تقدر تضم الشابه اللي كانت بالحلم ..
تمنت لو قدرت تحذرها ..
واقع مؤلم إنها كانت بالحلم مجرد مشاهده
وبهاللحظه إنهارت بالبكي ..!
" آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآ "
بكت جرح البنت الشابه , بكت حب ما إنكتب له النجاح ...بكت الغدر اللي تعرضت له ..بكت إنتهاء أحلامها ..
بكت تخلي أمها عنها ..بكت الخجل اللي عانت منه ..بكت الأمور اللي تعرضت لها وخلتها تكبـــر ..
وبكت وبكت وبكت ..
والأهم بكت شوقها إنها تسمع من ولدها كلمة يمه !!

زينة هي الموت والمنعوت والنجوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن