الفصل الثالث و العشرون

9K 304 25
                                    

أيا كان، كان لدي يوم السبت امتحان عملي. فعندما ذهبت وجدت الفصل يتعامل بنفس الطريقة المستفزة التي على وشك أن تجعلني أنفجر من الغيظ. فلما انتهينا من الامتحان وجدت آدم و سلمى يتكلمون من بعيد و يشيرون إلي و يضحكون. لم يعجبني ذلك فذهبت ناحيتهم و قلت

" الواحد مش عارف هو كان مصاحبكم ازاي. "

فضحك آدم و قال

" يا عيني على اللي هيموت من الغيظ. "

فلم أرد عليه فقال

" انتي أساسا محدش يفكر يصاحبك. واحدة مريضة اللي يزعلها تاخدوا مكان مقطوع و تعذبه قصدي تقتله. "

فلم أتمالك نفسي و أمسكته بشدة من قميصه و قلت

" انت ليه مصر تستفزني ؟ "

فتغيرت ملامحه من الضحك إلى الغضب و أمسك يدي الاثنين بشدة و أبعدهم عنه و قال

" انت اتجننتي ؟ ازاي تمسكيني كده ؟ متخلنيش اتهور عليكي. "

" لا أنا عايزاك تتهور. "

فقالت سلمى حتى تشعل العراك

" أوووه دي أحرجتك. "

فأمسكني من شعري و هو يقول

" ايه رأيك أمسح بكرامتك الأرض دلوقتي ؟ "

فأخذت أنفاسي تتسارع و في لحظة أبعدت يده عن شعري و ضربته في ساقه فوقع في الأرض. ثم أمسكت برأسه و حاولت خنقه و أنا أهمس له في أذنه

" أنا قتلت مرة و اتنين و معنديش مانع للتالتة بلاش انت. شكلك ولد طري خالص. "

و عند رؤية الفصل ذلك حاولوا أن يفصلوا بيننا و خصوصا بعد أن أفلت آدم مني و كان على وشك ضربي. فقال له مينا

" مش رجولة انك تمد ايدك على بنت و بعدين لسة متأكدناش. "

فصحت في وجه آدم و أنا أقول

" لو كنت فاكر ان عضلاتك و قوتك دي هتخليك أحسن مني لا. أنا أقدر أدفنك هنا. "

فعندما أفلتوني و هدأ الموقف جريت مسرعة خارج المدرسة و أنا على وشك الانفجار في البكاء و مجرد أن وصلت البيت دخلت غرفتي و أغلقت الباب و أخذت شلالات الدموع في الانهيار.

فجاءت أوهام و قالت

" غبية كان المفروض تدفنيه بمعنى الكلمة. ''

" انتي عبيطة الفصل كله كان حواليا. "

" خلاص فكك منه. بعد ما نخلص من منتصر نبقى نشوف صرفة للملزق ده. "

" اه صح منتصر بكرة. فكرتي في حاجة ؟ "

" لا لسة. "

" بصي المشكلة انه مش هينفع معاه نفس الخطط اللي فاتت. "

" خلاص مفيش غير اني أجي معاكي و ساعة ما أقولك يلا تبقى يلا."

" طيب. ربنا يستر. "

أيهما أختار ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن