الفصل الأول

90K 1.8K 510
                                    

تيك توك تيك توك تتحرك عقارب المنبه جانبي و إذ فجأة يرن صوت منبه هاتفي المحمول بأعلى صوت أفف لكم أتمنى أن أحطم ذلك الهاتف اللعين و أدمره و لكن قلبي الصغير لا يطاوعني لأن بدون ذلك الهاتف حياتي لا معنى لها فعلى سبيل المثال هو الشئ الوحيد الذي يقتل الملل الذي كثيرا أشعر به. إنها الساعة السادسة صباحا فاليوم أول يوم مدرسة هااح كم أكره المدرسة.

أيا كان ما زلت أضع رأسي على المخدة و أخذت أفرك عيني أزيل العماس حتي استيقظ و استطيع أن أرى جيدا و بدأت بتحريك قدمي حتي هبطت بسلام على أرض الغرفة ثم احركها مرة أخري و أنا شبه مغمضة عيني باحثة عن ما يدعى في مصر بالشبشب و لأنني شخصية منظمة جدا أقضي ما يقرب من ربع ساعة ابحث عنه و النهاية أجده في غرفة أخرى.

و من ثم أنهض بمعجزة و عندما أقف على قدمي أقوم بعمل رحلتي إلى الحمام حتى أغسل وجهي و بعد ذلك أتناول الفطور و أذهب لأرتدي زي المدرسة لم يعد هناك سوى سنة واحدة و لن أرتدي ذلك الرداء اللعين مرة أخرى . تلك هي حياتي عبارة عن سلسلة من الملل و الضجر و لكنني قررت أن أخذ موقفا و هو أن انتظر حتى يفوت ميعاد الطابور الصباحي و أذهب للمدرسة متأخرة لا أعلم ما الغرض من ذلك و لكنني وجدت متعة في الوصول متأخرة.

أصل بأمان للمدرسة و أجد كالعادة أن الفصل في الدور الأخيرمن المبنى لم يا ربي كتب على أن أعاني كل سنة في صعود السلم للفصل

فصلي العزيز حقا كم أكرهك كالعادة مثل كل عام أدخل أجد مقعدي فارغ و أجلس فيه وحدي. منذ أن رحلت صديقتي ألفت و هي تركتني وحدي وحدي تركتني كان ذلك في الصف الرابع الابتدائي . لقد مر الكثير من الوقت و نسيتها و نسيت تلك الأيام.

و بمجرد دخولي الفصل الكل يضحك و لا أعلم لماذا ؟ منذ ثمانية أعوام و أنا اتساءل لماذا يسخرون مني بمجرد أن أدخل . و بعد ذلك أجلس في مقعدي الواسع الفسيح المهجور الذي لا يجرؤ أحد الجلوس فيه غيري. و في حصص الأنشطة يقسم الفصل لمجموعات الا مجموعتي المكونة من فرد و هي أنا. أنا فخورة بوجودي في تلك المجموعة المتميزة.

و لكن الوحدة تقتلني و في نفس الوقت ما في اليد حيلة . ماذا أفعل ؟ لقد قضيت قرابة ثماني سنوات أتأمل في زملائي و أدرسهم و أراقبهم من بعيد حتى صرت أعرفهم أكثر مني. و لكنني لم أفهمهم و لم يفهموني. لا أعلم هل العيب منهم أم مني ؟ بالتأكيد منهم أنا أحول دائما أن اتقرب منهم و لكنهم يصدوني حتي ضجرت من تلك المعاملة. و وصل بهم الحال ان يسخروا مني و يستهزئون بي و كل ذلك لأنني امتنعت عن التعامل معهم و ركزت على دراستي. أشخاص معقدون و كثيرا ما يدعونني بالدحيحة و هذا لقب عقيم أنا لا أقبل به. و لا يكون الا وليد الحقد و الغيرة من المتفوقين أمثالي.

من كثرة الملل الذي وجدته ذلك اليوم قررت أن أضع رأسي على المقعد و أغمض عيني و أنام لعلي أقتل ذلك الملل. و إذ فجأة أجد كراسة قذفت على و عندما أرفع رأسي تتعالى أصوات القهقهة و الكركرة. أتحسبون أنفسكم خفاف الظل ؟ أعع أنتم لا تستحقون حتى أن أتكلم معكم . كل ما فعلت أنني رميت بالكراسة من النافذة فهوت بكل سرعتها و وقعت على رأس المدير الذي كان يقف في فناء المدرسة. لم كل مرة يحدث ذلك ؟ و زيادة على ذلك صاحبة الكراسة التي تدعى سلمى يالك من متكبرة و متعجرفة لا أنكر أنها جميلة في الشكل فهي ذات بشرة صافية قمحية و شعر بني طويل و لكنها ليست جميلة من الداخل. قامت و اقتربت مني و قالت : إيه يا دحيحة انتي جاية تتعصبي عليا ؟

أيهما أختار ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن