الفصل الثالث

21.1K 489 68
                                    

قال الرجل : " يؤسفني اقولكم ان الاستاذ أحمد عبدالقادر اتقتل انهاردة في المحل لسة من شوية فيه بلطجية هجموا عالمحل عايزين يسرقوه. "

عند سماع تلك الكلمات وقعت على أذني وقع الصاعقة لقد وقفت مصدومة مكاني لم أشعر بشيء سوى الدموع و هي تنهمر من عيني على خدي كأنها جمرة من اللهب. لم أعد أسمع شيء سوى صوت ضربات قلبي. و بعد هنيهة استطعت أن ألفت رأسي الي أمي وجدتها تبكي و تقول

" إيه اتقتل "

رق لنا و لحالنا و قال " تعالوا معايا هوديكوا للمستشفى "

و بالفعل ذهبنا معه للمستشفى و سألنا عن والدي فاتجهنا للمشرحة و كان الطبيب واقف أمام الباب فأخبره الرجل أنني ابنته و أن أمي زوجته. و كانت أمي ستدخل لكي تلقي النظرة الأخيرة عليه و لكنها رفضت أن أدخل معها.

فقلت لها و الدموع تملأ عيني بصوتي المتهدج " عشان خاطري أبص عليه بس. " و ظللت ألح حتى قبلت في النهاية.

و بالفعل دخلنا وجدنا جسم موضوع على سرير و مغطى بقماشة كبيرة لونها أبيض. فرفع لنا الغطاء من على وجهه عند رؤيته انهارت أمي و لكن لأكون صادقة معكم أنا لا أعلم ما حدث لي فظللت واقفة أميل رأسي يمين تارة و يسار تارة أخرى أحاول أن أفهم ما الذي أراه.

أنا لم أرى أموات من قبل و لم يمت أحد لي. كثيرا ما اقرأ كلمة الموت و أسمعها و لكنني لم أفهمها من قبل. فاقتربت من أبي و دنوت من أذنه و قلت

" بابا هما بيقولوا انك مت بس أنا مش مصدقة. أنا حساك نايم و هتصحى كمان شوية. بيقولوا ان الموت بيبعد الحبايب عن بعض بس أنا مش عايزاك تبعد عني "

ثم أمسكت يده بشدة و بدأ صوتي يعلو و أنا أقول " متسبنيش يا بابا. أنا و ماما لوحدنا. مش عايزاك تكون زعلان مني. "

و بعد ذلك ودعته أمي أيضا و هي تقول " فاكر لما وعدتني زمان انك مش هتسيبني. أديك موفتش بوعدك ليا. و سبتني أنا و رينادا. "

خرجنا للطبيب و أخبر أمي أن أبي مات إثر ضربة رصاصة واحدة في القلب أثناء العراك. و بعد ذلك جاء الظابط ليحقق في جريمة القتل. و لكنه ظل يتحدث مع أمي على انفراد فلم أسمع شيء. و فجأة إذا بعمي يدخل و عندما وجدني احتضني و قال " الباقية في حياتك يا بنتي. مش عايزك تحسي ان بابا مات أنا هنا مكان بابا. "

على الرغم من تلك الكلمات اللطيفة إلا أنني تذكرت ما قد كنت سمعته من أمي و أبي عنه فلم أشعر بالارتياح من جهته.

و لأننا لسنا من القاهرة. ذهبنا الي طنطا لدفن أبي في مدافن العائلة هناك. ساعة وضع الجثة في المقبرة ظللت واقفة و هم يحفرون في الأرض و يضعون الجثة. و لكنني كنت في عالم أخر.

و بسبب الخلافات بين أبي و عمي قبل أن يقتل كان قد كتب نصيبه في المحل باسم أمي حتى يضمن حقنا. تم تنفيذ الوصية و جاء عمي المنزل يعزي أمي و غادر.

أيهما أختار ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن