الفصل الثامن عشر

10.7K 324 30
                                    

عاد معي منتصر للبيت و أخبر أمي بكل شيء و أثناء ذلك الوقت كنت في غرفتي منتظرة هبوب تلك العاصفة الغاضبة من أمي و عندما سمعت صوت الباب يغلق أخذ صوت خطوات أمي يقترب من الغرفة شيئا فشيئا.

حاولت تهيئة نفسي لتلك الصدمة. فعندما دخلت أمي الغرفة حدث ما توقعته. كان يبدو على وجهها الغضب و الامتعاض فقالت لي

" ايه اللي أنا سمعته ده. "

" من منتصر. "

" ايوة "

كنت أريد أن أبوح لها بكل شيء و لكن ماذا لو لم تتفهم أمري ؟ ماذا لو خافت مني ؟ ماذا لو تغير رأيها في تماما و أخبرت الشرطة ؟ لا أعلم ماذا أفعل. فلقد سئمت من كثرة الكذب و إخفاء الحقيقة عن أمي. و شعرت أنني شيء دنئ. و لكنني قررت في النهاية أن أخبرها كل شيء حتى أوهام و القتل و لكن في الوقت المناسب.

فقلت لها و أنا أضع رأسي في الأرض من الخذي

" أنا أسفة. أنا مكنش ينفع أقول لحد. بس هو اللي فضل يضغط عليا و لو كنت قلتلك كنتي هتعرفي البوليس. هما هددوني بيكي. "

فصاحت في و هي تقول

" أنا أمك و مهما حصل و مهما اتقال هفضل مامتك اللي تخاف عليكي و تبعد عنك أي أذى كنتي تعرفيني و كنا هنتفق على حل. لكن ابقى زي زي الغريبة معرفش إلا بعد ما كله يعرف لا. "

" عشان خاطري سامحيني مكنش قصدي. "

" مش هسامحك يا رينادا انتي بتستهبلي. انتي كنتي هتروحي في داهية هبقى مبسوطة لما يتهموكي بالقتل عشان خاطر هددوكي بيا."

" طب خلاص أنا أسفة. "

فاقتربت مني و رفعت وجهي و نظرت مباشرة إلى عيني و قالت

" يا ترى مخبية عني إيه تاني ؟ "

قلت على الفور

" دي الحاجة الوحيدة. " و ظللت أثبت نظري و عيني و لم اتردد حتى لا يبدو على الكذب و لكنها أمي فمهما فعلت فسوف تكتشف أمري.

فقالت

" مش قادرة أصدقك. "

و رحلت و هي تقول

" من هنا و رايح لو مكنتيش هتحكيلي كل حاجة هيبقى ليا تصرف تاني. "

" حاضر.."

ثم ذهبت و تركت الغرفة. و عند تلك اللحظة ظهرت لي أوهام و هي تقول

" و لا يهمك هتزعل شوية بس لازم تتعودي انك هتخسري ناس كتير أوي فيما بعد. "

فبكيت و أنا أقول

" أنا ممكن أخسر أي حد سلمى آدم حتى انتي لكن لا يمكن أقبل اني أخسر ماما. "

فدفعتني بقوة لدرجة انني وقعت على الأرض و كانت تقول

" غبية. بعد كل اللي عملتهولك بعد اللي هعملهولك. بعد ما خليتك قوية و ساعدتك تاخدي جزء من حقك و حق أهلك. "

أيهما أختار ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن